الأقوى في شبه الجزيرة الكورية، زلزال يضرب جنوب غربي سيئول    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    الأصعب لم يأت بعد.. الأرصاد تحذر من ارتفاع الحرارة اليوم    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    هل توقفت المصانع عن إنتاج الذهب عيار 14؟ رئيس الشعبة يوضح    جدول مباريات اليوم الأربعاء.. الجولة الرابعة من الدورة الرباعية المؤهلة إلى الدوري المصري    محاكمة عصام صاصا في اتهامه بتعاطي المخدرات ودهس عامل.. اليوم    دون إصابات.. إخماد حريق عقار سكني بالعياط    ET بالعربي: "خطوبة شيرين عبد الوهاب على رجل أعمال.. وحسام حبيب يهنئها    ارتفاع أسعار النفط وسط تفاؤل بزيادة الطلب    «مشكلتنا إننا شعب بزرميط».. مصطفى الفقي يعلق على «نقاء العنصر المصري»    تتخطى ال 12%، الإحصاء يكشف حجم نمو مبيعات السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان الاقتصاد والإحصاء.. اليوم    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    حكم الشرع في خروج المرأة لصلاة العيد فى المساجد والساحات    عاجل- أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم الأربعاء 12-6-2024    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    تأثير التوتر والاكتئاب على قلوب النساء    أورسولا فون دير لاين تحصل على دعم ممثلين بارزين بالبرلمان الأوروبي    مقتل طفل وعدد من الإصابات في قصف إسرائيلي لمنزل في رفح    أوروبا تعتزم تأجيل تطبيق أجزاء من القواعد الدولية الجديدة لرسملة البنوك    حبس شقيق كهربا 4 أيام لاتهامه بسب رضا البحراوي    العثور على جثة شخص مشنوق بالطريق الصحراوي بالكيلو 17 العامرية بالإسكندرية    رئيس الأساقفة جاستين بادي نشكر مصر بلد الحضارة والتاريخ على استضافتها    فيديو صام.. عريس يسحل عروسته في حفل زفافهما بالشرقية    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    رئيس لجنة المنشطات يفجر مفاجأة صادمة عن رمضان صبحي    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي    أيمن يونس: أحلم بإنشاء شركة لكرة القدم في الزمالك    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    رؤساء مؤتمر الاستجابة الطارئة في غزة يدينون عمليات قتل واستهداف المدنيين    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول طبق من الفول بالطماطم    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج ب عيد الأضحى: كل عام وأنتم بخير    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    هل الأضحية فرض أم سنة؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    بيمكو تحذر من انهيار المزيد من البنوك الإقليمية في أمريكا    ظهور حيوانات نافقة بمحمية "أبو نحاس" : تهدد بقروش مفترسة بالغردقة والبحر الأحمر    ليست الأولى .. حملات المقاطعة