لابد من التصدى لسياسة الاستخفاف يبدو أنّ مشاكل قسم النشر بالجامعة الأمريكية مع الأدباء لن تنتهي.. فبعد القضية التي رفعها الروائي بهاء طاهر يتّهم فيها القسم بتشويه ترجمة روايته "قالت ضحي" ومنح دار نشر صغيرة بلندن حق ترجمتها مع رواية أخري بدون الرجوع إليه .. علمت أخبار الأدب أنّ الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي سترفع قضية بدورها ضد قسم النشر. وحرصاً من الجريدة علي تحرّي الدقة أجرينا اتصالاً هاتفياً بالروائية الجزائرية والمقيمة في لبنان. قالت مستغانمي إنها حصلت علي جائزة نجيب محفوظ التي تمنحها الجامعة الأمريكية عام 98، أي أنه مرّ أكثر من 12 عاماً علي توقيعها عقداً حصلت بموجبه الجامعة علي حقوق الطبعة الإنجليزية للرواية الفائزة " ذاكرة الجسد" وأيضاً روايتها "فوضي الحواس": "منذ سنوات ألحّ وأرسل للجامعة الأمريكية مطالبة باستعادة حقوقي بكلّ الطرق الوديّة، قلت لهم إنّ الطباعة بائسة، الغلاف بائس، وتوزيعها ليس جيداً، ولكن يبدو أنّهم كانوا يفهمون مطالباتي بشكل خاطئ. فقد كانوا يردّون علي احتجاجي بارسال بعض النسخ لطمأنتي أنّ ثمّة طبعات جديدة للأعمال، و هو ما كان يزيد من قهري لاكتشافي أنّ العمل تحوّل منذ طبعته الأولي من كتاب عادي إلي كتاب جيب لم يحافظ إلّا علي سعر بيعه و هو خمسة وعشرون دولاراً". وأضافت: "كنت أهدّدهم في كلّ مرّة، وأقول لهم إنّ ما تفعلونه مع الكتّاب العرب يشبه تصرّفات أمريكا مع العراق، أنتم تقومون بعملية نهب وسطو منظّميْن علي حقوق المبدع العربي بذريعة مساعدته ". وحتي لا يكون الكلام مرسلاً وعاماً سألنا صاحبة "عابر سرير": هل المشكلة الآن تكمن في العقد؟ وأجابت: "نعم، لقد وضعوا يدهم علي عملي، ولا يوجد عقد محدد المدة، عقودهم أشبه بعقود الزواج الماروني، وأنا أعتبر أن المدة الزمنية التي حصلوا فيها علي حقوق الطبعة الإنجليزية كافية جداً، كما أعتبر أن المزايدة عليّ في هذا الشأن منهم ستكون من باب الوقاحة! أسألهم هل الألف دولار التي يمنحونها للفائز بجائزة نجيب محفوظ تمنحهم حقّ الاستحواذ علي عمل الكاتب (بل علي عملين من أعماله) مدي الحياة ونشرهما كيفما شاءوا؟ و هل كانوا ليجرؤوا علي عرض عقد كهذا مع كاتب أمريكي أو غربي مبتدئ، و هو ما يفعلونه بغطرسة مع كبار الكتّاب العرب؟!". وقالت: "لم يكونوا يُطلعونني علي شئ أبداً عند شروعهم في إنجاز طبعات جديدة، ولكن بعد إلحاح طويل وبعد عشر سنوات أرسلوا إليّ مؤخراً مبلغاً من المال عن هذه الفترة وأحاطوني علماً بعدد الطبعات دون كثير من التفاصيل، بدل الجردة السنوية التي تقوم بها حسب تقاليد كل دور النشر«. وأضافت: أنا لستُ معنية بحقوقي المادية لديهم بل بحجم خساراتي علي الساحة الأدبيّة الغربيّة، لارتباط عملي بوكالة النشر والتوزيع لديهم. لقد قالوا إنّهم يريدون مساعدة الكتّاب العرب علي الانتشار والتواصل مع الآخر، ولكنني أقولها إنّهم يريدون مساعدة أنفسهم. الكتّاب المبتدئون يفرحون بالترجمة ويصمتون علي إهدار حقوقهم لكنّ الكتّاب الكبار لن يسكتوا أبداً علي ما يحدث"! و كشفت الكاتبة الأكثر مبيعاً في العالم العربي بحسب مجلة "فوربس" الأمريكية حيث تخطّت مبيعات أعمالها ثلاثة ملايين ونصف مليون نسخة، عن رفضها للعرض الذي قدّمته إليها جامعة "يال" الأمريكية العريقة قبل سنوات لترجمة روايتها "عابر سرير".لأنّها حسبما قالت تفضّل، برغم جديّة هذه الجامعة الموقّرة، الانتشار الذي تقدمّه لها دار نشر كبيرة علي وجاهة هذه المؤسسة، بعد تجربتها البائسة مع الجامعة الأمريكية. سترفع مستغانمي الدعوي أمام المحاكم اللبنانية حيث يمكنها متابعة القضيّة. ولم تستبعد خطوة الاتصال ببعض من فاز بجائزة نجيب محفوظ من كبار الكتّاب العرب حتي تحثّهم علي تأسيس حركة رفض لسياسة الاستحواذ والاستخفاف التي تمارسها الجامعة مع الكتّاب بحسب كلامها. فالجامعة الأمريكية تستغل انشغالهم بهمومهم أو مسئولياتهم للتصرّف كيفما شاءت بأعمالهم.