من حياة الحريديم قضية سرقة أدبية مشتعلة في إسرائيل الآن، وبطلاتها من نساء مجتمع اليهود المتدينين. بدأت القصة، كما تسردها صحيفة معاريف، بعدد من الدعاوي التي تم رفعها علي الكاتبة ناعومي ريجِن من قبل عدد من الكاتبات يتهمنها فيها بسرقة أجزاء من رواياتهن. صاحبات الدعاوي هن الكاتبات ميخال تال وسارة شبيرو وسوزي روزنجرتن، وهن، مثل ريجن، من نساء المجتمع الحريدي في إسرائيل (اليهود المتدينين والذين يعيشون حياتهم وفق الشريعة). بدأت القضية تزداد إثارة بوصول خطابين إلي الكاتبتين، شبيرو وروزنجرتن، تتضمنان قصاصات جرائد تتحدث عن موت الأديب ريتشارد لي، والذي قام برفع دعوي منذ عدة سنوات علي دان براون متهما إياه بسرقة روايته "شفرة دافنشي" من كتابه. وهو ما عدته الكاتبتان رسالة تهديد مضمرة لهما. في حوار مع صحيفة معاريف أنكرت ريجن أنها هددت الكاتبتين ولكنها أكدت أنها أرسلت الخطاب لهما: "صحيح، زوجي أرسل لهن مقالا من صحيفة أمريكية، عن هؤلاء الذين رفعوا دعوي علي دان براون. أردنا أن يعرفا هذا، لم يكن هذا خطابا، لأن زوجي لم يكتب فيه حرفا. لقد قام بجميل معهما، كي يعرفا ما الذي ينتظرهما." الأبعاد الدينية للكاتبات ظهرت في تفاصيل عديدة أثناء المحاكمة، في إحدي الجلسات خرجت ريجن الغاضبة من قاعة المحكمة وهاجمت الكاتبات اللائي اتهمنها، وهن جالسات علي الأريكة في الممر وقالت: "لا أسامحكن إلي أبد الآبدين، في يوم الكيبور أيضا يحدث هذا! سوف تضطررن لزيارة قبري لطلب مغفرتي. كي يحفظكن الرب من اللعنات التي ألعنكن بها.... أنتن متدينات؟ أنتن غير متدينات." أما شبيرو فقد قالت في حوار أنها في الماضي تعودت علي أن تترك لريجن كل عشية عيد الكيبور المقدس رسالة في الأنسر ماشين في بيتها تقول: "اليوم عشية يوم الكيبور، وأنا لا أغفر لك." وتوقفت عن هذا عندما رأت أن ريجن لا ترد. ميخال تال كانت أول من رفع الدعوي. ادعت في عام 2007 أن ريجن قد نقلت تيمات وأفكارا من كتابها "الأسد والصليب"، والمنشور في الولاياتالمتحدة، وربطتها بروايتها "في يديك أترك روحي." ثم توالت الدعوات، ادعت سارة شبيرو أن ريجن قد نقلت أجزاء كاملها من كتابها "أن أكبر مع أطفالي، يوميات امرأة يهودية"، وربطتها بكتابها "منحرفة"، والمنشور في الولاياتالمتحدة، وطلبت منها مليون شيكل تعويضاً. وقبل عدة أشهر تقدمت سوزي روزنجرتن، بدعوي ضدها أيضا لقولها أنها استغلت قصتها الشخصية في كتاب "الفداء بتامار"، وطلبت تعويض مليوني شيكل ونصف. ريجن نفسها _ والتي تحكي رواياتها عن علاقات محرمة خارج إطار الزواج - رفضت هذه الاتهامات وادعت أنها مطاردة علي يد عناصر مختلفة في المجتمع الحريدي الذي يعادي كتابتها لكونها تناول تابوهات ومحرمات يحظر تناولها من وجهة نظر اليهود المتدينين. ريجن هي واحدة من أكثر الكاتبات نجاحا في سوق النشر الإسرائيلي وفي السوق اليهودي خارج إسرائيل. والأعمال الثلاثة محل الدعوي هي من الأعلي مبيعا.