توقف استثمارات ب25 مليار استرليني ل" انتل" في الكيان    رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2024 في 5 محافظات    يوسف الحسيني: القاهرة تبذل جهودا متواصلة لوقف العدوان على غزة    63.9 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    رئيس جامعة الأقصر يشارك لجنة اختيار القيادات الجامعية ب«جنوب الوادي»    رمضان السيد: ناصر ماهر موهبة كان يستحق البقاء في الأهلي.. وتصريحات حسام حسن غير مناسبة    تريزيجية: "كل مباراة لمنتخب مصر حياة أو موت"    حازم إمام: نسخة إمام عاشور فى الزمالك أفضل من الأهلي.. وزيزو أفيد للفريق    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    رويترز عن مسئول إسرائيلي: حماس رفضت المقترح وغيّرت بنوده الرئيسية    أثناء اللهو والهروب من الحر.. مصرع شخص غرقًا بمياه النيل في المنيا    وزير الخارجية الجزائري يبحث مع أردوغان تطورات الأوضاع الفلسطينية    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية بلة المستجدة ببني مزار    شيخ الأزهر لطلاب غزة: علّمتم العالم الصمود والمثابرة    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وطن علي‮ ‬حافة الهاوية

دعوات العصيان المدني‮ ‬تنتشر والرئيس‮ '‬لا‮ ‬يسمع‮ .. ‬لا‮ ‬يري‮ .. ‬لا‮ ‬يتدخل‮'!!‬
المصريون انتظروا الحرية فجاءهم نظام أكثر استبدادًا
فشل المستعمر الإنجليزي‮ ‬في‮ ‬إحداث الفرقة بين المصريين وفعلها الرئيس
هناك مخطط لإسقاط الشرطة بالصدام مع الشارع والهدف قيام‮ '‬شرطة الميليشيات‮'!!‬ المعركة ضد الجيش‮ '‬ممنهجة‮'‬،‮ ‬والخطر لايزال قائمًا
كأن الرئيس ليس معنيًا بشيء‮..‬
العصان المدني‮ ‬يتصاعد،‮ ‬ينتقل من بقعة إلي‮ ‬أخري،‮ ‬قطع للطرق،‮ ‬تعطيل للمصالح والمصانع والشركات والمؤسسات الاستراتيجية،‮ ‬وسائل المواصلات والاتصالات تكاد تتوقف في‮ ‬العديد من هذه المناطق،‮ ‬حياة الناس في‮ ‬خطر،‮ ‬ولا أحد‮ ‬يسأل‮.. ‬ما هي‮ ‬الحكاية بالضبط؟‮!‬
ثلاث مدن استراتيجية هامة،‮ ‬معرضة للخطر والعزلة،‮ ‬الناس ثائرة،‮ ‬تعلن عن رفضها لما‮ ‬يجري،‮ ‬تتحدي‮ ‬الرئيس ومؤسسات الدولة،‮ ‬العصيان المدني‮ ‬دخل‮ ‬يومه الثامن في‮ ‬بورسعيد،‮ ‬ولا أحد‮ ‬يجرؤ علي‮ ‬مناقشة الأمر،‮ ‬أو القيام بزيارة إلي‮ ‬هناك،‮ ‬والجلوس مع الناس،‮ ‬ومعرفة ماذا‮ ‬يريدون؟‮!‬
في‮ ‬زمن‮ ‬يصبح فيه الكرسي‮ ‬هو العنوان،‮ ‬لا تسألني‮ ‬عن ردود الفعل،‮ ‬عن الإحساس بالآخر،‮ ‬عن الوطن والحدود،‮ ‬عن الجغرافيا والتاريخ،‮ ‬عن شعب انتظر طويلاً،‮ ‬وعندما ثار راح‮ ‬يتساءل في‮ ‬حسرة،‮ ‬ولماذا كانت الثورة،‮ ‬إذا كان هذا هو الحال؟‮!!‬
منذ أن جاء الرئيس مرسي‮ ‬إلي‮ ‬سدة الحكم،‮ ‬راح‮ ‬يعاملنا بلغة التخويف والإرهاب،‮ ‬العند والاستبداد،‮ ‬الانتقام وتصفية الحسابات،‮ ‬كأن بينه وبيننا ثأرًا دفينًا،‮ ‬كثيرون هللوا له،‮ ‬وقفوا إلي‮ ‬جانبه،‮ ‬لكنهم الآن‮ ‬يطلون من شاشة التلفاز،‮ ‬أو‮ ‬يقفون عند نواصي‮ ‬الطرق،‮ ‬ويحتشدون في‮ ‬المظاهرات،‮ ‬ويبدون الندم علي‮ ‬وقفتهم،‮ ‬ويقولون‮ ‬ياليت التاريخ عاد بنا‮!!‬
