السيدات يتوافدن علي العيادات المتنقلة لتنظيم الأسرة 2.5 مليون طفل جديد سنوياً ومخاطر ارتفاع معدلات الفقر والبطالة تتزايد الزيادة السكانية قنبلة موقوتة، يتصاعد خطرها في كل لحظة، فالانفجار السكاني يلتهم الإنجازات والمشروعات القومية، ويدخل الدولة في ماراثون لزيادة معدلات النمو الاقتصادي ومحاولة احتواء العديد من الأزمات التي تتسبب فيها الزيادة السكانية، وتركز السكان في منطقتي الوادي والدلتا..وتداعيات الانفجار السكاني يصعب احتواؤها بالجهود الاقتصادية فقط، بل يجب أن يساهم المواطن في الحد من تلك الازمة من خلال تقليل أعداد المواليد وتنظيم الأسرة، حيث بلغ تعداد المواليد 2.5 مليون طفل سنويا، وهو ما يساوي تعداد دولة جديدة تولد داخل مصر كل عام، ويهدد بمخاطر ارتفاع نسب الفقر والبطالة والتضخم. »الأخبار» تفتح ملف الزيادة السكانية وخطورته علي المجتمع، والاستراتيجية الجديدة التي أطلقتها الدولة لحث المواطنين علي تنظيم الإنجاب والاكتفاء بمفهوم الأسرة الصغيرة، حتي يشعر المواطن بثمار الإصلاح الاقتصادي، وإعطاء فرصة للدولة للنهوض ورفع معدلات التنمية وتحسين البنية الأساسية وإقامة المشروعات الاستثمارية حتي تخرج من النفق المظلم. »طفلين وبس».. مبادرة جديدة لمواجهة »الانفجار» 5325 مركزا طبيا و14 ألف رائدة ريفية وعيادات متنقلة وقوافل للمناطق البعيدة الأمهات: العادات والتقاليد سبب كثرة الإنجاب والحالة الاقتصادية أصبحت صعبة »طفلين وبس» حملة جديدة تطلقها وزارة الصحة بالتعاون مع عدد من الوزارات وفقاً للاستراتيجية السكانية 2030، في محاولة للسيطرة علي الانفجار السكاني، حيث كشف اخر تقرير لجهاز التعبئة والإحصاء عام 2017، أن مصر تخطت حاجز 104 ملايين نسمة، منهم 94.8 مليون مواطن داخل الدولة، تضم 54.5 مليون من سكان الريف و40.2 من سكان الحضر، وهو ما يضع علي الدولة مسئولية توفير الرعاية الشاملة لتلك الملايين رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها. وتعد »طفلين وبس» مبادرة تنموية تهدف إلي مساعدة السيدات للارتقاء بالمستوي المعيشي واقناعهن باستخدام وسائل تنظيم الأسرة والاكفتاء بطفلين فقط لتوفير الرعاية الصحية لهم، وتنفذ الحملة بمشاركة 5325 مركزا طبيا و14 ألف رائدة ريفية والفرق المركزية لتنظيم الاسرة والعيادات المتنقلة، كما يتم ارسال قوافل في المناطق المحرومة، وإطلاق عدد من الإعلانات التوعوية بعد انقطاع 10 سنوات، وتضمنت الحملة إعلان لأوكا ومي كساب لتأثيرهما علي الشباب خاصة في المناطق الشعبية والريفية والتي تزداد بها نسبة المواليد. »الأخبار» استطلعت آراء عدد من السيدات بشأن حملات تنظيم الأسرة، فتقول س.م 32 سنة إنها رغم أصولها الريفية إلا انها مقتنعة بضرورة تنظيم الأسرة والاكتفاء بطفل أو اثنين علي الأكثر فالظروف الاقتصادية للأسرة لم تعد مثل الماضي، ويحتاج الأطفال لرعاية كبيرة من صحة وتعليم وغيرها من المتطلبات الرئيسية، وأشارت إلي أن لديها ولدا في عمر عام ونصف ولا تفكر في الإنجاب ثانياً إلا بعد وصوله لسن الأربع سنوات. وأكدت م.أ 44 سنة أن الله رزقها 3 أطفال أكبرهم في 3 اعدادي وأصغرهم فتاة في 2 ابتدائي، وانها تعاني شهرياً في تدبير مصاريفهم من مأكل وملبس ورعاية صحية وتعليم، وأشارت إلي أن بند مصاريف المدارس يلتهم ميزانية الأسرة خاصة مع وجود 3 أطفال. وأوضحت أنها من مؤيدي الأسرة الصغيرة بهدف توفير التعليم الجيد للأطفال، بدلاً مما كان يحدث في الأرياف من انجاب أعداد كبيرة ومعظمهم وفي بعض الأحيان كلهم لا يستكملون تعليمهم، متسائلة: الحالة الاقتصادية للدولة بشكل عام لا تتحمل تلك الأعداد فما بالك بالأسرة؟! من جانبها تقول ه.ع 42 سنة ان العادات الاجتماعية للأسف تفرض علينا في بعض الأحيان إنجاب أكثر من طفلين، أملاً في الحصول علي جنس معين للطفل ذكرا أو أنثي، أو بسبب مفهوم العزوة خاصة في مجتمعنا القروي، وأن المرأة التي تنجب أكثر من طفل تعتبر »أرضا خصبة». وأضافت أن لديها 3 بنات وولدا »مريضا بإعاقة»، وزوجها يفرض عليها إنجاب ولد اخر حتي يكون سنده وظهره في الحياة، وأشارت إلي أن ذلك الحلم تبدد بعد إصابتها بمرض في القلب يعرضها للخطر في حالة الإنجاب ليرضي زوجها في النهائية بما رزقه الله من أطفال.