في لحظة فارقة من تاريخ أمة اختارت التقدم والريادة عن التقزم والتبعية، بين دولة الإصلاح ودولة الفساد، نرى أنقاض نظام قبل أن يتحول إلى ركام، نظام ظل يعافر ويصارع للبقاء، بعد ثورة شعب بات يتطلع إلى الحرية والعيش والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، هذا النظام عاش حبيس الموت لعدة أعوام بقرار من أصحاب الشأن المعني بهم اتخاذ القرار. هذا النظام ظل يعمل لقرابة ثلاثين عاما على تقويض الدولة بحزمة من الإجراءات والقرارات والقوانين التي تصب في صالح السلطة وطبقة رجال الفساد والاستبداد، دون مراعاة لمصالح غالبية أبناء الوطن، ومحدودي الدخل من كل سبل الكرامة والحياة. هو نظام أفسد كل معالم الحضارة والتقدم والرقي لهذا الوطن العريق، فهجر العلماء والمخترعين وجرف عقول شباب الوطن من كل القيم والمبادئ والأخلاق، حتى باتوا كالحجارة الصماء. هذا النظام ينتظر بلهفة يغلفها الشغف للعودة للحياة بعد أن سلبته الثورة كل أدوات السلطة والقمع والاستبداد، ينتظر بمكر لينقض على مقدرات ومكتسبات دولة بأكملها ،فيفتك بها ويقتات على مدخراتها ومواردها، ليدمر حاضرها ومستقبلها. أيها السيدات والسادة أصحاب هذا النظام، لقد أصبح لهذا البلد شعب يقرر مصيره، شعب يحدد حاضره ومستقبله، شعب يتطلع بشغف نحو حاضر أفضل وغد مشرق، شعب يتطلع للحرية والعيش والكرامة الإنسانية، لقد أصبح لهذا البلد قائد وزعيم، هذا الرئيس لن يعطي قبلة الحياة لنظام أفسد حياة أجيال حاضرة وأجيال قادمة، استبد بثروات وموارد دولة بأكملها لصالح طبقة بعينها. لقد أصبح لهذا البلد دستور يحكم أمره، لن يعطي فرصة لأشخاص جدد لتتضخم ثرواتهم على حساب الشعب الغلبان، لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه أو يعمل لإعلاء مصلحة هذا البلد في ظل فترة حكمكم واستبدادكم بهذا الوطن العظيم، ولذلك نحن أصحاب الشأن المعني بهم اتخاذ القرار، لم ولن نمنحكم قبلة الحياة لتعودوا من جديد على حساب كرامة هذا الشعب وهذا البلد.