كتاب جديد تمت ترجمته للعبرية يتحدث عن السيرة الذاتية للفيلسوفة اليهودية الأكثر إثارة للجدل، حنا أرنت. الكتاب الذي قدم عرضا له في هاآرتس توم سيجيف، وأخذ عنوان "حنا أرنت، بسبب حب العالم، سيرة ذاتية" لإليزابث يانج بروهل، يشير إلي لقاء تم بين أرنت وجولدا ميئير بالقدس. كتبت أرنت في مذكراتها بعد هذا اللقاء: "مشكلتي كانت بسيطة. كيف أجعل وزيرة الخارجية تتوقف عن الحديث وتنزل إلي أسفل." لأن جولدا ميئير أخبرتها أنها لا تؤمن بالله، وإنما بالشعب اليهودي، وصُدمت أرنت: "عظمة الشعب اليهودي كانت أنه آمن بالرب وكان إيمانه به وحبه له أعظم من خوفه منه. والآن لا يؤمن هذا الشعب إلا بنفسه؟ أي خير يمكنه أن يأتي من هذا؟" في عام 1942 حضرت أرنت لقاء بين قادة يهود في فندق بلتيمور بنيويورك، بصفتها صحفية في مجلة "أوفباو" وهي مجلة يهودية كانت تصدر في نيويورك بالألمانية. في اللقاء قال بن جوريون إنه قد آن الأوان لإقامة الدولة اليهودية. وقتها، كما بدا من التقرير المنشور، بدت لأرنت السياسية الصهيونية قوموية أكثر من اللازم. بعد إقامة الدولة تعاطفت أرنت مع مفكرين علي الهامش في إسرائيل، تمسكوا بفكرة الحوار مع العرب، وأرسلت مع ألبرت أينشتاين وآخرين رسالة إلي نيويورك تايمز ضد زيارة مناحيم بيجن إلي أمريكا: وقامت بتشبيه مواقف حركته بالمواقف النازية. وبعد الهجوم الذي قاده الجيش الإسرائيلي علي قرية قبية بالضفة الغربية عام 1953 كتبت قائلة: "قررت أنني لا أريد أية صلة بالسياسة اليهودية"، ولكن، كما يكتب توم سيجيف عنها، فهي لم تتخذ سياسة "معادية لإسرائيل" في أية مرحلة من مراحل حياتها، كما تم الادعاء في إسرائيل ضدها، وفي حرب 67 امتلأت فخراً بالنصر الإسرائيلي وفي حرب 73 شعرت بالخوف من أن يتم تدمير إسرائيل!