تقدم الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار منذ أيام ببلاغ إلي النائب العام المستشار د.عبد المجيد محمود لإجراء التحقيق اللازم في الوقائع التي نشرتها جريدة الوفد بعددها الصادر يوم الاثنين الماضي، بعنوان "عبد الصمد: حواس يهرب الآثار لسوزان" وهو الحديث الذي اتهم فيه الأثري نور الدين عبد الصمد د. حواس بسرقة القطع الأثرية لصالح عائلة الرئيس السابق حسني مبارك، وادعائه بقيام حواس بفتح المتحف المصري لليهود منذ ثماني سنوات للعبث بالمومياوات المصرية، وسماحه بدخول جمعيات يهودية إسرائيلية مشبوهة للمتحف. وقال د. حواس: إن ما نشرته جريدة الوفد يمثل قذفاً وسباً في حقي دون أية مستندات تشير إلي ادعاءاتهم خاصة إسناد تهمة سرقة الآثار التي تمثل أبشع الجرائم وفقاً لقانون حماية الآثار. وجاء في البلاغ الذي حصلت أخبار الأدب علي نسخة منه أن الاتهامات التي وردت في الموضوع تحقر من شأن المبلغ "حواس" لدي بني وطنه "خاصة وأنها عرضت دون سند أو دليل يؤكد زعمهم، حيث يلزمهم القانون بإثبات صحة ما قذفوا به". وجاء في البلاغ أيضا أن الأثري نور الدين عبد الصمد قد صدرت في حقه عشرات القرارات التأديبية ما بين الإنذار والخصم من الراتب والإيقاف عن العمل والإحالة للمحاكم التأديبية خلال عمله بالمجلس الأعلي للآثار منذ عام 1987 وحتي الآن، وقد تعود علي كتابة الشكاوي وإقامة الدعاوي القضائية ثم يعود ليتنازل عنها حيث لا يستند إلي أية أدلة. ومؤخراً أصدرت المحكمة التأديبية القرار رقم 45 بتاريخ 14/1/2008 بإيقافه عن العمل لمدة شهرين حيث حرر محضرا بتاريخ 6/6/2005 بمقر منطقة آثار مارينا يدعي فيه أن إحدي القطع الذهبية المفقودة ذات قيمة أثرية ضعيفة جدا وأنها فقدت بفعل وجود ثقوب في الصندوق الخشبي وبسبب وجود الفئران والعته وهي إحدي القطع التي كانت ضمن حفائر البعثة البولندية وقد تم احالة الموضوع للنيابة العامة بالإسكندرية برقم 242لعام 2004 إداري مارينا وصدر حكم المحكمة التأديبية في القضية رقم 26 لسنة 2005 بوقفه عن العمل لمدة شهرين بسبب دوره في هذه المخالفة القانونية. وفي محاولة للسيطرة علي الاعتصامات والاحتجاجات المتوالية داخل الوزارة والاتهامات المتبادلة بين القطاعات أكد حواس أنه سيتخذ الإجراءات الحاسمة ضد كل من يتطاول علي رؤسائه بالعمل في كافة القطاعات وإحالة الأمر إلي جهات التحقيق. مشيراً إلي ضرورة استمرار العمل بقطاعات الوزارة وكافة المناطق الأثرية لتعويض فترة التوقف التي استمرت ثلاثة أسابيع بالمناطق والمواقع الأثرية. وقال أنه لن يسمح لأحد بإدعاء أو اختلاق وقائع وهمية بدون أية مستندات أو أدلة داعياً من لديه شكاوي أو مخالفات التقدم للسلطات المختصة للتحقيق والفصل فيها. كما استقبل حواس في مكتبه الاثنين الماضي ممثلين من شباب خريجي الآثار الذين تظاهروا أمام مبني الوزارة خلال الأيام السابقة، مطالبين بتوظيفهم في قطاعات الوزارة. وأشار حواس طبقاً للجدول الزمني لتشغيل الخريجين سيبدأ تشغيل أول دفعة في مطلع مارس وستضم 900 شخصا تقوم الوزارة بتدريبهم لمدة 5 شهور مدفوعة الأجر، وستبدأ المرحلة الثانية فالثالثة تباعاً بمجموعات تتكون من 500 شخص. ومن الجدير بالذكر أن خريجي الآثار سبق لهم أن تظاهروا أمام مكتب حواس بالزمالك، لعدة أيام، رافضين فض المظاهرات إلا بعد التعيين الفوري، معترضين علي الجدول الزمني الذي وضعه حواس لتعيين كل الخريجين. من ناحية أخري أعلنت الوزارة عن بدء توافد مجموعات من السياحة الأجنبية للمواقع الأثرية والمتاحف مع بدء استئناف العمل بها وأشار حواس إلي أنه تلقي تقارير من الجيزة والقاهرة والأقصر تفيد ببدء عودة المجموعات السياحية الأجنبية لزيارة المتحف المصري ومعبد الكرنك في الأقصر فضلاً عن منطقة الأهرامات التي بدأت منذ أيام استقبال السياحة الأجنبية والتي تتسم بالمجموعات المحدودة ما بين عشرين وأربعين إلي خمسين سائحاً إلا أن الملاحظة المهمة، كما يقول د. حواس، هي توافد المواطنين وخاصة الشباب علي المناطق الأثرية مع أول يوم عمل بكافة المواقع الأثرية في مختلف المحافظات. وفي قطاع الآثار المصرية أوضح د. صبري عبد العزيز أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات في المواقع المفتوحة للزيارة أمام السياحة العالمية والداخلية وذلك بالاتفاق مع شرطة السياحة والآثار وتأمين مداخل ومخارج المناطق الأثرية في الجيزة وسقارة والأقصر وأسوان والإسكندرية.