دخل التحكيم في نيران الأندية والفضائيات خلال الموسم المنصرم.. واتهمه الأهلوية بمجاملة الزمالك واتهمه الزملكاوية بمحاباة الأهلي وجاءت مباراتا القمة والأهلي والأسيوطي لتزيد نار الاتهامات وتشعل براكين الغضب ضد لجنة التحكيم والحكام وسكب بعض محللي الفضائيات البنزين علي النار وقاموا بمهاجمة التحكيم مما دعا رئيس لجنة الحكام لإعداد مذكرة قوية لمجلس الجبلاية لعقاب كل من ينتقد الحكام أيا كان مركزه ووضعه في المنظومة الرياضية للحفاظ علي هيبة التحكام واجهت »أخبار الرياضة» المسئول الأول عن التحكيم في مصر عصام عبدالفتاح عضو الجبلاية ورئيس لجنة الحكام ليشرح لنا أسباب مشاكل التحكيم وأزمتي مباراتي القمة والأسيوطي وكان هذا الحوار... بداية ما هو تقييمك الموسم الحالي تحكيميا؟ شهادتي مجروحة بحكم وجودي كرئيس للجنة الحكام وأري أنه موسم ناجح بكل المقاييس ومن أنجح المواسم التحكيمية منذ سنوات طويلة وهذا بشهادة المحللين والمتابعين للكرة المصرية وأنا فخور بالحكم المصري. ما هي أبرز المشكلات التي واجهت وتواجه التحكيم المصري؟ بالطبع هناك مشاكل وأزمات تعرقل مسيرة تطوير التحكيم في مصر، استطعنا حل بعضها منذ تولي المهمة ومازال لدينا ملفات كثيرة نعمل ليل نهار للانتهاء منها، ووضع حلول جذرية لها ولكن هناك مشكلات ليس بمقدورنا اصلاحها أهمها الإعلام الذي غالبا ما يفتح النار علي التحكيم والحكام بقصد وبدون قصد وبعض محللي الفضائيات! الإعلام ينقل الواقع.. فكيف تكون المشكلة؟ لا مانع من وجود محايد لا ينتمي لجانب علي حساب الآخر، وأنا لم أقصد أحد بعينه وأرفض التعميم فهناك بعض المنابر الإعلامية المنصفة وظهر ذلك جليا قبل مباراة القمة الأخيرة من بعض وسائل الإعلام سواء مجلة الأهلي أو الزمالك ولابد من تدخل ادارات هذه الأندية لأنها قدوة يحتذي بها وتساعد في تقويم سلوك اللاعبين والأجهزة الفنية بالإضافة إلي أن الإعلام عليه عامل كبير في التوعية من خلال نشر قواعد وأخلاق اللعب النظيف. ما الفرق بين ضربة جزاء للأهلي أمام الزمالك وأخري للأهلي لم تحتسب علي لاعب الأسيوطي؟ - هناك فارق كبير بين اللعبتين والحكمان محمد الحنفي في لقاء القمة ومحمد عادل في مباراة الأسيوطي واستطاعوا تقدير اللعبة بشكل ناجح والقانون حاسم وواضح في حالة لمسة اليد ولابد أن يكون هناك تعمد من اللاعب للمس الكرة، وبالتالي قرار الحكم صحيح، ولا يوجد ضربة جزاء للأهلي في مباراة الأسيوطي وتابعنا بالزمس القريب خطأ الحكم التركي شاكيري في مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ وأثر قراره علي نتيجة المباراة بعدم احتساب ركلة جزاء صحيحة للفريق الألماني رغم أنه من أفضل حكام العالم في الوقت الحالي. وهناك شروط لاحتساب لمسة اليد أولها حالة التعمد. ما سبب اختيار الحنفي للقمة رغم رسوبه في اختبارات الحكام الدوليين؟ أؤكد تماما بأنه عندما يخضع الحكم للاختبارات الدولية يكون مثل اللاعب فهو معرض للاصابات ومحمد الحنفي حكم دولي وتعرض للاصابة بالعضلة الخلفية خلال الاختبارات مما تسبب في رسوبه واستبعاده عن الشارة الدولية، ومن الطبيعي اللاعب عندما يتعرض لاصابة يتم علاجه ويعود للمشاركة بعد شفاؤه بصورة طبيعية وبعد شفاء الحنفي اجتاز اختبارات كوبر. وفيما يخص تعيين الحنفي للقمة فهو أنسب الحكام في الوقت الحالي لإدارة القمة نظرا لتقييماته الفنية وثباته الانفعالي خلال الموسم حيث يملك شخصية قوية وهادئة بجانب حكمته في اتخاذ القرارات الحاسمة فنجح بشكل كبير في ادارة حوالي 20 مباراة خلال الموسم. الحنفي نجح! هل تعتقد أن الحنفي نجح في ادارة المباراة رغم كثرة الاعتراضات من اللاعبين والانذارات؟ بالطبع نجح وخرج بها لبر الأمان لقد كان لاعبو الفريقين في قمة التوتر، وهذه عادة هذه المباريات ولا ننسي مباراة القمة منذ عدة سنوات عندما اداره الفرنسي مارك باتا وكان أفضل حكم في أوروبا وطرد اللاعب أيمن عبدالعزيز من الزمالك بعد 3 دقائق والنتيجة أن المباراة لم تستكمل لذلك نجح الحنفي رغم الانذارات العشرة. هل ستستمر اللجنة والاتحاد في الاستعانة بالحكام المصريين في مباريات القمة؟ يجب أن يفرض اتحاد الكرة رؤيته علي الأندية ويمارس سلطاته فهو أقوي من الأندية وله الحق في ادارة كرة القدم كيفما يشاء ولابد من التعامل بالمثل فلن يقبل التدخل في قراراته كما يحدث من ادارات الأهلي والزمالك أو أي نادي في مصر وهدفنا تطوير التحكيم والكرة المصرية وأنا أتمني أن يستمر الاستعانة بالحكام المصريين في ادارة مباريات القمة ما هي أخطاء الحكام خلال هذا الموسم والتي تحملها ذاكرتك؟ أكيد هناك اخطاء فلا يوجد عمل كبير بدون أخطاء وأتذكر أنه في بداية الموسم الحالي كانت هناك اخطاء من الحكام ودقت لنا ناقوس الخطر بسبب بعض الأخطاء التي أثرت في نتيجة مباراتي الأهلي وطلائع الجيش والزمالك والانتاج الحربي ولكن تداركنا الموقف وعالجنا المشكلة والحمد لله أنها كانت في بداية الموسم فلم تؤثر علي ترتيب الفرق. مع عدم وجود الجماهير حدثت هذه المشاكل بما بالك مع عودة الجماهير؟ نعم حكامنا قادرون علي التحكيم في وجود الجماهير والمولي عز وجل يدافع عن الذين آمنوا والناس اللي بتجتهد وبتتعب ينصفها الله في النهاية فمباراة القمة خير شاهد علي أن القصة أو المشكلة ليست في التحكيم وانما في سلوكيات بعض اللاعبين وادارات أندية ولو بنحترم التحكيم وثقافة تقبل الآخر فأن الأمر سيختلف. الفيديو غير متاح لماذا فشلتم في تطبيق حكم الفيديو حتي الآن؟ بالعكس لم يكن هناك فشلا حقيقيا ونجحت فكرتنا البسيطة بمكونات مصرية الموسم الماضي ولم نطبق في الموسم المنصرم. ولكن الجميع انتقدنا بسبب طريقة تنفيذها دون دراية بأن تكلفة تشغيل الفيديو في المباراة الواحدة التي تستخدم فيها تقنية الفيديو تصل ل100 ألف يورو مع العلم بأن ايطاليا وألمانيا هم البلدان الوحيدين الذين يطبقان هذه التقنية، كما أنها لم تنهي أخطاء الحكام كما حدث في ديربي ايطاليا بين انتر ميلان واليوفنتوس ولكي تنجح طريقة حكم الفيديو لابد من أن يكون هناك تعاون بين التليفزيون وأن تنقل المباراة بأكثر من 16 كاميرا وتقنية حديثة. وما هي رؤيتك لتجربة الحكم الخامس؟ الحكم الخامس أو الحكم الاضافي هو أحد عوامل نجاح الموسم الحالي خاصة أنه ساهم في اتخاذ بعض القرارات الصائبة والتي أثرت في نتيجة بعض المباريات بشكل ايجابي ما بين احتساب ضربات جزاء أو إلغائها. ما هو شكل الدعم الذي تقدمه لجنة الحكام لجهاد جريشة الحكم المصري الويحد في المونديال؟ لقد قدمنا جميع أنواع الدعم للحكم الدولي جهاد جريشة قبل وبعد ترشيحه للمونديال فنيا وماديا ومعنويا، وأنا في حل من ذكرها وقمنا بتوفير جميع الامكانات لنجاحه ومتابعته ومساعدته بقوة وأقولها صراحة وعلي مسئوليتي الشخصية جريشة أكثر حكم مصري يتلقي دعم سواء من المهندس هاني أبوريدة رئيس الاتحاد وعضو المكتب التنفيذي بالفيفا في الاتحادين الدولي والافريقي أو لجنة الحكام المصرية والعلاقات مع نظرائنا في الاتحادين الافريقي والدولي وهذا الدعم كان له أكبر الأثر في اختياره في المونديال أتمني له التوفيق في المونديال مع منتخب مصر وبرغم امتلاك جهاد جريشة الخبرات الدولية لكنها مرتبطة بحالته البدنية والفنية والذهنية خلال ادارة المباريات فالحكم مثل لاعب الكرة يحتاج دائما للتوفيق. متي يرتقي مستوي التحكيم المصري ونجد عدد كبير منهم علي الساحة الدولية؟ نحن لدينا الآن حكم دولي في كأس العالم ولدينا خمسة حكام آخرين ضمن حكام النخبة الافريقية وهم محمود البنا وأمين عمر وكمال إبراهيم حكام ساحة وتحسين أبوالسادات وأحمد حسام طه ومحمود أبوالرجال كمساعدين ولدينا خطط تطوير للنهوض بمستوي التحكيم. لا خلافات مع الغندور أين جمال الغندور من منظومة التحكيم واللجنة أم هناك خلاف معه؟ لا ليس هناك أية خلافات مع جمال الغندور بالعكس فقد استعنا بالغندور وأيضا أحمد الشناوي في لجنة تطوير الحكام، ولقد قمنا لأول مرة في تاريخ التحكيم المصري بلم شمل أسرة التحكيم واستشهد بعبارة لرئيس الاتحاد الأسبق اللواء حرب الدهشوري بأن أسرة الحكام مثل الجوارح، وقمت هذا الموسم بعمل ندوات أسبوعية لتقيم وتحليل أداء الحكام يحضرها الغندور والشناوي والمحللين في الفضائيات لشرح وتقيم أداء الحكام في المباريات لزيادة ثقافة الحكام والتركيز علي كيفية تلافي الأخطاء في المباريات. المحللون في الفضائيات كثيرا ما ينتقدون الحكام فما هو ردكم؟ أدعو المحللون للندوات الأسبوعية مع الحكام وأكثرهم يتراجع عن رأيه الذي أعلنه في الفضائيات والذي ينتقد فيه الحكام وبهذا الامر أخذ حق الحكام. ما هو سبب تراجعهم عن انتقادهم للحكام؟ هذا يرجع إلي أنه أخذ الفرصة في التفكير ورأي اللعبة التي ينتقد الحكام فيها أكثر من مرة ويعود للصواب وهذا حدث من معظم المحللين، ويعودوا ليعترفوا بأن قرار الحكم صحيحا عكس رأيه في الفضائيات أو أن رأيه في الفضائيات يكون وليد اللحظة. كم عدد الحكام في مصر وعدد المشاركين؟ لدينا 3 آلاف حكم علي جميع الأصعدة ونسعي لزيادة القاعدة التحكيمية حتي نتيح مساحة أكبر من الاختيار الأفضل، وبدأنا هذا الموسم بعدد محدود من الحكام أصحاب الخبرة ولكن رفعنا نسبة المشاركة في آخر أسبوعين بالدوري ليصبح عددهم ما بين 45 إلي 50 خلال الموسم ولكن هذا العدد سينخفض للنصف في الموسم الجديد لضمان بقاء الأفضل وخلق المنافسة فيما بينهم وذلك لمصلحة التحكيم والكرة المصرية. كيف ستقلصون العدد في الموسم الجديد؟ أؤكد لكما أن عدد حكام الموسم الجديد لن يزيد علي 30 حكما سختار الأفضل والأجهز للدوري الممتاز وباقي الحكام للدرجة الأولي وسنتيح المنافسة بينهما من ينجح ويتألق في الممتاز يستمر ومن يكون عكس ذلك سيهبط للدرجة الأولي لخلق روح المنافسة والحفاظ علي التألق. ومن الذي يحدد كفاءة الحكم؟ يتم احتساب الكفاءة من خلال تقييم أداء الحكم في الموسم وذلك عن طريق تقرير مراقب المباراة والذي لا يقدر أحد علي التلاعب بدرجة الحكم مع تقرير آخر من مراقب الفيديو بدرجة أخري له ويتم الأخذ بالمتوسط الحسابي لهم طبقا لدرجات كل حكم مع لجنة تتابع ذلك لتحديد كفاءة كل حكم وتقيمه موضوعيا عن طريق الفيديو أيضا. كيف ترد علي آراء البعض بسقوط هيبة الحكام؟ الحقيقة »مفيش» سقوط لهيبة التحكيم انما يوجد تدني لأخلاق البعض وأسعي للحفاظ علي حقوق وهيبة الحكام رغم ضعف القوانين واللوائح الموجودة وقدمت مسودة مشروع لمجلسة ادارة اتحاد الكرة لوضع حلول جدية ويجب أن تنفذ لعدم انتقاد التحكيم . الموافقة أو الاعتذار! وما هي ملامح هذه المذكرة؟ المذكرة أعددتها وستعرض علي مجلس ادارة الاتحاد في اجتماعه المقبل وتتضمن توقيع عقوبات مغلظة علي كل من ينتقد الحكام في المنظومة الرياضية سواء رؤساء أندية أو اداريين أو لاعبين أو محللين في الفضائيات حتي نحفظ هيبة الحكام ونحافظ علي أحد أضلاع المنظومة الكروية. والعقوبات مشددة علي أي فرد داخل المنظومة الرياضية وحتي الحكام أنفسهم تصل إلي الشطب لمدة عام في حالة الاساءة للحكم، وانتظر مناقشة مسودة المشروع مع أعضاء الاتحاد وفي حالة رفضها سأترك رئاسة لجنة الحكام قولا واحدا واستمر في منصبي كعضو باتحاد الكرة لأنه لابد من الحفاظ علي هيبة التحكيم مثل الخارج ولا يخرج كل من هب ودب ينتقد التحكيم بلا مبرر. هل أنت مع اعلان عقوبات الحكام؟ بالطبع لا فرفقا بالحكام لأن العقوبات تكون قاسية حيث تصل إلي الاستبعاد لمدة معينة من المباريات تصل لثلاثة شهور أو سنة أو حرمانه من ادارة مباريات في الدوري الممتاز ونقله للتحكيم في دوري القسم الثاني والثالث وذلك حفاظا علي هيبة الحكم وكبريائه، لأن الحكم بشر وله أسرة.. كيف تعاملت مع المشادات مع رئيس أحد الأندية؟ أنا لا أقبل الاهانة ولا أخشي المواجهة وأنا صعيدي وأحد أبناء المؤسسة العسكرية والتي تعلمت منها ان احترم الآخرين وأجبرهم علي احترامي دون الدخول في مهاترات واهية، واعتقد أنني لم أقم بسب أحد ما ولكنني أرد بأسلوب قاسي ومحترم علي من يهين التحكيم ولن ننساق وراء ذلك وأنا اتحرك لحماية الحكام ومن يتهم حكم بالفساد ولديه دليل سأذهب معه للقضاء وأتمني أن يكون التحليل أو النقد بموضوعية أما عكس ذلك فأنه يكون شيء خارج عن اللياقة، ولذلك طلبت في المذكرة تغليظ العقوبات علي من ينتقد الحكام وتكون العقوبة فورية حتي يتم ردع من تسول له نفسه في مهاجمة الحكام.. ولا أقبل الإهانة من أي مسئول ولو كان رئيس الزمالك. متي نجد الحكام المحترفين؟ نحن بعيدون عن عصر الاحتراف وهذا ليس عيبا في الحكام فقد نجحنا في رفع قيمة المباراة في الدوري الممتاز إلي 3 آلاف جنيه فكيف نطالب الحكام بترك وظيفتهم أيا كانت سواء دكتور أو ضابط قبل أن نوفر له نفس قيمة الدخل من وظيفته ونحن رفعنا قيمة ما يصرف علي الحكام لما يقرب من 25 مليون جنيه في الموسم ومن الصعب تطبيق ذلك نظام الاحتراف علي الحكام وسيظل علي نظامه الحالي لفترة طويلة حتي يتغير النظام الاقتصادي للدولة بالكامل وقتها فقط سنصل لنظام الحكام المحترفين.
