لن نترك العدو يدعم الباطل بالاساطير، لتحقيق إنتصار حتى ولو كان وهمى. كذبه جديدة يطلقها رئيس وزراء دولة الإحتلال، تكشف عن واحدة من اقوى الضربات الإستخباراتية التى قادتها مصر ضد العدو الصهيونى فى ستينات القرن الماضى، كما تكشف عن ضعف يفضحه الكذب، تحاول به الدولة الصهيونية، صناعة مجد وهمى. قبل اكثر من خمسين عاماً، وبينما كان يتجول احد الساسة الكبار مع قيادات الجيش السورى على الجبهة، يطلع على اسرار الجيش السورى، ويشارك فى ترتيب الاوراق لشن هجوم على الدولة الصهيونية، كانت الدهشة تسيطر على احد صقورنا فى المخابرات المصرية، الذى انطلق لكتابه تقرير مثير الى القيادة العامة. جاسوس اسرائيلى دقائق قليلة، رفع فيها الضابط المصرى تقريره المثير، كاشفاً فيه عن الوجه الحقيقى للسياسى الذى زعم انه سورياً، اكد خلاله ان هذا الشخص من مواليد الاسكندرية مع مطلع عام 1924 بإسم بن شاؤول كوهين، لاسرة سورية هاجرت الى مصر من حلب السورية. واستفاض الضابط المصرى فى الكشف عن شخصية الجاسوس مشيراً الى انه التحق فى طفولته بمدارس دينية يهودية ثم درس الهندسة في جامعة القاهرة ولكنه لم يكمل تعليمه، كما إنه أجاد العبرية والعربية والفرنسية بطلاقة، وإنضم للحركة الصهيونية وهو في العشرين من عمره كما التحق بشبكة تجسس إسرائيلية بمصر بزعامة ابراهام دار المعروف بجون دارلنغ، ثم هاجر من مصر نهائيا عام 1957 بعد حرب السويس، وبعد وصوله إسرائيل عمل في البداية في ترجمة الصحافة العربية للعبرية ثم التحق بالموساد. وتابع الضابط المصرى، يبدو ان بن شاؤول تمت زراعته لاحقاً في سوريا فذهب للأرجنتين عام 1961، ونجح هناك في بناء سمعة كرجل أعمل ناجح متحمس لوطنه الأصلي سوريا، وفي بيونس ايرس أيضا توثقت صداقته بالملحق لعسكري أمين الحافظ الذي أصبح رئيسا لسوريا لاحقا، لينتقل الى دمشق عام 1962 حيث وصلت علاقاته لأعلى المستويات وخاصة بين كبار ضباط الجيش ورجال السياسة والتجارة وسكن بحي أبو رمانة المجاور لمقر قيادة الجيش السوري، المؤكد ان الجاسوس الاسرائيلى قد امد اسرائيل بمعلومات بالغة السرية. كشف الفضيحة الكاتب الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل يؤكد ان المخابرات المصرية هي التي كشفته بعد رصد أحد ضباطها لكوهين ضمن المحيطين بأمين الحافظ في صور خلال تفقده مواقع عسكرية، ليخضع الجاسوس بعد ذلك لمراقبة المخابرات السورية التي اعتقلته وصدر حكم بإعدامه شنقا في ساحة المرجة في دمشق في 18 مايو/ آيار عام 1965. اسرائيل حينها اصيبت بالصدمة، الجاسوس الاخطر لديهم قد تم اعدامه علانية فى دمشق، لتحاول بعدها إعادة رفاته، الا ان النظام السورى يرفض، حتى كانت احدى الوقائع عندما تمكنوا من سرقته جثته، والهرب بها الى الحدود اللبنانية، الا ان احد عساكر الجيش السورى تمكن من كشف الجدعة، واعاد رفات الجاسوس الى النظام السورى، ليتم اخفائها فى مكان مازال مجهولاً لدولة الإحتلال. الكذبة الجديدة قبل ايام زعم رئيس الوزراء الصهيونى نتنياهو، ان عملية خاصة اعاد الموساد الى اسرائيل ساعة اليد التى ارتداها الجاسوس الاسرائيلى الشهير ايلى كوهين، الذى اعدم فى دمشق عام 1965، واصفاً العملية بالحازمة والشجاعة، مختتماً تغريدته على موقع التواصل الإجتماعى تويتر: "لن ننسى ايلي كوهين ابداً". لكن المثير، كان فى رد فعل ارملة الجاسوس الإسرائيلى، التى كشفت عن واحدة من حلقات الاكاذيب التى يحاول من خلالها قادة الصهاينة خداع العالم وشعبهم القابع فى دولة الإحتلال، مشيرة ان ساعة زوجها قد تم عرضها مؤخراً فى مزاد علنى عبر الإنترنت، وان الموساد الاسرائيلى رصدها، وتقدم بطلب لشرائها، وخلال الايام الماضية كان الرد بالموافقة، ليدفع فيها الموساد الاسرائيلى مبلغاً من المال لكى يسترد ساعة زوجى. واضافت ارملة الجاسوس، عبر الإذاعة الاسرائيلية، لم تكن عملية خاصة ولا شجاعة، فقط اشتروها وراحوا يوزعون علينا الاكاذيب.