الدود المستورد يستخدم في الزراعة تنتشر في عدة مناطق بالقاهرة والمحافظات تجارة، ربما لم يسمع كثيرون عنها وهي »تجارة الدود»، كانت في الماضي محدودة وزبائنها من هواة الصيد الذين يستخدمونه »طعما» لصيد أنواع معينة من السمك، وظل الدود البلدي الذي يتم الحصول عليه من داخل طين الأراضي الزراعية وحواف الترع في المقدمة، حتي ظهر »المستورد»، وبالتحديد أربعة أنواع هي: »التايجر»، و»الريد ويجلر»، و»الزاحف الأفريقي» و»الماليزية الزرقاء»، وتراجعت أهمية الدود البلدي، فالحصول عليه صعب ويتم بالحفر في أعماق الأرض الطينية فقط، فضلا عن تكاثره البطيء. وانتشرت الدودتان »الريد ويجلر» و»التايجر» في مصر منذ ما يقرب العام، حيث يعمل المزارعون في المعهد المركزي للمناخ بالدقي علي تربيتها، كما يقوم البعض بنفس المهمة في البيوت، ويتم استخدامها كسماد حيوي زراعي »الفيرمي كومبوست» لما لها من فوائد عديدة للنباتات، كما يؤكد لنا وائل يحيي، وهو مزارع أربعيني يتولي مسئولية تدوير المخلفات العضوية بجمعية »عين البيئة»، فتربية ذلك النوع من الدود سهل وبسيط في أي مكان ظل ورطب ودرجة حرارة لا تزيد عن 30 درجة مئوية، والمطلوب شراء الدود، ويتم ذلك سواء بالوزن أو العدد، وتنتج المائة جرام من الدود مايتراوح بين 20 و30 كيلو جرام سماد، ويتم ذلك عن طريق وضع الدود في »البرنيكة» وهو وعاء بلاستيكي مفروش بورق الشجر أو الكرتون، وتوضع فيه المخلفات العضوية من بواقي الأكل في المطبخ، ويلتهم الدود كل ذلك ويتغذي عليه، ويقوم بعد ثلاثة أشهر بإخراج السماد، ومن ثم يتم فصل السماد واستخدامه في الزراعة أو في حدائق المنازل، يقول وائل: »ذلك السماد الحيوي بيخلي النبات يجري»، في إشارة إلي تأثيره الكبير في سرعة نموها، أو كما يقول: »إنه مشروع مربح للجميع». ويوزع وائل يحيي طن سماد الدود - كل شهر علي أصحاب المزارع والمشاتل في بهتيم وبنها والمنصورية بسعر يتراوح بين 4 آلاف و8 آلاف جنيه، ويباع الكيلو للمنازل ب10 جنيهات، ويدعو وائل أصحاب البيوت لعمل مشروع زراعة طبق سلطة فوق الأسطح من خلال زراعة الخضراوات التي تصنع لنا طبق السلطة، وذلك باستخدام تلك الدودة وسمادها المفيد، فبالإضافة إلي التخلص من المخلفات العضوية والورقية بالمنزل، تقوم تلك الدودة بتعقيم التربة حول النبات وامتصاص السموم والمخلفات، وبالتالي فهي تحافظ علي البيئة لذلك يطلق عليها المزارعون »جند من جنود الله علي الأرض»، ويقول الباحثون في الخارج أن تلك الدودة تخرج سائلا يعمل كمضاد حيوي يوضع علي الجروح والدمامل فيشفيها تماما، لكن لم يستخدم في مصر حتي الآن.