هنا أمام دار القضاء العالي،‮ ‬وفي‮ ‬الميادين،‮ ‬يقف شباب الثورة،‮ ‬يطلقون الهتافات مجددًا،‮ '‬الجيش والشعب إيد‮ ‬واحدة‮' ‬ينادون الجيش لانقاذ الوطن،‮ ‬إنها لحظات ندم،‮ ‬علي‮ ‬هتافات نادت بسقوط‮ '‬حكم العسكر‮'‬،‮ ‬البعض وجهوا الإهانات إلي‮ ‬جيشنا العظيم وقادته،‮ ‬تحمل الجميع الإهانة في‮ ‬صمت،‮ ‬رفضوا الرد،‮ ‬دماء المصريين‮ ‬غالية عندهم،‮ '‬لن نتورط‮' ‬قالها المشير طنطاوي‮ ‬والفريق سامي‮ ‬عنان أكثر من مرة،‮ ‬لكننا حتمًا سنمضي،‮ ‬سنعود إلي‮ ‬الثكنات وجرح الكرامة‮ ‬يؤلمنا،‮ ‬سنمضي‮ ‬إلي‮ ‬نهاية الطريق،‮ ‬لنجري‮ ‬الانتخابات،‮ ‬ثم نسلم السلطة إلي‮ ‬من سيختاره الشعب‮.‬
ثمانية أشهر فقط مضت علي‮ ‬حكم الرئيس مرسي،‮ ‬إنها شهور ثقيلة،‮ ‬تميزت بحدة الصراع والاستقطاب،‮ ‬لقد نجح الرئي‮' ‬فيما فشل فيه المستعمر الانجليزي،‮ ‬عندما أطلق مبدأ‮ '‬فرق تسد‮'‬،‮ ‬حدث الانقسام بعد هذا الإعلان الدستوري‮ '‬اللعين،‮ ‬أصبحت مصر منقسمة،‮ ‬ضاعت لغة الحوار،‮ ‬واشتعل العنف بين الناس،‮ ‬أصبحنا ندمر مؤسساتنا بأيدينا،‮ ‬نؤذي‮ ‬أنفسنا بأيدينا،‮ ‬التاريخ سيكتب أن الإخوان دفعوا الناس إلي‮ ‬هذا السبيل،‮ ‬جعلوهم‮ ‬يكفرون بكل شيء،‮ ‬لا أمل لديهم في‮ ‬الاصلاح،‮ ‬ولا أمل لديهم في‮ ‬الحاضر أو المستقبل‮.‬
لقمة العيش اختطفت من بين أيديهم،‮ ‬فجأة أطلت عليهم وجوه،‮ ‬تمسك بالاقتصاد،‮ ‬تصبح هي‮ ‬صاحبة القرار،‮ ‬لا تسألني‮ ‬عن وزراء في‮ ‬ظل وجود خيرت الشاطر وحسن مالك وغيرهما،‮ ‬إنهم مفاتيح الاقتصاد الحقيقية،‮ ‬أصحاب الحل والعقد،‮ ‬يتعاملون مع الوطن كأنه سوبر ماركت،‮ ‬أو محل بقالة،‮ ‬أو عزبة من حقهم وحدهم أن‮ ‬يقرروا آليات العمل في‮ ‬ساحته‮.‬
بالأمس،‮ ‬كنا نعيب علي‮ ‬أحمد عز،‮ ‬نتهمه بأقذع الاتهامات،‮ ‬فما هو الجديد الآن،‮ ‬أحمد عز‮ ‬يطل علينا بوجهه من جديد،‮ ‬زواج السلطة بالثروة،‮ ‬الاحتكار،‮ ‬التحكم‮.‬
ياوليك إذا طالتك سهام الغضب،‮ ‬لا تسألني‮ ‬كيف سيجري‮ ‬الانتقام منك،‮ ‬وبأي‮ ‬وسيلة،‮ ‬فجأة قد تجد نفسك طرفًا في‮ ‬قضية،‮ ‬أي‮ ‬قضية،‮ ‬تخلق لك القضايا،‮ ‬أصبحنا في‮ ‬زمن التلفيق الكبير،‮ ‬بعد فترة‮ ‬يمكن أن تحفظ القضية أو‮ ‬يجري‮ ‬التفاهم معك،‮ ‬أو إذا قبلت بالخنوع والركوع‮.. ‬أما إذا لم تقبل فمصيرك السجن والتشرد‮.‬
لا تسألني‮ ‬عن القانون،‮ ‬ولا عن الأدلة،‮ ‬كل شيء جاهز‮ ‬ياباشا،‮ ‬لدينا جيوش منظمة تعمل من خلف ستار،‮ ‬ثم تدفعك إلي‮ ‬المقصلة،‮ ‬ودافع عن نفسك‮ ‬ياحدق‮!!‬
إنها دولة الخوف،‮ ‬حيث تغيب الضمائر،‮ ‬حيث التشهير،‮ ‬والإطاحة بكل الثوابت،‮ ‬كنا نعيب زمن مبارك،‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬يقول الناس،‮ ‬سيكتب التاريخ لمحمد مرسي،‮ ‬إنه دفع الناس إلي‮ ‬المقارنة بين زمنين،‮ ‬زمن ما قبل الثورة وبعدها‮.‬
