خبر اختيار عبد العزيز جمال الدين رئيس تحرير سلسلة "ذاكرة الكتابة" لم يصله الا بعد المؤتمر بخمسة أيام تقريبا، وذلك لظروف مرضه، وعند سؤاله عن عدم معرفته بترشيحه للمنصب، قال انه كان علي علم بالترشيح لكن القرار النهائي لم يعرفه الا بعد المؤتمر، لذلك كان من الصعب عليه أن يتحدث عن خطواته المقبلة في السلسلة، حيث لا يزال جمال الدين يحاول تجميع شتات ذهنه من أجل الخروج بمشروع للسلسلة، وعندما سألنا عبد العزيز عن الخطوط العامة التي سيحاول العمل عليها، أجاب "من الممكن أن أتحدث معك عن عناوين بعينها تدور في ذهني، لكن الموضوع ليس مجرد عناوين. بشكل عام لديّ فكرة عن تنشيط التعاون مع دور النشر الخاصة في مسألة نشر الكتاب القديم الذي نعيد اكتشافه، بحيث تخرج دار النشر الخاصة طبعة شعبية خاصة، بالتعاون مع الهيئة" هذا التوجه بالنسبة لجمال الدين سيكون خطوة هامة لدفع دور النشر الخاصة بالاهتمام بالكتاب القديم وجعله أوسع انتشارا، بحيث يمكن الاستفادة من القدرات التوزيعية لدور النشر الخاصة. من ناحية أخري أشار عبد العزيز إلي نيته التركيز علي الكتب الأدبية أكثر من الكتب التاريخية التي دائما ما تجد اهتماما علي عكس الكتابات الأدبية. عدم معرفة اذا كان قرار الترشيح أو الاختيار قد تم اتخاذه بالفعل أم أن الموضوع لا يزال في دائرة البحث كان غالبا أيضا علي الدكتور حسين نصار رئيس التحرير الجديد لسلسلة "الذخائر" حيث قال لنا بداية عند سؤاله عن خطته في رئاسة تحرير السلسلة " لا يزال الامر قيد البحث ولم يتأكد بعد" وعندما أكدنا له أن اسمه أعلن كرئيس تحرير لسلسة "الذخائر" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة، قال إن سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة، ومحمد أبو المجد وكيل الوزارة للشئون الثقافية زاروه منذ فترة وعرضا عليه الامر وهو وافق طالما أن المنصب سيحتاج قوته الذهنية وليس قوته البدنية حيث لا يتمكن من الحركة كثيرا، ولكن بعد هذا اللقاء المبدئي لم يحدث أي اتصال أخر مع مسئولي الهيئة من أجل وضع النقاط علي الحروف علي حد تعبير الدكتور نصار، الذي تابع "لا أعرف حتي الآن ماذا يريد المسئولون صنعه بالسلسلة، فهذا الاتفاق مهم بالنسبة لي كي أتمكن من بدء العمل". وعندما سألناه عن الخطوط العامة ل"الذخائر"، تحت إدارته، أجاب "نشر الكتب التراثية يحتاج إلي الكثير من التنسيق والمتابعة حيث توجد العديد من الدور التي تعمل علي نشر مثل تلك الاعمال داخل مصر، وأيضا في الدول العربية، ما يحتاج إلي المتابعة"، مؤكداً عزمه علي الاستعانة بلجنة متخصصة في الفروع العلمية التي تشتغل عليها السلسلة، وأضاف "لا أستطيع وحدي تغطية كل جوانب التراث، ولكن من الممكن ان اغطي جانبا منه، ويعمل معي آخرون متخصصون في التاريخ والفلسفة والأدب وهكذا" وذكر نصار أن محمود فهمي حجازي أحد رؤساء تحرير السلسلة السابقين قد قد أنشأ لجنة مثل هذه، ولكنها توقفت بعد سفره خارج مصر وتركه رئاسة التحرير. وبينما لم يتم الاستقرار بعد علي الاسم الجديد لسلسلة "ابدعات" كان