ذهبت أمس، الثلاثاء، إلى أحد أقسام الشرطة لكى أحرر محضراً لسرقة الموبايل الخاص بى، واستقبلتنى نظرات استغراب من الجميع، كأنه ليس من حقى تحرير محضر لضياع أى شىء. ثم نظرت حولى، وشاهدت غرفة واسعة جداً بها منضدة طويلة على شكل حرف L، يجلس خلفها أكبر رتبة عسكرية، وهو البيه المأمور، يليه الضابط، ثم أمناء الشرطة. وقفت أمام البيه الضابط، وطلبت منه أن أحرر محضرا، فنظر إلى باستغراب تام وقالى لى "نعم"، فأعدت عليه الكلام مرة أخرى، "أريد أن أحرر محضرا لضياع تليفونى المحمول الخاص بى"، فقال لى "طيب"، ظللت واقفة أمامه إلى أن "يحن على" ويحرر لى المحضر. ودخل شخص أعتقد أنه سحبت رخصته، ووقف أمام الأمين لكى يحرر له محضرا، وأعتقد أن المواطن كان معه توصية من أحد المعارف لأمين الشرطة، وكان على يمين البيه الأمين، درج وبعد أن حرر الرجل المحضر بخصوص الرخصة، أعطاه الأمين المحضر بالرخصة ليذهب ويدفع الغرامة لكى يستعيد الرخصة، وعندما مد الرجل يديه ليأخذ صورة المحضر من الأمين، أعطاه مبلغا من المال ووضع فى الدرج الذى بجانبه، ودخل مواطن غيره له نفس المشكلة، فتكرر نفس المشهد، وغيره وغيره وغيره، وأنا أقف أمامه أراقب ما يحدث فى قسم الشرطة، ثم قالى لى "نعم"، لم أرد من دهشتى لما رأيته، ثم أعاد على السؤال مرة أخرى، ماذا تريدى، قلت له "أريد أن أحرر محضرا". وبعد أن حرر المحضر، طلبت منه صورة من المحضر لكى أبلغ شركة المحمول، قالى لى "حضرتك لازم الأول تعملى طلب للمأمور فى الغرفة المجاورة، وتدفعى رسوم الطلب علشان تأخذى صورة من المحضر"، وبالفعل دخلت الغرفة المجاورة له وقلت "أنا عاوزة طلب علشان أحصل على نسخة من المحضر"، رد على شخص "تعالى هنا"، وتكرم وأعطانى نصف ورقة لكى أكتب الطلب، قلت له ماذا أكتب، فقال "سأكتبه أنا" وكتبه لى، ثم قال لى "أى خدمة يا آنسة"، قلت له "متشكرة".. وأعاد على الجملة مرة أخرى لا أعرف لماذا، ثم مضيت فى طريقى لكى أدفع الرسوم، ودخلت مرة أخرى إلى الأمين لكى أعطيه الوصل لأحصل على نسخة من المحضر، وبالفعل حرر لى نسخة من المحضر وانتظرت لكى يختمها لى البيه المأمور، وبصراحة كان راجل فى منتهى الذوق وختم لى المحضر وذهبت. ومضيت فى طريقى، ثم سألت واحدة صحبتى على ما أراه فى القسم أمام أعين المأمور والضابط قالت "لا ده عادى أصل ده الشاى بتاعهم".. وواضح أنهم بصراحة بيشربوا شاى كتير.
