عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان، صدرت حديثاً رواية "الرجل الذي لم يكن هناك"، للروائي والكاتب الفلسطيني زكريا شاهين، صمم غلافها الفنان نضال جمهور. تصور الرواية، بشكل عام، الإنسان الذي سُلب وطنه، وهو يكافح علي جبهتين: جبهة الواقع المعاش، لتوفير أسباب العيش له ولأسرته، وجبهة مقاومة من كانوا سبباً في عذاباته ونفيه، وهو في كلتا الجبهتين يتسلح بالأمل، وحلم العودة إلي البيت الذي لمّا يزل مفتاحه في يده، وقد صدئ من طول الانتظار. ينجح الروائي زكريا شاهين في سرد الأحداث التي مرّت بالمنطقة قبيل منتصف القرن الماضي، وحتي بعد حصار بيروت، من خلال حياة شخصية حسان الصرفندي، وتقوم الرواية علي استرجاع ما حدث بعد مقتل تلك الشخصية في سرد يجمع بين قوة الخيال، وجودة البناء من ناحية، وصدق الوقائع بما يتخللها من تفاصيل واقعيّة من ناحية أخري. يُذكر أن زكريا شاهين أصدر عدة روايات وكتباً سياسيةً منها: المسافات الباردة، تفاحة قابيل، السقوط في براثن الزمن المتوحش، وجسر لأحزان الماء. وقد كتب الناقد الدكتور محمد القواسمة علي الغلاف يقول: (لعنوان هذه الرواية "الرجل الذي لم يكن هناك" دلالة مغايرة لما يشير إليه، فالرجل حسان الصرفندي الشخصية الرئيسة في الرواية كان هناك: كان في قريته الطيرة في فلسطين، ثمّ في مخيم الرشيدية في جنوب لبنان، ثمّ في بيروت عندما حاصرتها إسرائيل عام 1982، كما شهد الرجل مجزرة صبرا وشاتيلا، وكان هناك شهيداً علي أبواب المخيم علي طريق مطار بيروت. وهو في ذلك كله شخصية نموذجيّة للفلسطيني، وهو يعاني الغربة والقتل).