■ إقبال المواطنين علي شراء منتجات الخيامية ألوانها ستبهرك وروعة ما تحمله من جمال الفن الإسلامي ستخطف أنظارك وعقلك، وتشعر دائما عندما تراها في كل مكان بروحانيات شهر رمضان الكريم، وربما كان ظهوره في كل مكان دلالة علي قدوم ذلك الضيف الجليل الذي ينتظره المسلمون من العام إلي العام وهم يدعون الله أن يمد في أعمارهم ليكونوا من بالغيه، إنها أقمشة فن الخيامية التي تحيط بنا وتزين بيوتنا والمحلات التجارية والمطاعم بأجمل المفارش والفوانيس والخيم والتنورات الخيامية التي تحمل الكثير من الديكورات الجديدة التي تثبت مهارة العامل المصري وقدرته الفائقة علي صناعة جميع الفنون والأشكال من الخيامية وأنها لاتزال موجودة بقوة في السوق المصري بكل ما فيها من فخامة وذوق رفيع. تجولنا داخل أسواق الخيامية، حيث دخلنا في عالم جميل من الديكورات والتحف والرسومات والمشغولات اليدوية والمفروشات والفوانيس.. الجميع يفترش بضاعته لجذب الزبائن من الأجانب والعرب والمصريين، وخاصة من خلال الألوان الزاهية المبهجة التي تحتل القلوب وتخطف الأنظار وخاصة السياح والأجانب الذين ينبهرون بالمنتجات اليدوية الصنع فهي تمثل لهم ثروة فنية ذات قيمة عالية ولا تتوافر في بلادهم وانتشرت لديهم خلال الفترة الأخيرة بواسطة الماكينات . وتنتشر ورش الخيامية في منطقة باب زويلة بالدرب الأحمر منذ أكثر ما يزيد عن 300 عام، وكما يقول لنا أحمد السعيد 42 عاماً الذي جلس داخل ورشته وفي يده أحد المفروشات وكأنه يرويها بفنه الجميل : »عملت مع والدي في هذه المهنة منذ أن كان عمري في الثامنة بعد أن أصر والدي علي العمل برفقته لتعلم أصول المهنة وإتقانها، أحببتها وأغرمت بها فهي مهنة الإبداع والابتكار وتعرف زبائنها»، ويشير إلي أن .. الخيامية عبارة عن قماش من التيل ويشبه الكتان لكنه سميك، وسعر المتر عرض 90 سم 15 جنيهاً وكلما ارتفع عرض القماش زاد ثمنه ويستخدم هذا القماش في صنع المفروشات والبراويز صغيرة الحجم، أما القماش الذي يبلغ عرضه مترين فيصل سعره إلي 25 جنيهاً للمتر الواحد ويستخدم في صنع مفارش الأسرة ويصل سعر المفرش الواحد إلي 2000 جنيه ويزداد السعر كلما اختلف الفن الإسلامي المطلوب تصميمه. ويوضح أحمد سعيد أن هناك سائحين يفضلون كتابة بعض العبارات باللغة العربية وأخرين كتابة بعض الآيات القرآنية علي الخيمة لاستخدامها كبراويز يتم عرضها علي الحوائط، وهي الأكثر طلباً من العرب، أما الأجانب فيقبلون أكثر علي الفن الفرعوني، وخاصة زهرة اللوتس، ويشير إلي أن في السوق قماش الخيامية المطبوع، وسعر المتر فيه 8 جنيهات ويستخدم في عمل الزينات التي تزين شرفات المنازل وكسوة الصاج المجهز علي هيئة فانوس رمضان وبعض العلب الأخري كالصواني وعلب المناديل، فيما يستخدم القماش القطني الملمس في صناعة الخيم الرمضانية. ويؤكد أحمد لنا أن مهارة الصانع تظهر في قص كميات من الرسومات بنسب وأحجام متساوية وتناسب الرسومات التي تم عملها علي التيل ، مشيرا إلي ضرورة التركيز أثناء تلك العملية، لأن الغرزة بطريقة الخيامية تحتاج إلي جهد وتركيز بعناية، موضحا أن آخر خيمة قام بتنفيذها كانت مساحتها 300 متر وساعده في إنهائها 55 عاملا واستغرق العمل فيها 8 أشهر .