يواجه سعد عبدالرحمن انتقادات كبيرة في أعقاب توليه رئاسة الهيئة. فكثير من المثقفين يعرفون أن معظم رؤساء تحرير سلاسل الهيئة العامة لقصور الثقافة يكادون أن يصرفوا من جيوبهم لإنجاز المهام، فهم يوفرون المراجع، ويتصلون بالكتاب العرب. كما أن ثقلهم هو ما أعطي لهذه السلاسل شرعية وجود الأعمال المهمة، ومع هذا فقد قرر عبدالرحمن توجيه رسالة إليهم مفادها أنه لا تمديد ولا توريث بهذه السلاسل. وفي أعقاب تصريحاته قدم الكاتب الكبير إبراهيم أصلان استقالته من سلسلة »آفاق عربية« ولم يناقش أحد رئيس الهيئة حول الظروف التي قدمت فيها هذه الاستقالة، ووجود علاقة بينها وبين تصريحاته، ولماذا لم يحاول إثناء صاحب »ملك الحزين« عنها، ولماذا فضل الصحافة لتوجيه الرسالة علي الكلام المباشر مع أصحاب الشأن؟ وما مصير رؤساء التحرير الآخرين؟ وهل في نيته إبلاغهم بفضل الشراكة؟ قال سعد عبدالرحمن: »والله لم أقصد أحداً، وإبراهيم أصلان هو الذي شتمني، ربما استمع لوشاية، ولكني غير مسئول عن ذلك«. سأعيد صياغة مشروع النشر في هذه السلاسل، و(اللي يزعل يزعل)، (قلت له إن كلامك منشور فلماذا الكلام عن وشاية أو مؤامرة؟ وتابع) أنا غير متشبث بالكرسي ولديّ استعداد للرحيل في أي وقت، نحن نواجه حالة شيزوفرنيا، فلا أحد يتحمل الاختلاف، نحن نرفض في الواقع السياسي كل مظاهر الاستمرار في المنصب، ولكن في الواقع الثقافي هناك رؤساء تحرير مستمرون منذ عشر سنوات وأزيد«. وأضاف: »لست أنا من سيقرر اختيار شخص أو استبعاده، هناك مثقفون في الهيئة وخارجها، سنلتقي بهم وسنستمع إليهم وهو من سيرسمون مستقبل العمل بالهيئة، ومع الاحترام الكامل لكل الأسماء ودورهم في المشروع إلا أنه لابد من الإيمان بضرورة ضخ دماء جديدة. أنا لا أنتقص من قدر أحد، ولست شخص يحب المهاترات، لست فاسداً أو مفسداً، وإصبعي ليس تحت ضرس أحد، أنا شاعر ولي ثلاثة مخطوطات لدواوين، ولو أنني أردت استغلال اسمي ومنصبي لأصدرتها بسهولة من خلال علاقاتي«!! أشار عبدالرحمن إلي أن فؤاد قنديل كان الأكثر اتساقاً مع نفسه فقد بادر بتقديم استقالته وأصرّ عليها لأنه مؤمن بأهمية ترك المجال لآخرين: »إنه شخص متصالح مع نفسه«.. مضيفاً: »أمامنا شهر ونصف لنفكر جيداً ولنختار«. لم ينف رئيس الهيئة تفضيله للشباب لقيادة السلاسل في المرحلة القادمة: »سيكون هذا رأيي، وسأدعمه إذا وجدت مساندة من المثقفين الذين سنعقد معهم اجتماعات في ملتقياتنا«! رئيس الهيئة قدّم لوزير الثقافة عماد أبوغازي مذكرة لإعادة هيئة قصور الثقافة إلي مسماها القديم »الثقافة الجماهيرية«، وهناك من يقول إن الهيئة ستهدر المال إذا صدر مرسوم رئاسي بهذا، لأنها ستضطر إلي إعدام أوراق المكاتبات التي تحمل اسم »هيئة القصور«، كما أنها ستغيّر جميع اللافتات المعلقة علي قصورها في المحافظات المختلفة. حول ذلك قال عبدالرحمن: »أولاً لم تكن الفكرة لي وحدي ولكنها جاءت أثناء نقاش مع الوزير، وبناء علي مطالب المثقفين الذين يريدون إعادة الهيئة إلي مسمّاها في عصرها الذهبي حينما كانت الجماهير صانعة الثقافة(!!) أما الكلام عن تبديد المال العام فأمر ساذج لأننا لن نعدم الأوراق، ثم إن هناك مسميات لبيوت وقصور لن نغيّرها إلا إذا حدث تجديد ما«! من ضمن الانتقادات الكثيرة التي تُوجه لرئيس الهيئة أنه لا يفعل شيئاً سوي محاولات إرضاء الموظفين، وهم رغم كل التصريحات التي خرجت عنه بوجود مكافآت وحوافز إلا أنهم غير راضين. يعلِّق: »لابد أن أنصف المظلومين، ولكن كل ما نشرته الصحافة عن المكافآت مجرد اقتراح قيد المناقشة«. ومن جانبه أكد الوزير عماد أبوغازي صحة ما ذكره عبدالرحمن عن الاقتراح المشترك بتغيير مسمي الهيئة، وقلل أبوغازي من مخاوف المثقفين بإهدار المال العام: »لماذا نعدم أوراق المكاتبات؟ ثم إن اللافتات ستتغير فقط في حالة وجود تجديد بالمباني«.