** فرضت ظاهرة مشاهدة مسلسلات رمضان علي اليوتيوب نفسها بشدة وهجر المشاهدون التليفزيون والفضائيات بعد ان تسببت شركات الاعلانات في افساد متعة المشاهدة وأصبحنا نشاهد اعلانات بفواصل درامية والخاسر الأكبر هو المعلن الذي فرض نفسه علينا وأصبح ضيف ثقيل غير مرغوب فيه باعلاناته المستفزة للغلابة ومحدودي الدخل الذي يزرع فيهم الحسرة والحقد وهم يرون منتجعات سكنية ومدن لا يحلم حتي ان يمر عليها ونجوم سوبر ستار يشاركون في اعلانات للمحمول تدفعلهم بالملايين اعلانات مستفزة لمعلن تحكم طويلا في الدراما وكان سبباً في رفع اسهم نجوم للسماء وفرض أسماء معينة علي الشاشة وأعمال بعينها وفي النهاية أصبح هو الخاسر الأكبر. اعلانات لا يراها أحد الكل يهرب منها وكما كان المعلن هو سبب دمار الدراما وهبوطها أصبح هو نفسه من أمسك بالسكين وطعن نفسه في مقتل فلا السلع التي يروج لها ليل نهار يراها أحد ولا حتي القنوات والمسلسلات التي فرضتها الاعلانات يشاهدها أحد وأصبح "اليوتيوب" هو الملجا الوحيد لمشاهدة العمل متواصلا بدون أي فواصل اعلانية وأصبحنا نشعر من جديد بمتعة مشاهدة الحلقة كاملة وأصبحت نسب المشاهدة للعمل هي الدليل الوحيد علي نجاحه.. وقد طالبنا كثيرا ان تكون هناك رؤية وخطة وان يجتمع القائمين علي الدراما سواء قطاع عام غائب منذ أكثر من سبع سنوات أو قطاع خاص سيطر عليه عدد محدود من الأفراد بعضهم لا يصلح أن يتحكم فيما يقدم علي الشاشة ولكن للأسف الفلوس هي التي تتحكم وللأسف لا نعلم مصادر تمويل كثير من المنتجين ولا من يوجههم لابد ان يجتمع الجميع ويصبح هناك خطة للدراما ووعي بما يقدم ويتماشي مع القضايا المطروحة وان تكون جودة العمل وقيمته الفنية هي أساس عرضه وليس كم الاعلانات التي تأتي عليه وأعتقد ان ما يحدث هو ناقوس خطر يجعل الكل يعيد حساباته بعد ان فقدت المسلسلات متعتها وهجرها المشاهد واذا كانت الاعلانات هي الكارثة التي بسببها هجر الكل الفضائيات فالكارثة الأكبر هي هذا الكم الهائل من المسلسلات ثلاثين مسلسلاً تتصارع علي العرض الرمضاني مستحيل ان يستوعب ذلك عقل لماذا لا نتعلم الدرس من أيام زمان أيام مسلسل "السابعة مساء والتاسعة" كانت مصر كلها تلتف حول التليفزيون والشوارع شبه خالية وقت اذاعة المسلسل لماذا لا تكتفي كل فتاة بمسلسل واحد لكن هذا الزخم أصاب الكل يتخمة المشاهدة وسدت نفس الجميع الكل هاجر التليفزيون وصدق من قال الشئ الزائد عن حده ينقلب الي الضد وقد زادت الاعلانات إلي حد القرف وزاد عدد المسلسلات إلي حد الملل والغربية ان أكثرها بلا لون ولا طعم ولا رائحة ولا حتي ثقافة ووعي في الاختيار وفقد حتي 90% من النجوم نجوميتهم ويريقهم بعد ان أصبحوا يلهثون وراء الأجر الذي يدفع لهم بالملايين غير واعين انهم اصابوا المشاهد بالملل من مشاهدتهم كل عام وأغلب الأعمال سطحية تافهة المهم ان يتواجد النجم ويضع في جيبه الملايين ولا يهم رصيده عند جمهوره الذي قارب الي الصفر.