كلهم أولادي تعجز الكلمات عن وصف تلك اللحظات التي اختلطت فيها مشاعر الفرحة بالعيد والبهجة والسعادة علي وجوه الأطفال، مع ذكري شهداء لم ينسهم الوطن ولا يفارقون أذهان ذويهم، لحظات صادقة عبر بها الرئيس عبدالفتاح السيسي عن شكر وتقدير وامتنان مصر وشعبها لأبناء وأسر شهدائها. في رسالة وفاء من الدولة المصرية ممثلة في رئيسها، مفادها أن مصر لن تنسي دماء شهدائها وتضحياتهم الكبيرة، كرم الرئيس عبدالفتاح السيسي، عددًا من أبناء شهداء القوات المسلحة والشرطة، خلال الاحتفال بعيد الفطر المبارك، بمركز المنارة للمؤتمرات، وحرص الرئيس علي دعوة 100 طفل من أبناء شهداء الجيش والشرطة لمشاركته صلاة العيد في مسجد المشير، وبعد الانتهاء من الصلاة قام الرئيس في لفتة إنسانية بمصافحة أبناء الشهداء، مبتسمًا لهم ومداعبًا إياهم ما أدخل السعادة والبهجة في قلوب الأطفال، وعقب صلاة العيد، أُقيمت احتفالية كبري لأبناء الشهداء، حضرها الرئيس وشارك فيها الأطفال جانبًا من اللهو والمرح، ووزع عليهم الهدايا. وشارك الرئيس السيسي، المئات من الأسر المصرية مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك، خلال الاحتفالية الي أقامتها القوات المسلحة، بالتعاون مع وزارتي الشباب والتضامن الاجتماعي بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة، والتي تأتي تنفيذًا للمبادرة التي أطلقها الرئيس خلال الندوة التثقيفية السابعة والعشرين، عرفانًا ووفاءً لأسر الشهداء ومصابي العمليات من أبطال القوات المسلحة والشرطة، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الدفاع عن الوطن ومواجهة قوي التطرف والإرهاب، والتأكيد علي رعاية واهتمام الدولة المصرية بذوي الاحتياجات الخاصة، باعتبارهم فئة عزيزة من أبناء مصر. وحرص الرئيس علي مصافحة الأسر المتواجدة بالاحتفال، ومشاركتهم تناول وجبة الإفطار، مؤكدًا اعتزاز وتقدير الشعب المصري بتضحيات أبنائه الذين قدموا دماءهم وأرواحهم فداءً لهذا الوطن الغالي ودفاعًا عن استقراره، وخلال الفعالية، كرم الرئيس عددا من أبناء الشهداء من المراحل العمرية المختلفة وسلمهم عددًا من الهدايا التذكارية، وشاركهم مظاهر الفرحة بالعيد باعتبارهم طاقة إيجابية تبعث علي الأمل والإرادة والتحدي، لاستكمال مسيرة الوطن نحو البناء والتقدم وبما يليق بتضحيات أبنائه جيلًا بعد جيل. وتضمنت الاحتفالية التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية بمشاركة عدد من الشركات الوطنية المصرية علي مدار أيام عيد الفطر المبارك العديد من العروض الفنية والفقرات الترفيهية، وشملت عروض السيرك والساحر ومسرح العرائس، وتجهيز مناطق مفتوحة لألعاب الأطفال، إلي جانب توزيع العديد من الهدايا المادية والتذكارية للمئات من أسر الشهداء والمصابين. وقال الرئيس السيسي، في كلمته التي وجهها لأسر الشهداء خلال الاحتفالية: "كل سنة وأنتم طيبين جميعًا واسمحوا لي أن أشكركم لأنكم موجودين معانا النهاردة، وبشكركم مش باسمي بس، ولكن باسم كل مصري، مش عاوز أقول كلام صعب في اليوم ده، لكن عاوز أقول إن الشهداء دول والمصابين قدموا أرواحهم عشان إحنا نعيش.. اوعوا تفتكروا إن الثمن بسيط.. لا والله، لما يبقي فيه 100 مليون في أمان وسلام لأجل خاطر أبناء وأزواج يقدمون أرواحهم ده أمر ربنا وحده اللي