ماذا عن معاشرة الروبوت صوفيا جنسيا وهل يمكن اعتبارها زوجة شرعية؟ هذا ما وصلنا إليه عبر برامج فتاوي دينية، أما الإجابة فلنتركها بعد أن نعرف الحكاية. في 19 أبريل 2015 فاجأت شركة »هانسون روبيتكس» العالم بتقديم الروبوت الجديد »صوفيا» التي صممت علي هيئة امرأة تشبه الممثلة البريطانية أودري هيبورن، وصممت بقدرات علي التأقلم والتكيف مع السلوك البشري بتغيراته والاستجابة لها. وتمتلك ذكاء صناعيا ومعالجة بيانات وقدرة علي التصرف تحاكي البشر وتقلد الإيحاءات الإنسانية وردود أفعال الوجه المختلفة. ودارت صوفيا حول العالم الذي احتفي بها لتشارك في احتفاليات وفعاليات تفاعلت فيها مع المنظمين وجمهور الحاضرين، بل إنها أذهلت الناس حين قامت بالغناء في إحدي الحفلات، وقالت في أحد تصريحاتها: أتمني في المستقبل أن أقوم بأشياء كالذهاب إلي المدرسة لأدرس وأعمل في مجال الفن وأؤسس عملي وبيتي الخاص.. وفي 11 أكتوبر 2017 قُدِّمت صوفيا للأمم المتحدة وأجرت حوارا قصيرا مع أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، وفي ذات الشهر يوم 25 منه شاركت في قمة الاستثمارات المستقبلية في الرياض بالسعودية وحصلت علي الجنسية السعودية لتكون أول روبوت يحصل علي جنسية وتفتح باب التساؤل حول الحقوق القانونية المترتبة علي هذا الأمر. إلي هنا والأمر يجري متوافقا مع ما يشهده العالم من طفرات علمية وتكنولوجية هائلة، ليس لنا منها والحمد لله سوي الاستقبال وسوء الاستخدام، ثم الفهلوة المحطمة للأمل في مشاركة أو حتي متابعة ذلك بجدية. ولم نجد في الأمر ما يدعونا للتدخل سوي بذلك السؤال حول شرعية معاشرة صوفيا والزواج بها وهل تعتبر زوجة معتدا بها بين الزوجات الأربع الشرعيات؟!.. نعم هذا ما أثاره برنامج للفتاوي الدينية بطريقة تتقمص الجدية وتلقفه برنامج للفتاوي العمروية الأديبية وآخر للفتاوي التبشيرية. وأجاب الشيخ علي المذيع اللميع بأن تلك المعاشرة محرمة وليست زنا وأن الزواج بها لا يستكمل شروط الزواج.. أما صاحب الفتاوي العمروية فقد وجدها فرصة للطم الخدود علي العقلية الدينية واستهلاك بعض من وقت حلقته التوك شوهية للتنكيل بالسؤال وصاحبه ومجيبه، لكنه والحق يقال طرح سؤالا منطقيا عن ذلك الذي ترك فكرة صوفيا وسأل عن معاشرتها الجنسية. أما القناة التبشيرية التي جمعت تلك الأضداد معا فقد حولت الدفة جميعها لتضرب في الإسلام ونظرته الشهوانية كما وصفتها بصفاقة للمرأة وتسدد طعنات مسمومة لتشويه الرسالة وصاحبها، وللأسف هي قناة تبث عبر النايل سات ولست أدري لماذا لم تلق مصير القنوات الدينية المتطرفة إسلاميا التي تم حجبها أو غيرت من نفسها وعملت نيولوك عصريا بنفس الاسم القديم؟ تري: هل يستطيع المجتمع بمثل هذا الإعلام أن يقيم حوارا مجتمعيا مفيدا حول مشروع تطوير التعليم كما طالب بذلك نواب البرلمان الموقر؟ وهل يرون أن أي تطوير للتعليم سيكون أسوأ من النظام الحالي ومنتجه الذي يضرب مسيرة الوطن في مقتل؟