ما حدث في الذكرى الرابعة للثورة وما تلاه من أحداث إرهابية هنا وهناك، ورغم أجواء الحزن التي تغمرنا في مصر والعالمين العربى والإسلامى لرحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حكيم العرب وجامع شملهم ومانح دعمه لمصر بلا حدود.. لكن من خرجوا للشارع احتفالًا أو تحديًا لسلطات الدولة لا يعرفون للموت جلالًا ولا حرمة، رغم إعلان الحكومة إلغاء احتفالاتها بذكرى الثورة احتراما لمشاعر أشقائنا السعوديين ومشاركة لأحزانهم، وذلك هدف إنسانى نبيل.. أليس ما حدث من تفجيرات إرهابية خسيسة في سيناء مخطط لها بعناية توقيتا وتنفيذًا، يؤكد أننا مازالنا نخوض حربًا شرسة ضد إرهاب أسود مدعوم من الخارج والداخل. لقد صالت وجالت الجماعة الإرهابية في الشارع رغم قلة أعدادها وضآلة حشدها.. وعاثت هذه القلة فسادًا يضرب بعضهم بالخرطوش من يلقاه في طريقه كما شهدنا على شاشات التلفاز؛ فأصابت من أصابت وقتلت من قتلت.. ورغم أن بؤر الإخوان معروفة سلفًا لدى حكومة محلب فإنها تراخت في التعامل معها بعصا القانون، والحزم الواجب لا لشيء إلا لأنها تحذر أو تخشى الإعلام والصحافة الغربية وبعض المنظمات الحقوقية المشبوهة التي لا تجرؤ على أن تنبس ببنت شفة إذا فعلت فرنسا وغيرها من دول الغرب ما تراه مناسبًا للحفاظ على أمنها القومى في وجه الإرهاب. الحسم في تطبيق القانون واتخاذ الإجراءات الوقائية ليسا ضد دولة القانون في شيء، وليسا خروجًا على مبادئ الثورة، فكيف يتحقق العيش دون استقرار وكيف يأتى الاستثمار والسياحة دون أن يفرض القانون سطوته على الجميع جماعات وأفرادًا.. وكيف تتحقق الحرية في ظل انفلات يطبق فيه كل فصيل قانونه الخاص ورؤيته الضيقة دون احترام الدستور الذي تراضت عليه الأغلبية.. كيف تأتى العدالة في ظل الفقر.. فهل تريدون يا دعاة الثورة عدالة الفقر أم تراهنون على غضبة الشعب حين يأكل الجوع أمعاء سواده الأعظم.. علام يراهن الإخوان ومن لف لفهم.. ولماذا يصرون على تعطيل الدولة أطول وقت ممكن.. هل تريد الشوشرة على المؤتمر الاقتصادى العالمى المزمع عقده في مارس المقبل بشرم الشيخ.. هل تهدف لإرسال رسائل للخارج مفادها أن الفوضى والاضطرابات لا تزال تضرب مصر؟ إنها الحرب الشاملة التي تخوضها الجماعة الإرهابية وحلفاؤها في الداخل والخارج ضد شعب مصر. أبدًا أبدًا.. لن ينجحوا وسننتصر بإذن الله بوحدتنا وتماسكنا ووقوفنا صفا واحدًا خلف جيشنا وشرطتنا.