خلال فترة زمنية وجيزة صنعت سلسلة مكتبات "ألف" لنفسها شخصية مميزة بين مكتبات بيع الكتب في مصر. المكتبة التي افتتحت فرعها الأول بمصر الجديدة منذ عام تقريباً، وتلته بفرع آخر في حي الزمالك، تعد من أشهر المكتبات في القاهرة الكبري وتجذب القاريء بعمارتها ذات الطراز الأندلسي، بفرع المكتبة بالزمالك إلتقيت مع "عماد العادلي" المسئول الثقافي عن "ألف"، وبدأت حديثي معه بسؤاله عن السبب في أخذ المكتبة النمط الأندلسي في عمارتها؟ وأجابني أنهم أحبوا أن يكون للمكتبة طابعاً خاصاً يختلف عن مذاق أي مكتبة أخري في مصر وأوضح أن تسمية المكتبة "ألف" بإعتبار إنه أول حرف في الأبجدية العربية وأيضا الحرف الأول لكلمة أندلس لإنها كانت حاضرة العالم في فترة من الفترات في العلم والمعرفة وحرية الفكر، وإنه كانت إسبانيا في ذلك الوقت مكانا تجتمع فيه كل الثقافات والمعارف بالإضافة لإنها كانت جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العربية الواسعة. وعن أهداف المكتبة قال ان المكتبة تابعة للشركة العربية الدولية للتوكيلات وأنها تتكون من مجموعة من المستثمرين المصريين ممن لديهم رؤية ثقافية ففكروا أن يستثمروا جزءاً من أموالهم في نشاط ثقافي كبير ومن هنا جاءت فكرة المكتبة. وعند سؤالي له عن مدي اختلاف "ألف" عن المكتبات الأخري قال: "دعينا نكون صرحاء، لا تختلف مكتبة ألف كثيراً من ناحية عرض الكتب عن أي مكتبة في مصر، ولكنها تتميز في شيئين أساسيين. أولا: في الفعاليات الثقافية فألف لا تكتفي فقط بحفلات التوقيع والندوات ولكنها تقوم بعمل مؤتمرات ثقافية وتقوم بالعديد من الأنشطة التفاعلية كالأمسيات الشعرية الدورية، وهناك ايضا "اتكلم مع ألف" وهو عبارة عن جلسة للبوح والمناقشة الحرة للحاضرين وفي كل شهر يتم إختيار موضوع للمناقشة، وذلك بالإضافة إلي بعض الأنشطة الداخلية مثل فكرة (الطيارة) وهذه الفكرة مستلهمة من التراث العربي القديم وهي عبارة عن ملخص للكتاب يقوم بعمله المستشار الثقافي للمكتبة ويطبع علي ورق من نوع خاص ويوضع في قلب الكتاب تيسيرا علي المشتري حتي يتسني له معرفة مضمون الكتاب، والفكرة الأخري التي تنفرد بها المكتبة هي فكرة ترشيحات الكتّاب وتقوم علي أن يتوجه المسئول الثقافي للمكتبة إلي كبار الكتاب والمفكرين في مصر والعالم العربي ويطلب منهم ترشيح الكتب التي أثرت مسيرتهم الأدبية والفكرية ويقوم فريق التزويد بالمكتبة بدوره لإحضار هذه الكتب أينما كانت حتي لو خارج مصر ونقوم بعرضها علي الجمهور ومرفق معها كلمة للمؤلف موقعة منه شخصيا وجدير بالذكر أن هذه الفكرة قد لاقت نجاحا منقطع النظير بين القراء وصارت هذه الكتب أكثر الكتب مبيعا في المكتبة، وأضاف أن ممن حصلنا علي ترشيحاتهم الأديب الكبير خيري شلبي، الروائي علاء الأسواني، والروائي بهاء طاهر، والكاتب نبيل فاروق وجاء علي رأس هذه الترشيحات كتب جلال أمين. ثانيا: تقيم "الف" أكثر من ورشة عمل فنية وأدبية وتقوم بالشراكة مع بعض المؤسسات في التنمية البشرية حيث تقيم هذه المؤسسات محاضرات في التنمية البشرية كما أن هناك ورشة لتعليم الرسم للأطفال وأخري للكبار وورشة لكتابة السيناريو يديرها السيناريست عمر حمدي، وورشة أخري للتصوير الفوتوغرافي، وورشة للخط العربي. وبسؤاله عن كثرة المكتبات وتأثيرها علي جذب القاريء أجاب إنه من وقت قريب كانت هناك سيطرة تامة أو شبه تامة للمؤسسات الرسمية علي سوق الكتاب فلم يكن أمام القاريء إلا أن يتوجه إلي منافذ بيع إحدي هذه المؤسسات ليشتري الكتاب ولكن في الأونة الأخيرة حدثت طفرة هائلة في سوق النشرالمصرية وفي المكتبات الخاصة وأضاف أن هذا من وجهة نظره ملمح صحي وهام جدا ويري إننا لا نزال نحتاج إلي الكثير والكثير وأكد أن أكبر دليل علي هذا أننا لا نجد دار نشر أغلقت بعد ما تم فتحها أو مكتبة أشهرت إفلاسها مثلا، وهذا يدل علي أن الكتاب صار سلعة تجارية رائجة فلا نستكثر أبدا علي مدينة مثل القاهرة أن يكون بها آلاف من محلات الأحذية وفقط عشرين مكتبة أو أقل قليلا أو أكثر كثيرا. وعن نوعية الكتب الأجنبية وعدد لغاتها، قال يوجد بالمكتبة اللغة الإنجليزية فقط حتي الآن ولكن خلال أشهر سيكون هناك قسم للغة الفرنسية وأوضح أن السبب في ذلك قلة الطلب علي اللغات الأخري وإنها تحتاج إلي إدارة كاملة. أخري.