تسببت الاحتفالية التي نظمتها الجالية اليهودية في مصر بمناسبة انتهاء أعمال ترميم معبد موسي بن ميمون في إرباك كبير للقائمين علي إعداد الافتتاح الرسمي للمعبد. وذكر محسن ربيع مسئول الآثار اليهودية في المجلس أن التأكيد الرسمي لم يصله حتي الآن بما يعني أن الاحتفالية تم تأجيلها إلي موعد يتحدد لاحقا. قال ربيع أنه كان من المقرر أن يحتفل المجلس الأعلي للآثار اليوم 14 مارس الجاري بانتهاء أعمال الترميم التي قام بها المجلس، إلا انه "لظروف ما" لم يصله أي إعلان بهذا الخصوص "هذا بالإضافة لسفر الدكتور زاهي وهو وحده من يقرر الموعد النهائي للافتتاح". وكانت الطائفة اليهودية المصرية قد احتفلت الأسبوع الماضي بانتهاء ترميم معبد العالم والفيلسوف اليهودي الأندلسي موسي بن ميمون، وشارك في المناسبة نحو 150 شخصاً، بينهم اسحق ليفانون سفير إسرائيل في القاهرة، ومارجريت سكوبي السفيرة الأمريكية إلي جانب 11 حاخاماً حضروا من إسرائيل وأقاموا صلاة "الشماع"، وأضاءوا شموعا، ورددوا الأدعية والصلوات الدينية اليهودية، صاحبها العزف بالآلات الموسيقية والرقصات الدينية احتفالا بإعادة افتتاح المعبد. وشهد الاحتفال إلقاء 7 كلمات بدأت بكلمة كارمن واينشتين رئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة، ثم كلمة السفير الإسرائيلي بالقاهرة، وأخري للسفير الأسبق بالقاهرة، ثم كلمة ممثل الطائفة اليهودية بفرنسا. وركزت معظم الكلمات علي توجيه الشكر للحكومة المصرية علي دورها في ترميم المعبد . كانت أزمة نشبت مؤخرا بين الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، وكارمن واينشتين، رئيس الطائفة اليهودية بالقاهرة، بسبب رفض الأول دعوة مسئولين إسرائيليين في احتفال افتتاح المعبد باعتباره أثرا مصريا لا يخضع للوصاية الإسرائيلية، الأمر الذي دفع مسئولي الطائفة اليهودية بالقاهرة إلي تنظيم احتفالية خاصة باليهود فقط تستمر 3 أيام. ويبدو أن هذا الخلاف والاستهجان الشعبي الذي صاحب الاحتفالية أثر علي الموعد الرسمي للافتتاح. تم بناء المعبد في نهاية القرن التاسع عشر في المكان نفسه الذي أقام فيه موسي بن ميمون، إثر وصوله إلي مصر هارباً من الأندلس، حيث كان اليهود يتعرضون للاضطهاد. وهو من مواليد قرطبة "أسبانيا" العام 1135 وتوفي في القاهرة العام 1204. وكان بن ميمون فيلسوفاً وعالماً في العلوم الدينية اليهودية، والعلوم الطبية، وتولي علاج صلاح الدين الأيوبي وعائلته، ويضم المعبد البئر التي كان يستخدم مياهها في معالجة الأيوبي. وشيد المعبد فوق ضريح موسي بن ميمون الذي تم نقل رفاته قبل بضعة قرون إلي فلسطين في منطقة طبريا.