ضمن اصدارات "كتاب اليوم" صدر مؤخرا كتاب "نساء من الميدان" الكتاب كما تقول الكاتبة نوال مصطفي رئيس تحرير السلسلة إنساني مفعم بالمشاعر الحقيقية التي عشناها جميعاً خلال ثورتنا البيضاء. فقد شاركت المرأة في التظاهرات بميدان التحرير، وغيره من الميادين المشابه في المحافظات المختلفة، وشاركت كناشطة سياسية تتبني قضايا الوطن، وشاركت كأم تشجع أولادها وبناتها علي المشاركة السياسية ولا تحاول أن تجنبهم المخاطر في المظاهرات التي تتحول في كثير من الأحيان إلي اشتباكات دامية ويسقط خلالها ضحايا وشهداء. وكانت المرأة نفسها شهيدة ضمن شهداء الثورة المصرية. كان الوطن حاضراً في أذهان الجميع. وكان له الأولوية المطلقة فلم تطلق المرأة المصرية لمخاوفها العنان، بل تصرفت بشجاعة ووطنية، متجاوزة مخاوفها كامرأة، وأم منطلقة بكل حماس لتغيير وجه الوطن. المؤلفة د.إيمان بيبرس رئيس جمعية "نهوض وتنمية المرأة" استعانت بفريق بحثي كبير، جاب الميداين ونقب عن الحكايات المخبوئة، فالكتاب يوثق لثورة شعب لعبت المرأة فيها دورا بارزا ومحوريا لا يقل عن الرجل، تقول مؤلفة الكتاب:"رايت أنه من واجبي للحاضر والمستقبل أن نذكر أنفسنا ونقوم بتعريف العالم بأكمله بما قامت به المرأة المصرية فتاة أو سيدة، شابة أو ناضجة، متعلمة، أو غير متعلمة، وحضرية كانت أم ريفية، أثناء الثورة ليكون مثالا يحتذي به الآخرون سواء في مصر أو في العالم، ولكي نستطيع التصدي لمن يرغب في جعل المرأة كائناً ناقصا ليس له حق في الحصول علي حياة كريمة وحرة". تنفي المؤلفه ابتعاد الكتاب عن القضايا الهامة والتركيز علي القضايا الفرعية، فتقول إنه علي العكس فالاهتمام بعدم التمييز وعدم ظلم أحد عناصر الشعب المصري (المرأة) هو في رأيي أساس ثورتنا التي نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وينقسم الكتاب إلي جزئين أساسين وهما قصص المناضلات والثائرات في ميدان التحرير، وأيضاً قصص الشهيدات اللاتي قدمن أرواحهن فداء لثورة هذا الشعب. وحملت عناوين فصول هذا الكتاب، أسماء نسائية ارتبط كل منها بحكاية داخل جنبات ميدان التحرير، ومنها "آيات ضد الفساد"، "سماح امرأة بألف رجل"، "عفاف أنا أخت كل الميدان"، "مروة جنازة هزت عرش مصر" و"رباب الأميرة ديانا في ميدان التحرير"، و"سارة كلمة السر اكتوبر 73 وفيه تروي سارة التي لم تكمل عامها السابع عشر حكايتها مع الميدان:"اتعلمت من الميدان حاجات كتير أهمها أن تفكيري اتغير بقيت ببص لقدام مش بفكر في نفسي بقيت بدور البلد دي محتاجة ايه وبدور علي حد يقولي ممكن أعمل ايه لبلدي، وكمان عرفت قد ايه الشعب المصري ده جميل، كنا كلنا متجمعين عشان الحرية وبس محدش بيقول حاجة تانية، أنا شفت بنات كتير في الميدان وكان فيه خمسة من زمايلي بينزلوا مع أهاليهم، وأكتر حاجة هزتني في الميدان الشهداء والنصب التذكاري اللي الشباب عملوه".