كان الجميع وقتها يعلم أن هناك شيئا غامضًا يتم تدبيره في الخفاء...، مثلما كان عام 1981يحمل الكثير من المفاجآت المثيرة منذ بدايته، كلها تدور حول تنامي وتصاعد خطر الأصوليات الدينية التي سعت لتغيير مسار الحضارة الإنسانية بالوقوف ضد إعمال العقل والتأويل، فأي اختراع علمي طالما لم يأت به نص في القرآن فهو مرفوض، في الأيام الأولي منه، يشهد توقيع الولاياتالمتحدةالأمريكية والمسؤولين الإيرانيين اتفاق للإفراج عن الرهائن الأمريكيين بعد 14 شهرًا من الاعتقال، وفي اليوم التالي لتولي الرئيس رونالد ريجان الحكم خلفا لجيمي كارتر، ويصبح الرئيس الأربعين للولايات المتحدة، بعدها بدقائق، إيران تفاجأ العالم كله، وتطلق سراح الرهائن بعد 444 يومًا من الاعتقال...،كان بحق عام خطر، وبداية لأولى مراحل الأصوليات والإرهاب...، وكأن الإستعدادات كانت تجري فيه لاغتيال الرئيس محمد أنور السادات، ففي خطابه الشهير أمام مجلس الشعب في سبتمبر من العام 1981، وقبل اغتياله بأيام قليلة، ألقى الرئيس الراحل أنور السادات خطابًا هاجم فيه إيران والإخوان، قال فيه: "إن الخميني تسلّم إيران وهي تنتج يومياً 6.5 ملايين برميل بترول يوميًا، ولديها ثروات كبيرة ويدخل الخزينة الإيرانية 250مليون دولار من البترول يوميًا، ورغم ذلك وخلال عامين من حكم الخميني والملالي، لا يوجد في إيران طعام ويستوردون طعامهم من الخارج ومن إسرائيل، ويحصل الإيرانيون على الوقود بالبطاقات الشخصية"، فكان السادات هو أول حاكم يكشف حقيقة الملالي قبل 38 عامًا، والمفارقة العجيبة أنه رغم أن نظام الخميني وقتها كان ينتقد مصر، وقطع علاقاته معها لتوقيعها اتفاقية سلام مع إسرائيل، نراه يعقد شراء صفقة أسلحة ضخمة من إسرائيل. وهنا يثار السؤال، ألم يكن المسؤولين على علم مسبق بخطة الإرهابيين قبل الاغتيال؟! السيدة جيهان السادات أجابت عن هذا السؤال في أحد أحاديثها الصحفية نصًا: "جاء لى النبوى اسماعيل بعد اغتيال السادات مع زوجته فايده كامل وقال لى أنه جلس طوال فترة العرض يتمنى أن يمر الوقت بسلام وتنتهى هذه المشكلة، لعلمه المسبق بوجود نية لاغتيال السادات، ووجود شرائط مسجلة لهؤلاء الإرهابيين، والذي أكد أحدهم بها أن أول رصاصة ستكون فى صدر السادات، ورغم ذلك حصلوا على السلاح الحي، والأعجب أن واحدًا من القتلة كان يرتدى حذاء كوتشي". سؤال آخر: هل شاهد الرئيس الراحل السادات التسجيلات للإرهابيين والتي خططوا فيها لمقتله؟! ولا يزال للحديث بقية...، [email protected]