ضيوف المهرجان فى قرية دندرة بقنا اختتم مهرجان الجنوب الأول للشعر العربي فعالياته التي امتدت في الفترة ما بين ( 29 مارس- 2 أبريل) وأقيمت في قرية القلعة بقفط محافظة قنا، مسقط رأس الشاعر الراحل الكبير أمل دنقل.
وقد كان المهرجان فكرةً تنادي إلي تحقيقها مجموعة من الشعراء المصريين ممثلين في (جماعة الهجرة للجنوب) ، وتظاهرة ( 24 ساعة شعراً) التونسية، إلي أن تحققت بالفعل بدعم مؤسسي من وزارة الثقافة المصرية ومجلة الأهرام العربي. المهرجان الذي افتُتِح بالعاصمة في يومه الأول، الذي شارك في فعالياته مجموعة من الشعراء المصريين والتونسيين، منهم حسن طلب وإبراهيم عبد الفتاح وجمال بخيت من مصر، إضافة إلي الأمين العام للمهرجان الشاعرة التونسية راضية الشهيبي، والشاعرتين التونسية فاطمة شريف والسورية سمر علوش، انتقلت فعالياته إلي الجنوب في اليوم التالي حيث سافر المشاركون بالقطار إلي قنا، واستراحوا في ذلك اليوم، قبل أن يعاودوا الالتقاء في اليوم الثالث في قرية القلعة قفط، بدوار الشاعر الراحل الكبير أمل دنقل، حيث كان أول ما فعلوه أن وقفوا علي قبره قارئين الفاتحة له، قبل أن يتوجه الجميع إلي الدوَّار، مفتتحين الفترة الصباحية للفعاليات بجلسةٍ ألقت فيها الدكتورة آمنة الرميلي ورقةً بحثية عن ( الشعر التونسي من أبي القاسم الشابي حتي الثورة) وقد أدار الجلسة الشاعر فتحي عبد السميع، قبل أن ينتقل الجمع إلي جسر المفارق لتدور الجلسة الثانية حول ( حوار الجديد والقديم في الشعر) وقد أدارها الشاعر أشرف البولاقي.
أما الفترة المسائية فضمت أكثر مشاهد اللقاء حميميةً حيث ضمت لقاءً في دوار أمل دنقل بمركز قفط، بعدما عرج الشعراء المشاركون والصحفيون علي البيت الذي ولد فيه الشاعر أمل دنقل، والأماكن التي كان يرتادها في قريته. وفي اللقاء بالدوار تشارك الشعراء إلقاء القصائد بعدما قدَّمهم الشاعر طارق دنقل والناقد محمد عيسي المؤدب. في اليوم الرابع، وبعد جولةٍ في معبد دندرة، التقي الشعراء والباحثون حول ( الثورة والجيل الشعري الجديد) وشارك فيها آمنة الرميلي ومها جمال والضوي محمد الضوي، ومصطفي سمير وحسن عامر وحسين سعيد وثناء مصطفي وأدارها الشاعر محمود الأزهري. قبل أن ينتقل الجمع إلي ليلة شعرية في دوار الشاعر عبد الرحيم منصور أطلق عليها ( ضمير الربابة) شارك فيها الشعراء السابقون أيضاً، وأدار الأمسية حسن أبو بكر، وحسن خلف، وعزفت الربابة العديد من روائع الشاعر عبد الرحيم منصور، التي أداها عبد الفتاح شريف. قبل أن يُرفع المهرجان الذي كان أبرز ما فيه تلك الروح الحماسية التي جمعت منتدييه علي حب أمل دنقل أمير شعراء الرفض، وعلي تقاطع منجزه الشعري مع واقع الثورات العربية التي اندلعت في مصر وتونس، وكان من أهم التوصيات والاقتراحات التي خرج بها المؤتمر، ضرورة الاحتفاء برموزنا الراحلين بصورةٍ أكبر مما هو قائم، وبصورةٍ لا تعتمد علي انتظار الدعم المؤسسي أو الدور الرسمي، إنما يجب أن يتحرك العمل الجماعي المدني لترسيخ هؤلاء المبدعين في الذاكرة الجمعية للناس، تماماً كما فعل هذا المهرجان الناجح مع الشاعرين الكبيرين أمل دنقل وعبد الرحيم منصور، في ظل حضور جماهيري ضخم بالفعل وحاشد، علي عكس المهرجانات الرسمية المدعومة مؤسسياً.