إتهم أستاذ أكاديمي مرموق الأدباء البريطانيين بأنهم متغطرسين ومحبين لذواتهم، رافضا تصوير أيان ماكيوان وسلمان رشدي وغيرهم من الكتاب كعمالقة أدبيين، بزعم أن صورتهم الذهنية لدي الناس ربما تكونت نتيجة إلحاح النخبة الأدبية. وفند جابريل جوسيبوفيسي أستاذ الأدب المقارن بجامعة أكسفورد الذي يعتبر من أهم الأكاديميين البريطانيين في كتاب يصدر قريبا عن دار نشر "راندوم هاوس"، بالتفصيل رأيه معتبرا أن قادة الأدباء البريطانيين المعاصرين، مثل سلمان رشدي وأيان ماكيوان، و جوليان بارنز، غير جديرين بالأوسمة التي حصلوا عليها، في هجوم صريح وصف خلاله عمالقة الرواية الإنجليزية الحديثة بالتباهي كتلاميذ بالمدارس الإبتدائية، ومن المتعذر التمييز بين أحد منهم والآخر في المجال والطموح، والحقيقة أن حصول مثل هؤلاء الأدباء علي جوائر يعتبر"لغزا". وأضاف جابريل: " هناك جمهور تعليمه سئ، تلقمه وسائل الإعلام، أن ذلك هو الفن العظيم، وعليه الإستمرار في لعقه" وهي وجهة نظر علي ما يبدو مشتركة مع آخرين، علي سبيل المثال آخر عروض مارتين إيمز و ماكيوان و رشدي كانت من بين الأعمال المستبعدة من القائمة الطويلة للبوكر هذا العام، كما قال جابريل:"نحن في فترة غاية في البوار"، مطلقا علي الرواية الإنجليزية المعاصرة أنها:"مخيبة للآمال بشكل كبير، مع إفتقار الصلة مع الأجداد من الرواد، أن قراءة بارنز مثل القراءة لكثير من الأدباء الإنجليز من جيله: مارتين إيمز و ماكيوان، تجعلني أشعر أنني و العالم من حولي أصبحنا أصغر حجما و أكثر وضاعة، المفارقة التي تصنع في البداية إبتسامة واحدة، دقة اللغة التي كانت مرضية، التهكم الذي كان يستخدم فقط من أجل إفساد الطموح، تحول في النهاية إلي ما يشبه الإنقباض الفظيع، والخوف من الانفتاح علي العالم، أتعجب، رغم ذلك، من أين جاءت تلك البراعة البرجوازية التافهة، ذلك الرعب من أن لا تصبح مسيطرا، تلك رغبة تلميذ في التفاخر و أن يكون صادما". وأضاف: مثل تلك العيوب كانت أقل وضوحا في الإيرلندية و الأمريكية و الكتابة الأوروبية، رواية لورانس ستيرنTristram Shandyفي الطليعة أكثر مما يطلق عليه الطليعة الآن، أديب مثل سلمان رشدي أخذ من ستيرن كل الحيل دون تمييز للغموض المحيط بها، تحس أن رشدي مجرد متباه عن كونه يمنحك الحس بالإستكشاف الأصيل". و يأمل جابريل أن يعرض في كتابه" ماذا جري للحداثة؟" الذي سوف يثير نقاش واسع النطاق حول تقييم الأدب الإنجليزي الحديث، أنه بينما هناك روايات عظيمة تتعامل مع أحداث معقدة لما وراء الفهم التام لكلا من الشخصيات و القراء،نجد الكثير من الأعمال المعاصرة تتبع حبكات روائية تقليدية، مع نهايات متقنة،.....جميعهم يروون قصصا بطريقة جيدة الصنع، لكن ذلك يكاد يكون الجانب الأكثر كآبة، حرفة بعناية تبدو لي غاية في الخواء"، وأشار إلي رواية"راحة الغرباء" لماكيوان، بأنها قصة من السهل قراءتها إلا أنها تفتقر الإحساس بالقدر، تأتي من عوالم أخري مقترحة، إلا أنها كاذبة فيما وراء الكلمات، عكس ما شهدته من خلال بروست أو هنري جيمس فإن قراءة ماكيوان هي مجرد تمضية وقت"، وأضاف:"مثل تلك الروايات تفتقر إلي الرؤية، وتتصف بضيق الأفق، وعندما تنتهي من قراءتها تجد نفسك تقول: وماذا بعد؟ وذلك مختلف جدا عن تجربة قراءة"بارتلباي" لهيرمان ميلفيل، التي تعصرك إعتصارا، أو"الورثة" لويليام جولدينج"، و يسلم من انتقاداته فيليب روث الذي قال عنه:" إنه في أغلب الأوقات في جعبته الكثير،و لم يشك أبدا في صحة ما يفعله، أو قدرته علي إيجاد لغة ملائمة لما يحتاج قوله، وكنتيجة لذلك، أعماله ربما تكون مضحكة، و مثيرة للتفكير، لكنه كصحفي جيد فقط يمكنه أن يصبح مضحكا و مثيرا للتفكير"، وأضاف:" عموما، بينما أمثال كافكا المصابين بعدم الثقة بالذات، بدت نظائره الحديثة متغطرسة و راضية عن نفسها، فإن أقل ما يقال حول ذلك إنه شئ محزن".