تعد وزارة الصحة خطة قومية جديدة للمسح الطبي لفيروس سي والأمراض غير المعدية (المزمنة) ل45 مليون مواطن علي مستوي الجمهورية في الفئة العمرية بين 18 إلي 59 عامًا ضمن المشروع القومي للتأمين الصحي الذي أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مرحلته الأولي مطلع الشهر الجاري. وأكد مصدر بوزارة الصحة ان أعضاء اللجنة القومية للفيروسات الكبدية يعكفون الان علي وضع خطة قومية جديدة للمسح الطبي وعلاج فيروس سي والأمراض المزمنة بعد ان اجتمعوا مع وزيرة الصحة د. هالة زايد أمس الأول ووضعوا الإجراءات التمهيدية للخطة. وأضاف المصدر أن الاجتماع تضمن كل الاطراف القائمة علي علاج فيروس »سي» وهي قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة وصندوق تحيا مصر وممثلو البنك الدولي ومنطمة الصحة العالمية، للاعداد لخطة المسح القومية والوزارات والهيئات المعنية المشاركة في الخطة ومنها الهيئة الوطنية للانتخابات. وقالت د. هالة زايد وزيرة الصحة والسكان إن الدولة رصدت مبلغ 5.6 مليار جنيه للقضاء علي فيروس سي، في غضون 3 سنوات. وأضافت أن منظومة القضاء علي فيروس سي تعتمد علي 3 محاور اولها خفض معدل انتشار التهاب الكبد والحالات المصابة، كما تضمن المسح الشامل للمواطنين وعلاج المصابين المكتشفين وانهاء قوائم الانتظار الحالية. وأوضحت أن الدولة تهدف إلي منع انتشار فيروس سي من خلال المسح الطبي والفحص ل45 مليون مواطن بتكلفة 2 مليار و322 مليون جنيه، وعلاج 2 مليون و150 الف مواطن بتكلفة 3 مليارات و250 مليون جنيه. واشارت إلي أن المسح الطبي للأمراض المزمنة وغير المعدية مثل الضغط والسكر والسمنة ل45 مليون مواطن، يتم لاول مرة عالمياً تحت مراقبة منظمة الصحة العالمية وصندوق تحيا مصر والبنك الدولي ومنطمة الاممالمتحدة للطفولة »اليونسيف». وأكدت الاستعانة بقواعد بيانات الناخبين من الهيئة الوطنية للانتخابات لاستغلالها في المسح الشامل والقضاء علي فيروس سي والوصول إلي أكبر عدد من المواطنين لتنفيذ المستهدف من الخطة باجراء مسح طبي شامل ل45 مليون مواطن. وأشارت إلي أن خطة القضاء علي فيروس سي تتضمن التعاون مع صندوق تحيا مصر، حيث سيستعين الصندوق بخبراء أجانب من هيئات علمية لتوثيق شفاء الحالات التي تلقت العلاج، تحت مظلة المشروع الرئاسي المنفذ من خلال وزارة الصحة والسكان. وقالت ان صندوق تحيا مصر سيتكفل بتوفير كواشف اختبارات الفيروس والأدوية، علي أن تقدم الخدمة من خلال مراكز الكبد والمستشفيات والقوافل التابعة للوزارة. وأوضحت أن الوزارة تعمل علي استحداث آلية لتعظيم الاستفادة من البحث العلمي بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في مجال تصنيع أدوية فيروس سي المحلية، واستحداث بروتوكولات العلاج استرشاداً بالتجربة المصرية الرائدة في هذا المجال. وقالت وزيرة الصحة إن القضاء علي فيروس سي بمصر، سيُسهم بشكل رئيسي في خفض معدلات الإصابة بأورام الكبد بمصر ومعدل الانتشار بالالتهابات الكبدية بشكل عام. وأكدت حرص القيادة السياسية للبلاد علي تقديم أعلي مستوي من الجودة العلاجية للمواطنين خلال استكمال