تضارب التصريحات حول مكان أول محطة نووية مصرية لا يزال قائما، بعد ما نسب للدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، باستبعاد الضبعة لإقامة المحطة النووية. وقال الدكتور أجثم أبو العلا، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، إن الدكتور حسن يونس لم يقل ذلك فقط، بل قال إن دراسة أكثر من مكان أمر مهم، لأن مصر تحتاج لأكثر من محطة نووية، وليس من المنطقى أن تقام جميعا بالضبعة، لذلك يتم الآن دراسة أربعة أماكن أخرى لإقامة المحطات النووية المطلوبة، أما الضبعة فمن المقرر أن يتحدد مصيره خلال 6 أشهر من الآن. من جانبها، أكدت دكتورة عصمت هانم على، أستاذ الأمان النووى وتصميم المفاعلات، أن مشروع الضبعة الذى تكلف نصف مليار جنيه فى دراسات منذ الثمانينات هو الأنسب لإقامة مفاعل نووى، وأضافت أن بناء مفاعل فى منطقة بها معوقات جيولوجية وجغرافية ممكن، ولكن بتكلفة أكبر بكثير، وأشارت أنه من المهم إنشاء 6 محطات نووية على الأقل لإنتاج الطاقة، ولابد من إنشاء محطتين على أرض الضبعة بشكل مبدئى، ثم دراسة مواقع بديلة لإقامة سائر المحطات، وحذرت من التباطؤ فى المشروع، لأن هناك نقصا فى الطاقة خلال الفترة القادمة، وعملية بناء المحطة الواحدة تستغرق 7 سنوات. وعن عدد المحطات النووية التى تحتاجها مصر، قال الدكتور محمد طه القليلى، رئيس هيئة الطاقة الذرية، نحتاج حوالى 20% من الطاقة المنتجة يكون مصدرها محطات نووية، وذلك ليس من باب الرفاهية، ولكن لأن ذلك هو البديل الحتمى، فمصادر الطاقة فى مصر تنضب ونحن فى أمس الحاجة للبديل النووى فى ظل استحالة إقامة محطات مائية لتوليد الكهرباء على مجرى النهر، كما أن الطاقة الشمسية باهظة الثمن، ولن تستطيع مع الوقت أن تفى بالمتطلبات اللازمة، وما يجب أن نضعه فى الاعتبار هو أن المحطة النووية المزمع إقامتها لن نستطيع الاستفادة من إنتاجها قبل 10 سنوات على الأقل، وما نأمل إنتاجه من الطاقة حوالى 4000 ميجاوات بواسطة أربعة مفاعلات فى المحطة الواحدة". دكتور رشاد القبيسى، الرئيس السابق للمركز الدولى للأسلحة النووية فى الأممالمتحدة، قال بأن مشروعنا النووى تأخر جدا، ونحن نعلم أن هناك تأخيرا تحكمه ظروف تخرج عن إرادتنا بسبب ضغوط سياسية دولية وهناك تأخر نحن المسئولون عنه وهو جرم نرتكبه فى حق أنفسنا، فحاجتنا للطاقة أكثر من ملحة، وإقامة محطة نووية ليس فقط بهدف إنتاج طاقة، ولكن من أجل تحلية مياه البحر، "فالمصريون سوف يقفون طوابير من أجل الحصول على حصتهم من الماء الذى سيوزع على بطاقات التموين، وأقولها بصراحة نحن لسنا جديين فى مشروعنا النووى، وإلا فلماذا لم يحدد فى ميزانية الدولة شىء للمحطات النووية؟". من جانبه، أكد محمود بركات، الرئيس السابق للهيئة العربية للطاقة الذرية، أن البرنامج المعلن هو إقامة من 8 إلى 10 محطات خلال 20 عاما، وللأسف ليس واضحا أننا نمشى بخطوات فعلية لتحقيق هذا البرنامج. وأضاف "بركات" أن كل محطة تحتوى على أربعة مفاعلات تنتج 4000 ميجاوات من الطاقة، وبالنسبة للضبعة أقولها للمرة الأخيرة "المستثمرين عايزين يخربوا البلد وياريت يبعدوا عننا إحنا مش محتاجين سياحة إحنا هنموت من غير طاقة".