مُعارض ساخر، لا يريد المشاركة بشكل كامل، يشارك بطريقته الخاصة، لأن ما يحدث يعد عبثاً.. لا شي ء يحدث في الفن التشكيلي كانت هذه رسالة متكررة يبثها لنا الفنان عصمت داوستاشي. معرض للوحات المقلوبة، وآخر في كتاب من الصفحات الحمراء بلا رسوم، تكررت التجربة بعدها في ألبوم أسود. داوستاشي كان يعلنها بغضب، لا يخلو من سخرية، ألا شيء يحدث في الفن التشكيلي، أنه مجرد طقس، رقصة في العدم، لا يشاهدها إلا راقصوها. جمهور مثل عدد زوار متحف محمد محمود خليل يوم سرقة زهرة الخشخاش، لا يتجاوز رقم 10. رغم ذلك داوستاشي ليس يائساً، هو مستمر في الإنتاج، لا يزال يرسم، وإن كان غارقاً في عالم صوفي. الموديل العاري لم يعد الموضوع، مثلا، لقد تجاوزه الفنان، ليكون قيمة، وحدة، تيمة، لوناً لكتلة. هنا نقدم بعض اللوحات الجديدة لداوستاشي، فيها الكائنات الصوفية الملونة، التي يغلب عليها اللون الأخضر، مع أسهم تحصر النظر في الجسد..الملون. اللوحات تندرج تحت تصنيف "ما قبل" و"ما بعد" الثورة، حالات الإنسان علي خلفية الثورة تستدعي التأمل الطويل.. كما لو أنه يقدم ألبوماً خاصاً لأجساد ثائرة. المعرض يفتتح اليوم ، الأحد ،بجاليري "اكسترا" بالزمالك، ويضم 35 لوحة، ويستمر حتي 25 يونيو القادم. أحمد وائل