هيكافئ عليه". تابع الرئيس: وجودنا مع بعض الآن رسالة لينا كلنا وللشعب المصري كله، وكل مواطن يعرف إن في اليوم ده لا يمكن أبدًا لا هننسي ولا هنتخلي عنكم، ده كلام مش بنقوله علشان إحنا مع بعض، لا هننسي ولا هنتخلي عن أبناء وبنات مصر من الشهداء والمصابين، وهتجدونا دايمًا موجودين والدولة موجودة، منتظر هذا اللقاء معكم من شهور، وسعيد قوي والله، وأتمني إن إحنا نكون أدخلنا جزء يسير من البهجة والسعادة عليكم كلكم وولادي الصغيرين وأحفادي، مختتمًا كلمته: "كل سنة وأنتم طيبين وعيد سعيد عليكم". وأدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلي للقوات المسلحة، صلاة عيد الفطر المبارك، بمسجد المشير طنطاوي بالقاهرة الجديدة، بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، ولفيف من الوزراء وكبار رجال الدولة، وعدد من قادة وضباط ومقاتلي القوات المسلحة والشرطة، وعدد من أبناء الشهداء.. وألقي الدكتور أسامة الأزهري من كبار علماء الأزهر الشريف، خطبة عيد الفطر المبارك، وتحدث خلالها عن فضل القرآن في إرساء أسس الحضارة، بما يحمله القرآن من دعوة إلي العلم والعمل، وإعمال العقل، والترابط والتماسك، والدعوة إلي التكافل بين المجتمع، واكتشاف وتنمية القدرات والملكات الإبداعية التي تساهم في البناء والتنمية ومواجهة الصعاب من أجل تحقيق الأهداف والغايات. وأعرب أبناء الشهداء عن فرحتهم بلقاء الرئيس السيسي في أول أيام عيد الفطر المبارك، والبرنامج الترفيهي الذي أعد خصيصًا لهم علي مدار أيام العيد والهدايا المقدمة لهم، وقال علي 8 سنوات، ابن الشهيد الرائد محمد علي زين الدين، إن دعوته للصلاة مع الرئيس كانت مفاجأة أعادت الفرحة للمنزل ليلة العيد، وأكد علي أنه لأول مرة يلتقي الرئيس وأنه جهز أغنية للرئيس لتقديمها له ولضيق الوقت لم ينته منها فطلب منه الرئيس سماعها دون موسيقي. أما الطفل ياسين، 12 عاما، ابن الشهيد العميد علي فهمي، فقال إنه قضي صلاة العيد مع الرئيس السيسي وسط فرحة عارمة، وأنه سبق أن التقي الرئيس عام 2016 خلال تكريم اسم والده عقب الاستشهاد في 2016، وقال: "تحدثت مع الرئيس ووعدته بالاجتهاد في الدراسة حتي التحق بأكاديمية الشرطة للثأر لوالدي"، مشيرًا إلي أنه طلب من الرئيس ترتيب لقاء شهري مع أبناء الشهداء.. أبناء الشهيد العميد هشام عزب، وهم جنة 13 سنة، وشهد 10 سنوات، وفرح 4 سنوات، أكدن أن الرئيس كان فرحًا بتواجدهن وأسعدهن بالهدايا التي قدمها لهن، وكذا البرنامج الترفيهي. شيرين عبدالرحمن، زوجة الشهيد العميد هشام عزب، وجهت الشكر للرئيس السيسي لحرصة علي تواجده مع أبناء الشهداء بكل مناسبة خاصة الأعياد التي تأتي علي الأطفال في غياب الأب، وقالت: "الرئيس وعد وأوفي بأن الكلمة العليا لأسر الشهداء وذويهم وأنه لن يدخر جهدًا في متابعتهم وتلبية كافة مطالبهم ورعاية أبنائهم لتحقيق حلم الشهداء فيهم". وكان من بين الأطفال الحاضرين من أبناء الشهداء كل من نائلة وجويرية أبناء الشهيد المقدم محمد عبدالفتاح سليمان، وعلي وعمرو عبد الرحمن أبناء الشهيد عقيد تامر محمد لطفي شاهين، وكذا خديجة 5 سنوات وياسين عامين ونصف أبناء الشهيد مقدم أحمد عبدالفتاح جمعة، وأحمد ومحمد أبناء الشهيد المقدم مصطفي علي أبوالعلا حمدون، وأحمد وعمر أبناء الشهيد العقيد فتحي قدري أمين.