الإنجاز المتحقق في ملف مواجهة فيروس سي، بعدما أشاد العالم بجهود مصر في القضاء علي قوائم الانتظار الخاصة بالمرض. وأوضحت ان الإحصائيات العلمية توضح أن كل إنسان لا يُعالج من فيروس سي، يتسبب في انتقاله ل4 أفراد آخرين علي مدار عمره كله. وتمكنت مصر خلال الأعوام الثلاث الماضية من علاج مليون و800 الف مواطن مصاب بفيروس سي والمسح الطبي ل7 ملايين مواطن بعد ان بدأت في انتاج وتصنيع علاج فيروس سي محليا بتكلفة اقل بكثير من العلاج المستورد، فبلغت تكلفة الدواء المحلي 1500 جنيه مقارنة بالمستورد 38 الف جنيه للمريض. وأكد د. جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر أن مصر هي الأولي في علاج فيروس سي علي مستوي العالم، ورائدة في ذلك رغم أنها تحتل المرتبة الرابعة في نسبة الإصابة بعد دول الصين والهند وباكستان. وأضاف ان مصر عالجت هذا العدد بفضل إنتاجها للعلاج محليًا بتكلفة منخفضة جدا مقارنة بدول العالم، فالعلاج تكلفته خارج مصر تصل إلي 90 ألف دولار، وفي مصر تبلغ 0.01% من قيمة علاج الخارج، و مصر لديها القدرات المتمثلة في توفير التمويل ووجود مراكز الدواء متصلة بشبكة الكترونية واحدة، وسرعة الاستجابة مع المتعايشين مع المرض. وأشار إلي أنه لا توجد دولة تقدم العلاج مجانًا مثل مصر، حتي في الدول منخفضة الانتشار تكون عاجزة عن تأمين العلاج مجانًا، ومصر نجحت بفضل التزام الحكومة بالبرنامج والتزام الشركات الوطنية بتوفير الدواء وتأمين الموارد الأولية كلها عوامل ساعدت علي توفير الدواء بسعر منخفض جدا. وقال ان اكتشاف حالات جديدة متعايشة مع الفيروس ليس بالأمر الهين، لذلك جاءت خطة الحكومة المصرية للمسح الشامل للمواطنين لاكتشاف الفيروس ووهناك تعاون تام بين الوزارة والمنظمة في عملية المسح والحالات التي يتم اكتشافها يتم تحويلها للعلاج فورًا. ووصف د. محمد عزالعرب مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد خطة المسح الشامل لفيروس سي بالخطوة الهامة والطموحة لتحقيق الهدف الوطني بالقضاء علي الفيروس نهائيا في مصر. واضاف ان الهدف الوصول إلي نسبة اصابة لا تتعدي 1% من عدد السكان، ولن يتحقق ذلك الا باكتشاف المرض، خاصة انه لا توجد علامات ظاهرية يشتكي منها المريض لاكتشاف المرض، والاكتشاف يأتي مصادفة بعد اجراء التحاليل. وأشار إلي أن المرضي المصابين بالفيروس يحصلون علي علاج الفيروس مجانا حيث يوجد اكثر من 170 مركزاً علاجياً للفيروس علي مستوي الجمهورية. وطالب بأن تتضمن خطة الدولة للقضاء علي فيروس سي اجراءات وقائية بجودة عالية طبقا للمعايير الدولية، فلابد من عمل استراتيجية جديدة بمدة زمنية تعتمد علي متابعة مكافحة العدوي داخل كل المستشفيات العامة والخاصة والمراكز الطبية حتي لا ينتشر المرض ثانية، ووضع سياسات وقائية لا تتغير بتغيير الوزراء. وأوضح انه لابد من توفير المستلزمات الطبية اللازمة للإجراءات الوقائية وتدريب الفريق الطبي علي مكافحة العدوي بجودة عالية وتوفير اجهزة التعقيم والتخلص الآمن من النفايات الطبية في العيادات والمراكز الطبية وتوفير اجهزة NAT لاكتشاف الفيروسات في الدم بدقة عالية.