أنهى سام مرسي لاعب وسط فريق إيبسويتش تاون، رحلة عمرها 14 عامًا، بحث فيها عن الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الحلم الذي تحقق من بوابة ناديه الحالي، عقب احتلاله المركز الثاني في جدول ترتيب مسابقة التشامبيونشيب. ولد سام مرسي في العاشر من سبتمبر عام 1991، لأب مصري وأم إنجليزية، حيث هاجر والده سيد مكاوي إلى مدينة وولفرهامبتون، لينشأ اللاعب المصري في إنجلترا، ويبدأ رحلته الكروية مع أكاديمية نادي وولفرهامبتون واندرز. ورحل سام عن كتيبة الذئاب، لينتقل إلى صفوف فريق الشباب بنادي بورت فايل، ثم تم تصعيده لصفوف الفريق الأول بالنادي عام 2009، قبل أن يشارك في مباراته الرسمية الأولى مع بورت فايل عام 2010، كبديل ضد لينكولن سيتي. وخلال فترة تواجد سام مع بورت فايل، حصل على جائزة أفضل لاعب شاب بالنادي مرتين، واتخذ في عام 2013 خطوة آخرى بمسيرته، عقب الانتقال لصفوف فريق تشيسترفيلد، والذي قصى معه 3 مواسم، توج خلالها بلقب دوري الدرجة الرابعة في إنجلترا، وحصل على جائزة لاعب العام في ناديه. انتقل سام مرسي لصفوف نادي ويجان، في الميركاتو الشتوي لعام 2016، ثم انضم لصفوف بارنسلي في الصيف التالي على سبيل الإعارة، ثم عاد لفريق ويجان، ليرتدي شارة القيادة بداية من موسم 2017-2018. قاد سام مرسي فريق ويجان للفوز بلقب دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي (الليج وان) موسم 2017-2018، ورحل عن النادي إلى ميدلزبره في عام 2020، ليحط الرحال أخيرًا مع فريق إيبسويتش تاون، الذي حقق معه حلمه بالصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، بعد رحلة شاقة في الدرجات الأدنى. خاض سام مرسي موسمًا تاريخيًا مع إيبسويتش تاون، لعب خلاله 42 مباراة من أصل 46 هذا الموسم في التشامبيونشيب، وغاب عن أربع لقاءات فقط بداعي الإيقاف. وقدم سام مرسي 5 تمريرات حاسمة، وسجل 3 أهداف، أحدها قاد به إيبسويتش لانتصار قاتل على واتفورد، ليحصد جائزة لاعب الموسم في صفوف فريقه الصاعد حديثًا للبريميرليج. وفي الوقت ذاته خلال رحلته بالدوري الإنجليزي، فاجئ سام مرسي الجميع باهتمامه بتمثيل منتخب مصر، والذي انضم لصفوفه لأول مرة عام 2016، في عهد المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، مشيرًا إلى أن والده هو الذي دفعه لذلك منذ كان طفلًا. تواجد سام مرسي في قائمة منتخب مصر بمونديال 2018، رغم عدم مشاركته مع الفراعنة ببطولة أمم أفريقيا حتى الآن، وشارك كبديل في مواجهة أوروجواي بكأس العالم، وقدم أداءً دفاعيًا جيدًا، ورغم الخروج من الدور الأول لكنه كان حريصًا على الاعتذار للجماهير عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقًا)، كما أشاد بمجهود زملائه لاعبي المنتخب الوطني. لم يتقن سام مرسي اللغة العربية بعد، لكنه كان حريصًا على أخذ بعض الدروس لتطوير مستواه خلال فترة التحاقه بمعسكرات الفراعنة، ومنذ ذلك الوقت أصبح مهتمًا بأخبار المحترفين المصريين، وأكد أن تمثيل منتخب مصر شرف له في كل اللقاءات التي شارك بها. حرص سام على دعم محمد صلاح في مختلف مباريات ليفربول، عبر حسابه على منصة إكس، كما أشاد بصفقة انتقال محمود تريزيجيه لصفوف أستون فيلا في وقت سابق، واحتفل بصعود منتخب مصر لربع نهائي أولمبياد طوكيو، وبأحد انتصارات مواطنه المصري عمر عصر نجم تنس الطاولة. وعلى الصعيد الكروي، يتفاعل سام مرسي مع الأحداث الرياضية بشكل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تظهر حبه لبول بوجبا لاعب وسط منتخب فرنسا، وإشادته الدائمة بالألماني إلكاي جوندوجان الذي يعتبره أكثر لاعب لم يحصل على الإشادة الكافية مقارنة بما يستحق. كما علق اللاعب المصري صاحب ال 32 عامًا، على مشادة نجوم تشيلسي حول ركلة الجزاء أمام إيفرتون، مشيرًا إلى أن تسديد كول بالمر المتخصص في الركلات كان الخيار الأفضل، ومشيرًا إلى بوتشيتينو يحتاج للسيطرة على لاعبي البلوز. ويتمتع سام مرسي بمواقف إنسانية رائعة، فوالده كان قد بنى مسجدًا اسماه الرحمة في مدينة وولفرهامبتون، وهو تكفل برعاية عائلة مكونة من 4 أشخاص، ومنحهم تذاكر موسمية لحضور مباريات إيبسويتش تاون. انتزع سام مرسي احترام الجماهير، بحرصه على متابعة القضايا المصرية والعربية، والتعاطف مع الشعوب دائمًا، منذ تهنئة منتخب الجزائر بلقب أمم أفريقيا 2019، ومدحه لعملية التنظيم من الجانب المصري، وقيامه بالتعبير عن رفضه للإساءات العنصرية في الملاعب الإنجليزية، عبر حسابه على إنستجرام في الوقت ذاته. ركز سام كذلك على دعم القضية الفلسطينية، منذ عام 2021 وحتى الآن، لم يتوقف عن نشر رسائل دعم للشعب الفلسطيني، الذي تلقى منه عدة اتصالات عقب تأهله إلى بريميرليج، ما جعل دموعه تنهمر حسبما وصف في تصريحات تلفزيونية عقب الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز.
