تأكد الخبر الذي أذاعته جماعة الإخوان عن مقتل عمار نجل مرشد جماعة الإخوان د. محمد بديع في محيط مسجد الفتح.. ونحن من الناحية الإنسانية نعبر عن أسفنا وحزننا البالغ لهذا الحدث الجلل قدر أسفنا وحزننا علي كل من سقط شهيداً في هذا القتال الذي لا معني له ولا هدف سوي إسقاط مصر. نحزن لمقتل عمار كما حزنا واعتصر الألم قلوبنا لمئات أو آلاف القتلي من أبناء مصر سواء أكانوا من المنتمين للإخوان وهم قلة مقارنة بباقيپالشهداء أو من غير المنتمين لهم من أبناء الوطن الذين سقطوا في هذه المعمة دون ذنب جنوه. لاشك أن المرشد الدكتور محمد بديع والسيدة حرمه حزينان أشد الحزن علي فقد ابنهما وفلذة كبدهما. ولا يشعر أحد بمقدار هذا الحزن سواهما شأنهما شأن أي أبوين مصريين أو حتي غير مصريين يفقدان ابنهما لسبب من الأسباب.. وأرجو أن يكون كل منهما قد عرف مقدار الحزن والألم الذيپأصاب آباء وأمهات كل من لقي حتفه في المظاهرات التي دعت إليها جماعة الإخوان وأججتها حتي تحولت إلي معارك بالسلاح. لقد رأينا رأي العين علي شاشات التليفزيون كيف أن أعداداً كبيرة من متظاهري الإخوان كانوا يحملون الأسلحة الآلية ويصوبونها بعشوائية علي المواطنين الأبرياء.. ورأينا أحدهم يقنص ببندقية آلية سكان البيوت الآمنين في منازلهم.. ورأينا كيف تم قتل وذبح ضباط وجنود مركز شرطة كرداسة وكيف تم التمثيل بجثثهم بطريقة وحشية لا يقدم عليها وحش كاسر في غابة!! لو عددنا الكوارث التي تسببت فيها جماعة الإخوان خلال مظاهراتها واعتصاماتها ما وسعتنا هذه المساحة.. ويكفيپالشهداء الذين يسقطون من الشرطة يومياً في سيناء علي أيدي الجماعات الإرهابية التي اعترفت الجماعة علي لسان أحد قادتها أنهم تابعون لها.. وان زمام هؤلاء الإرهابيين في أيدي الجماعة يأتمرون بأمرها. فيقتلون إن أمرتهم بالقتل ويمتنعون إن أمرتهم بالكف عن هذه الأعمال الإجرامية. مما لا شك أيضاً ان جماعة الإخوان سقط منهم قتلي كثيرون ولا شك أيضاً ان معظمهم ممن جلبتهم الجماعة بطريقة أو أخري ووضعتهم في صدارة المشهد.. فقد جاءوا بلا قضية وانتقلوا إلي رحاب الله ضحايا بلا قضية. الحزن يملأ قلوب المصريين جميعاً فيپكل مكان.. والكل يتمني بل ويدعو الله ان تضع هذه الحرب غير المبررة أوزارها. فقد امتد أوارها إلي كل بيت وكل أسرة وكل مواطن وانعكست آثارها علي كل مرافق الدولة وأصابت إنتاجها واقتصادها في مقتل. ونرجو ان يكون هذا الحزن قد شعر به قادة وكوادر جماعة الإخوان.. فابن المرشد هو ابننا جميعاً.. ويجب أن يكون كل الأبناء الذين سقطوا من المواطنين أو من الشرطة هم أبناء المرشد وأبناء الجماعة. لو شعر قادة الجماعة وكوادرها بالأسف عليپالأقل للشهداء الذين سقطوا ووقر ذلك في قلوبهم حقيقة لراجعوا أنفسهم وندموا علي أنهم تسببوا في كل هذا الحزن والألم الذي اعتصر قلوبنا وعادوا إلي الصف الوطني يضعون أيديهم في أيدي أبناء الشعب علي أسس جديدة وقوية لبناء نظام ديمقراطي سليم لا يتحكم فيه فصيل في المجموع ويكون الأداء لصالح الوطن والشعب لا لصالح فئة معينة. هل شعر الإخوان بالحزن؟! هل تأثروا لمقتل الشهداء وبينهم عمار محمد بديع؟ هل ستصحو ضمائرهم؟! هل سيعملون علي أن تكون مصلحة مصر فوق مصلحة الجماعة؟! هل سيفوتون الفرصة علي المخطط الذي يحاك ضد مصر؟! هل سيبرئون ذمتهم من كل نقطة دم تسيل علي أرضها؟! هل سيضعون أنفسهم في مسيرة التاريخ المجيد لهذا الشعب؟! أم سيكونون خارج إطار هذا التاريخ؟! الأمر بأيدهم أولاً وأخيراً.. وارجو أن يدركوا ان مصر الدولة والعشب والتاريخ لن تسقط أبداً ولن تنهزم أبداً مهما تكالب ضدها الأعداء. رحم الله عماراً ابن المرشد ورحم جميع شهدائنا الأبرار.