لدي من الغضب ما يكفي لأحرق مدينة وأغتال سكانها كل بطريقة مختلفة وعلي حدة وبمتعة جذلة لا يشوبها ذنب. لدي من الغضب ما يجعلني أتمني الأذي حتي للأطفال المزعجين، والعجائز والموتي الأحياء، والمحبطين المصممين علي التبشير برسالتهم. لدي من الغضب ما يكفي لأخلع بلاطات الأرصفة وأركل القطط في بطونها وأفجر البثور الموجودة في وجه جارتي وأكسر لمبات الأعمدة تلك التي لا تنير أبدا حين نحتاجها. لدي من الغضب ما يجعلني أستمتع باختراع وسائل جديدة وشاذة للقتل، وأن أجرح طلاء السيارات بمفتاحي حتي تنز وتتوسل إنذاراتها لأتوقف أن أبعثر كل الأوراق الموجودة علي مكتب المدير، أسكب قدح القهوة الساخن فوق رؤوس الزملاء، وأصوب حجارتي نحو الكاميرات المثبتة فوق رؤوسنا جميعا. لدي من الغضب ما يكفي لأن أشتم العالم بأقذع الألفاظ، وأخبر كل شخص بحقيقته، أقطع علاقتي برفيقي، وأمثل بجثث الأصدقاء علي أبواب عمارات وسط البلد الأثرية، وأنا أحتسي قهوتي أمام الدماء المتخثرة. لدي كل الغضب الذي يكفي لأدمر العالم، وكل الجبن كي لا أقتلني أولا.