»اليوتيوب سيد الموقف» هذا ما أثبتته بدايات الموسم الدرامي وما أصاب المشاهد بالملل من متابعة المسلسلات بسبب الإعلانات الكثيرة التي يصعب معها التركيز في الأحداث بخلاف ما كان يحدث في الماضي وطبعا النتيجة هي الهروب إلي اليوتيوب والسؤال هل أصبح اليوتيوب الرابح الأول من هجرة المشاهدين للمسلسلات من الشاشة بسبب الإعلانات؟ وهل يمكن أن يؤدي ذلك إلي زيادة إعلانات اليوتيوب؟. في البداية يتفق د.عماد حسن مكاوي أستاذ الإعلام تماما مع مبدأ أن اليوتيوب سيد الموقف ولكنه يري أن السؤال الأهم هو من صاحب المصلحة لهدم وسائل الإعلام التقليدية لصالح الحديثة ويقول كثرة الإعلانات أجبرت المشاهد علي هجرة الشاشة خاصة لما يوفره اليوتيوب من متابعة متصلة للمسلسل بما لا يخل بالعمل الدرامي إضافة إلي اختيار التوقيت المناسب للمشاهدة.. وللأسف الإعلام التقليدي أصبح مهجورا بشكل متعمد ويفقد يوميا عددا من جمهوره فكل ما يحدث يخالف الأعراف والتقاليد التليفزيونية علي مستوي العالم حيث تستوعب الساعة التليفزيونية بشكل عام 6 دقائق إعلانية تزيد في بعض الأحيان لتصل إلي 10 دقائق وبالطبع رجال الأعمال الذين يمتلكون القنوات الخاصة هم الوحيدون أصحاب المصلحة ولهم سلطة الهيمنة وهو هدم متعمد وواضح لإعلامنا وهو ما يستدعي وقفة سريعة إذ تكمن الأزمة الحقيقية في إلغاء وزارة الإعلام حيث أصبح رأسا بلا عقل فالمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام يختص فقط بالتنظيم وليس له حق التدخل في المحتوي. ويضع د. مكاوي تصورا للحل قائلا لابد من وجود جهة تتبع رئاسة الجمهورية تكون مسئولة عن وضع استراتيجية للإعلام المصري في الفترة القادمة وضوابط تشمل الإعلام العام والخاص علي أن تكون هذه الاستراتيجية ملزمة للجميع. فرس الرهان القادم ويري سعد عباس رئيس مجلس إدارة شركة صوت القاهرة السابق أن العلاقة بين الدراما والإعلانات في طلاق مؤكد بعد أن وصل الأمر إلي القفز علي كافة المحددات المهنية للدراما ويقول حلقة الدراما زمان كانت 45 دقيقة بالتترات وأصبحت مع الاعلانات في تناقص إلي أن وصلت الحلقة لأقل من 30 دقيقة في اعتداء صارخ علي متعة المشاهدة وتاهت الأحداث بين إعلانات طويلة وبين دراما مقطوعة المتابعة وأصبح الملل في المشاهدة سيد الموقف وهناك قاعدة إعلامية متعارف عليها بين المشاهد والوسيلة »احترمني احترمك لأن بيدي ريموت كنترول بضغطة زر اتركك إلي محطة أخري تحقق لي المشاهدة دون إخلال بمتعتي» والهروب إلي اليوتيوب أفضل حل لمعاقبة من لم يحترم المشاهد صاحب الحق الأول في تقييم واختيار السلعة وأضاف عباس أن إعلانات اليوتيوب هي فرس الرهان القادم لعل وعسي يلتزم أهل »الكار» بالقواعد المهنية في وجود إعلانات داخل المسلسلات وكنت أتمني أن يحذو السادة المؤلفون والسادة المخرجون حذو وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة في فرض كلمتهما علي المنتجين فيما يتعلق بالقطع الإعلاني. فعلا كان زمن الفن الجميل وليس زمن السبوبة. هروب اضطراري للمشاهد والمعلن وتقول د.هويدا مصطفي أستاذ الإعلام ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة فعلا لا توجد أي ضوابط علي نسبة الإعلانات من زمن الإرسال كما يحدث في كل دول العالم حيث توجد ضوابط حتي في عدد الفواصل الإعلانية، البعض يحددها بفاصلين فقط كل ساعة إرسال كما يحدث في فرنسا مع تحديد الزمن الإعلاني أو تجميع الإعلانات قبل أو بعد المادة الدرامية ولكن للأسف ليس لدينا هذه القواعد التشريعية والقانونية التي توجد في كل المواثيق المنظمة للخدمة الإعلانية وبالفعل اضطر كثير من المشاهدين خاصة من الشباب إلي الانصراف إلي اليوتيوب لمشاهدة المسلسل كاملا دون فواصل متعددة من الإعلانات التي تؤدي إلي تشتيت ذهن المشاهد وسيضطر المعلن أن يخصص نسبة أكبر من إعلاناته في اليوتيوب وهو ما سيؤثر علي الدخل الإعلاني للقنوات وانخفاض نسبة المشاهدة إذا لم تتخذ خطوات حاسمة لمواجهة هذا الأمر وهو دور رئيسي للمجلس الأعلي للإعلام فله أن يلزم القنوات بنسبة محددة من الإعلانات من زمن الإرسال مع تحديد عدد الفواصل الإعلانية.