جانب من الندوة نظم قسم اللغة العبرية بكلية الآداب -جامعة عين شمس-الأحد الماضي ندوة بعنوان "الجنيزة القاهرية المكان والزمان والمحتوي".. في بداية الندوة أكدت د.ليلي أبو المجد علي أهمية الجنيزة بإعتبارها من أهم الوثائق التاريخية.شارك في الندوة محسن ربيع -مدير البحث العلمي للآثار اليهودية بالمجلس الأعلي للآثار- و جهلان إسماعيل-المجلس الأعلي للآثار-. بدأ محسن ربيع حديثه عن المعابد والآثار اليهودية مؤكداً أنها شهدت نوعا من الانتعاش في مصر خلال هذه الفترة حيث سجل المجلس الأعلي للآثار عدداً من الآثار اليهودية باعتبارها جزءاً من الآثار المصرية وأوضح ربيع أنه لا يصح أن نترك دراسة الآثار المصرية للخبراء الأجانب ونحن كباحثين مصريين يجب أن يكون لنا رأي في دراسة هذه الآثار مضيفاً أن الآثار اليهودية متعددة في مصر وتفيد في عدد كبير من الدراسات فالجنيزة توضح العلاقة بين الطوائف اليهودية والطوائف الدينية الأخري وقدم ربيع بالشرح خلال حديثه عرضاً لبعض الصور والوثائق من المعابد اليهودية في مصر وبدورها أشارت ليلي إلي أهمية هذا المعبد الذي كان في الأصل ملك الكنيسة القبطية ويضم رموزاً ترجع للأديان الثلاثة بتصميم كنسي إلي جانب وجود بعض الرموز اليهودية وعناصر زخرفية إسلامية من العصر الإسلامي، ويستكمل محسن حديثه بأن من أهم العناصر الهيكل"رمز للتابوت"ويوضع فيه لوحا الوصايا العشر كما أنه في الوقت الحالي توضع نسخة من التلمود ومن العناصر الهامة أيضا (حجرة الجنيزة) وتعتبر من أهم الحجرات في العالم وهي ذات ارتفاع عظيم جدا إضافة لأدوات الإضاءة التي تشبه إلي حد كبير المعلقات التي توجد في المساجد، وأنهي حديثه بإشارته إلي أنه لسنوات طويلة ظل اليهود يخفون أوراقهم ووثائقهم في غرف معزولة بالمعابد بدعوي أنه لايجوز إبادتها أو إهمالها، وهذه الأوراق حظيت باسم الجنيزة أي الخبيئة باللغة العبرية وتعتبر الجنيزة التي عثر عليها في معبد بن عزرا من أهم المجموعات في العالم. وعن"جنيزة البساتين" تحدث جهلان إسماعيل فأوضح أنها أوراق "خطابات أو قسائم أو عقود"مكتوبة باللغة العبرية، وقدم عرضاً لبعض هذه الوثائق ومنها وثيقة إعلان من محكمة مصر بمناسبة إحياء ذكري مذابح اليهود عام1884، ووثيقة أخري عبارة عن محضر لاجتماع لرؤساء يهود إيران في القدس. واختتمت الندوة أعمالها بمشاركة من د.ليلي أبو المجد-أستاذ اللغة والدراسات العبرية-أكدت فيها أن وثائق الجنيزة خاصة بالتاريخ المصري لأهميتها لمؤرخي العصر الفاطمي لاحتوائها علي معلومات تتعلق بالحياة الاجتماعية لعامة الشعب المصري بعيداً عن التأريخ لحياة السلاطين والولاة، مشيرة إلي إنه يمكن من خلال هذه الوثائق معرفة الأحداث التاريخية التي شهدتها الطوائف اليهودية في مصر وفي بلدان أخري.