في ذلك الوقت، كانت الأيام غافلة والليل طويل يكفي الأحلام والزمن أمامنا بلا نهاية. تناثرت الحروف الكبيرة علي مظروف وتقافزت مع ظل كفي. أن أعزف علي جسدك كأنه آلة طازجة تلين بين أناملي ويدفعك اكتشاف البهجة إلي الغناء وأنت ترتجفين هكذا انطلق الشعر ولم أتمكن من جمعه في مقاطع صوتية. ثم واصلنا الحياة، وسافرنا وطوينا المواسم، واستكشفنا طيات الجسد وغُصت في أركانه المُظلمة. تسللتُ إلي جسدك اليوم عبر نافذتي عينيك المفتوحتين وأصغيت إلي الصوت المكتوم في تجويف صدرك المُعتم وأُقيم سياجاً حول صوت الوجع. من حنجرتك البهية، يتدفق العذاب والمجد معاً. إذا واتتي الشجاعة سأقول إن فخذيك كلمة عشق، وشعرك ستائر ليلية لمّاعة تنطوي علي بهجة سرية: أهفو إلي قمر بعيد، وأرتاح. تُحركني قواعد اللغة وبطء الحزن وبطء البهجة؛ لكي أقول: أحبك جداً.. جداً أحبك. حين يحل العمي ويتوتر الصمت أدرك أنك وصلت إلي قمة التلال حيث يضرب مئات الفقراء الأرض بأرجلهم، وتبدو دقات الطبول وأصوات النساء مثل هذا الأفق الصاخب الذي يبتلع صرخة النشوة. إيثكا في البداية حين كنا نتسم بالنحافة ولدينا إجابات قاطعة كأسنان بيضاء وبصر ثاقب، وأنتِ بريئة، ورغبتي مثل أفعي تتوق إلي اعتصار حلمتكِ المُجعدة. حينها.. هناك كنت أرغب أن أكتب إليكِ قصيدة.