الناقد الشاب هيثم الحاج علي ايضا في انتظار اجتماع مع مسئولي الهيئة من أجل وضع النقاط الاساسية فيما يتعلق بالسلسلة من ناحية سن المبدعين الذين ستهتم بأعمالهم السلسلة واسمها الجديد، لذا كان الحديث أيضا مع هيثم حول الخطوط العامة ل"ابداعات" بعد أن تأخذ اسما جديدا، فبالنسبة لهيثم يجب أن تنفتح السلسلة علي الاصوات الجديدةالشابة وما تقدمه من أشكال ابداعية مختلفة، حيث أن هذا الجيل واعماله هو الإرهاصة الاولي لثورة الخامس والعشرين، مشيراً إلي أنه سيتجه للأقاليم، حيث يمكن العثور علي هؤلاء الشباب، وكما قال هيثم لن أنتظر أن يأتي إليّ المبدع الشاب ولكن سأذهب انا الي هناك من أجل العثور علي ما يناسب السلسلة من اعمال. وعن الرقابة التي يمكن أن تواجه مثل هؤلاء المبدعين الشباب، خاصة مع صعود التيار الاسلامي قال هيثم انه غير قلق من هذه الناحية حيث أن المبدعين الشباب من وجهة نظره "يضبطون أنفسهم مع إيقاع المجتمع الاخلاقي" ولكن القلق الذي يشعر به هيثم يتعلق بالرقابة السياسية حيث انها لا تزال تمارس دورها، حتي بعد الثورة،، ولكنه كما قال بثقة "قادر علي التصدي لها". الناقد سيد الوكيل كان هو الاوضح رؤية ضمن رؤساء التحرير الجدد. الوكيل الذي تقلد رئاسة تحرير سلسلة "أصوات" -التي تنتظر تغيير اسمها ايضا- كان يعمل في الهيئة من قبل كمدير تحرير لسلسلة "هوية المكان" ولكنه قدم استقالته من منصبه كي يعفي مسئولي الهيئة من الحرج في حال تغيير قيادات النشر. ويري الوكيل بداية أن الهيئة لسيت مجرد دار نشر ولكنها مؤسسة ثقافية لديها فلسفة في النشر ورعاية المبدعين وتقديمهم سواء كانوا مبدعين شبانا أو مخضرمين لذلك من المفترض ان تتبني سلسلة مثل "ابداعات" المبدعين الشباب بحد أقصي خمس وثلاثون عاما، بينما تتحرك سلسلة "اصوات" في المرحلة السنية الاعلي، بحد اقصي خمسون عاما، حيث تكون تجربة المبدع قد أصبحت أكثر تبلورا، وصوته الابداعي أكثر وضوحا، ولديه تجارب ابداعية منشورة من قبل، وبالتالي بالنسبة للوكيل فإن سلسلة "اصوات" تناسب اصحاب التجربة الابداعية المتوسطة العمر. ومن ناحية الاداء يري رئيس تحرير "اصوات" انه سيعمل علي انشاء لجنة قراءة من النقاد والمبدعين الفاعلين في المشهد الثقافي والذين لن تزيد أعمارهم عن أعمار المبدعين الذين ستنشر لهم السلسلة، وسيختار الوكيل اعضاء اللجنة ايضا من العاملين بالهيئة، حيث توجد قوائم من المبدعين والنقاد لدي الهيئة وسيختار منها الوكيل وفقا لذائقته. ينوي الوكيل ايضا الارتقاء بما اسماه "خدمات ما بعد البيع" حيث يري ان العدد الذي تطبعه الهيئة من كل عمل تنشره _حوالي ثلاثة الاف نسخة- يجب استثماره وتسويقه جيدا، ومن ناحية اخري سيعمل الوكيل علي اقامة حفلات توقيع للكتب الجديدة داخل مقر الهيئة، وايضا اقامة ندوات لمناقشة ومتابعة الاعمال الجديدة، كما يعتزم المشاركة بأعمال السلسلة في الجوائز الإبداعية الكبيرة سواء داخل مصر أو خارجها. واعلن الوكيل في نهاية حديثه انه يعمل حالياً علي اختيار شكل فني جديد للسلسلة تخرج به المرحلة القادمة.