في البداية عاني الروائي إبراهيم عبد المجيد من مشكلة في اختيار اسم لدار النشر الجديدة التي ينوي تأسيسها. اقترح اسم "بين القصرين"، فأشار عليه أصدقاؤه _ ما دام الأمر كذلك - أن يستلهم عنوان رواية من رواياته. "فكرت كثيرا ووجدت أن أسماء رواياتي لا تصلح كأسماء لدار النشر. لا يعقل أن أطلق علي دار نشر اسم "المسافات"، أو "لا أحد ينام في الإسكندرية" مثلا" يقول ضاحكا، فيما بعد فكر في "بيت الياسمين"، اسم إنساني ودال. الدار تم تأسيسها منذ ثلاثة أشهر، وأصدرت أربعة كتب: "لافندر" للشيماء حامد، "ثقوب تتسع قليلا" لحنان فاروق، "رفيقي للكونسير.. معجم مصطلحات الموسيقي الكلاسيكية" لحسام الدين زكريا، و"السبت فات والحد فات" لإبراهيم عبد المجيد، بالإضافة إلي هذا تنوي الدار إصدار كتابين في نهاية رمضان "مرة واحد صعيدي" للكاتب الصحفي محمود الكردوسي"، و"حفل المئوية" لرضوي الأسود. هذا يعد بالنسبة لعبد المجيد إنجازا، ولكن كثيرا من طموحاته لم يحققها بعد، والسبب يرجعه إلي أمرين: "الصيف" و "رمضان"، أسأله ضاحكا هل أكتب هذا، فيشير لي بحماس أن أكتب: "هذه أول مرة أقيم فيها بالقاهرة وقت الصيف، بسبب دار النشر، وأنا غير معتاد علي هذا، ورمضان شغلنا أيضا عن العمل". لماذا يلجأ روائي إلي إنشاء دار نشر؟ لم تكن لدي إبراهيم عبد المجيد خطة مسبقة، فجأة وجد نفسه يملك الكثير من الوقت، وتعرف علي مجموعة من الشباب الذين أقنعوه بافتتاح دار نشر، القاص محمد فتحي، الذي يستعين به في تقييم الأعمال الواردة للدار، والقاص محمد الوزيري، بالإضافة إلي زياد إبراهيم عبد المجيد، وهو مصمم أغلفة، "وجدته يعمل في صحف ويتقاضي منها مرتبات غير مناسبة، ففكرت أن يكون هذا هو مشروعه الخاص"، الخوف من الخسارة لم يعطله في البداية: "في العام الماضي تقاضيت مبلغا جيدا من دار الشروق عن عائدات رواياتي، والعام قبل السابق حصلت علي جائزة الدولة التقديرية، قلت في نفسي لأتخيل أن المبلغ لم يأت، وقررت إنشاء الدار. لو لم أكن قد أسست الدار، كان المال ليضيع أيضا علي الطعام والشراب"، يضحك. لدي إبراهيم مشروع لنشر الكتب بالإنجليزية، لديهم كتاب بعنوان L: love life and lost in between، للكاتب لؤي تاج الدين، وهو مصري مقيم بالخارج، يقول إن هناك جيلا جديدا يقرأ ويكتب بالإنجليزية، وما ساعدهم علي التفكير في هذا المشروع أنهم لم يكونوا أول من بدأوه: "هذا أصبح جزءا من احتياجات السوق الآن"، بالإضافة لهذا، لدي الدار مجموعة قصصية جديدة للكاتبة المغربية ربيعة ريحان. عقد الدار مع الأدباء واضح، كما يقول عبد المجيد، يطبع ألف نسخة للكاتب ويعطيه نسبة عشرة في المائة، في حالة الكاتب الشاب، من سعر الغلاف، ويتم الحساب سنويا، حتي الآن لم يلجأوا لطلب مساهمة من الأدباء في طبع أعمالهم، ويرجو ألا يحدث هذا. ككاتب وكناشر، ألاحظ اهتمامك بالكتابة الجديدة ومتابعتك لها؟ نعم. لدي شعور أن الشباب فرصهم قليلة. في الماضي كنا سبعة أدباء شباب، وكان نشر قصة لأحدنا يعد حدثاً، أما الآن فهناك سبعة أدباء شباب في كل شارع. أسأله ألا يخاف أن تشوش صورته كناشر علي صورته كأديب، فيقول أن هذا يحدث إذا لم تكن هناك مصداقية في تعاملات الدار، ولكن مادامت الشروط واضحة فالكتاب والقراء لن يفقدوا الثقة في الدار، بالإضافة إلي أنه لا ينوي تكريس نفسه للدار. بعد فترة ما سيكون زياد إبراهيم ومحمد الوزيري، كما يقول، هم المديرين الحقيقيين للدار، أما هو، فلقد أسهم بتأسيس الدار حتي "تقف علي حيلها" فقط. يضيف محمد الوزيري أن وجود إبراهيم عبد المجيد يسهل لهم أمورا كثيرا، من ناحية العلاقات الشخصية، حتي الأمور في المطبعة تتم بشكل أكثر سلاسة بفضله، يضيف الوزيري. وبالنسبة لرواياتك، هل تنوي نشرها هنا أم في الشروق؟ عقودي القديمة في الشروق لن أخل بها، أما كتابتي الجديدة فسوف أطبعها هنا. أعمل أيضا في كتابة رواية قد تكون هي الجزء الثالث من ثلاثية "الإسكندرية"، سوف أدفع بها للشروق، كي تكون الأجزاء الثلاثة عندهم.