د.يسرى عبدالله، محمدعبدالحافظ، د.حامد أبوأحمد، ود.مدحت الجيار أقام اتحاد الكتاب الاثنين الماضي ندوة لتأبين الكاتب الراحل عبد السلام العمري شارك فيها عدد من محبي الكاتب وأصدقائه حيث بدأت الندوة بمداخلة ليسري عبد الله الذي قرر التعرض بالتحليل والنقد لرواية الأخيرة "مأوي الروح" التي تدور حول تلك الرغبة العارمة التي تجتاح الشخصية المركزية في الرواية "عمر شرنوبي" حيث يظل البطل طوال الرواية في حالة بحث عن مأوي تركن إليه روحة الممزقة والموزعة علي مسارات مُتعددة عاطفياً وحياتياً ويصبح المأوي مأوي الروح ويصبح المأوي في النص مشروطاً بحالة الأرتواء بمدلولاتها المختلفة بدء من الارتواء الحسي وصولا إلي الارتواء المعنوي . أما د.مدحت الجيار فقد بدأ مداخلته قائلاً "محمد العمري الذي عرفته منذ ثلاثين عاماً أشعر الأن أن رسالته قد اكتملت وأن مجموعة الكتابات التي كتبها تمثل جزءاً من وجهة نظرة في نفسه وفي الواقع وفي الحياة" ووصف الجيار روايات العمري بأنها مبان معمارية ضخمة تشبه الكاتدرائيات والمساجد أو كأنها معابد مصرية قديمة ضخمة. ووجه الجيار الدعوة في نهاية مداخلته إلي الهيئة العامة للكتاب لطباعة أعمال محمد العمري الكاملة. تحدث بعد ذلك د.حامد أبو أحمد قائلاً: »كنت أري أن العمري موزع بين عالمين، عالم عاش فيه فترة طويلة يعمل مهندساً معمارياً بالسعودية وبين عالم في مصر ولذلك كانت روايته تتراوح بين، هذين العالمين وأعتقد أن العمري عندما كتب رواياته: لم تكن قد ظهرت بعد في السعودية الروايات التي واجهت الواقع بصراحة جارحة كثيرة في الأحيان". وركز أبو أحمد في مداخلته علي رواية العمري "نخيل الملكي" حيث وصفها بالرواية العملاقة التي نجحت في تقديم صورة مغايرة لكل تمت كتابته عن الإسكندرية. تحدث بعد ذلك محمود حداد الذي اعتبر أن أهم ما يميز كتابات العمري أنها لا تشبه كتابات آخري، ولا يمكن أن نلمح فيها بصمات أصابع لكتاب آخرين غير العمري. فروايات العمري تعبر دائماً عن ذاتها وعن تجربته الحياتية الخاصة، كما أن لغته تتميز بتلك الرشاقة التي تجعل القارئ مقبلاً دائماً علي القراءة. أما سعيد الكفراوي فقد وصف كتابات العمري منذ مجموعته القصصية الأولي بأنها نحت متواصل في منطقة خاصة تخص العمري فقط حيث تدور معظم أعماله حول فكرة الاغتراب، واعتبر الكفراوي أعمال العمري امتداداً لمدونة سرد التغريبة المصرية، وتعرض الكفراوي لرواية »الجميلات« التي صدرت للعمري وأثارت الكثير من المشاكل السياسية حيث تم التحقيق معه، لكن في النهاية صدر الحكم بتبرئته. وفي ختام الندوة تحدث د.عمرو محمد العمري ملقياً كلمة العائلة التي توجه بالشكر فيه لكل الحضور كما أعلن أن هناك رواية جديده للروائي الراحل معروضه حالياً علي دار الشروق تحمل عنوان "مسيرة الأكفان" وهناك طبعة إنجليزية من رواية "اهبطوا مصر»ستصدر عن دار »سفنكس« قريباً، وفي نهاية الندوة قام سكرتير الاتحاد حزين عمر بتسليم أسرة الروائي الراحل درع الاتحاد تقديراً لمسيرته الإبداعية والأدبية.