يقول الناس كان الفساد موجودًا في‮ ‬زمن مبارك،‮ ‬لكننا كنا نجد لقمة العيش،‮ ‬كان الاستبداد هو العنوان،‮ ‬لكن مبارك ونظامه لم‮ ‬يكن‮ ‬يجرؤ علي‮ ‬الإطاحة بالدستور والقانون والاعتداء علي‮ ‬القضاء كما حدث في‮ ‬زمن مرسي‮.‬
كنا نشكو من وقائع تعذيب كانت تجري‮ ‬في‮ ‬أقسام الشرطة،‮ ‬لكننا الآن في‮ ‬زمن‮ '‬السلخانات‮' ‬والقتل والخطف والخوف والرعب والبلطجة وقطع الطريق‮.‬
كنا نختلف مع الحزب الوطني‮ ‬ورجاله،‮ ‬لكن الانقسام في‮ ‬زمن مبارك وحدة الاستقطاب،‮ ‬لم تصل أبدًا إلي‮ ‬ما وصلت إليه في‮ ‬زمن مرسي،‮ ‬زمن ثوار‮ .. ‬أحرار‮ .. ‬حنكمل المشوار‮!!‬
عشنا كذبة كبيرة،‮ ‬ومازلنا نعيش‮..‬
قلة هي‮ ‬التي‮ ‬حذرت من هذا السيناريو،‮ ‬لكن البعض تعمد الإساءة إلينا،‮ ‬قالوا أنتم تروجون للجيش ومجلسه الأعلي‮ ‬ليبقي،‮ ‬وجهوا إلينا الاتهامات،‮ ‬وقالوا أنتم تساندون أحمد شفيق وعمر سليمان وكل الفلول‮.‬
صمتنا تحملنا الألم،‮ ‬تطاول علينا السفهاء من اللجان الإلكترونية المشبوهة،‮ ‬لم نخف،لم نتردد ولم نتراجع،‮ ‬بقينا نمسك بالجمر،‮ ‬ندافع عن الوطن،‮ ‬نقرأ الحاضر والمستقبل بالعقل وليس بالعاطفة،‮ ‬وكنا علي‮ ‬ثقة أن الناس ستعرف الحقيقة في‮ ‬يوم ما‮.‬
‮‬
بالقرب من دار القضاء العالي،‮ ‬يحتشد المئات من شباب الثورة،‮ ‬يطالبون بإقالة النائب العام،‮ ‬يهتفون بعودة الجيش لانقاذ البلاد‮ .. ‬بالأمس القريب كان البعض‮ ‬ينادي‮ ‬بسقوط المجلس العسكري،‮ ‬يطالبونه بتسليم السلطة فورًا،‮ ‬فماذا جري،‮ ‬وماذا حدث‮ .. ‬لقد‮ ‬غادر الجيش الساحة إلي‮ ‬ثكناته منذ أشهر قليلة‮.‬
كان البعض‮ ‬يأمل في‮ '‬الإخوان‮' ‬خيرًا،‮ ‬قالوا إنهم‮ ‬يحفظون القرآن،‮ ‬ويعرفون الواجبات والحقوق،‮ ‬لن‮ ‬يكرروا سيناريو الظم أبدًا،‮ ‬لكنهم فوجئوا بأن من وصلوا إلي‮ ‬السلطة في‮ ‬غفلة من الزمن،‮ ‬أشد بأسًا واستبدادًا من نظام أسقطناه وحاكمنا رئيسه ورموزه،‮ ‬وكشفنا أمرهم،‮ ‬فماذا عنكم أنتم؟‮!‬
أعود إلي‮ ‬المشهد من جديد،‮ ‬أقرأ الأحداث من بدايتها،‮ ‬أسأل عن الدور الأمريكي،‮ ‬عن خطة كونداليزا رايس الفوضي‮ ‬الخلاقة،‮ ‬عن ضغوط الأمريكان علي‮ ‬مبارك وسكوتهم علي‮ ‬مرسي،‮ ‬عن اتفاقهم مع جماعة الإخوان والشروط الخفية والمعلنة،‮ ‬عن مؤامرة إحداث الانقسام وصولاً‮ ‬إلي‮ ‬التقسيم‮.‬
كثيرون ترددوا في‮ ‬كشف المخطط،‮ ‬ووضعوا الحقائق علي‮ ‬الطريق الصحيح،‮ ‬كثيرون قالوا‮ '‬فلنؤثر السلامة‮' ‬قبل أن تطالنا‮ ‬يد العقاب والتشهير،‮ ‬كثيرون انقلبوا علي‮ ‬مواقفهم وراحوا‮ ‬يعملون خدمًا لدي‮ ‬الجماعة ورئيسها ومرشدها،‮ ‬كأنهم جميعًا قرروا أن‮ ‬يستسلموا،‮ ‬ثم رويدًا رويدًا عاد بعضهم مجددًا إلي‮ ‬الطريق الصحيح،‮ ‬راح‮ ‬يعلن التوبة،‮ ‬والندم أمام الجميع‮.‬
منذ أيام بدأت الحرب ضد الجيش مجددًا،‮ ‬شائعات،‮ ‬إدعاءات،‮ ‬أكاذيب،‮ ‬الهدف هو التمهيد لقرار قد‮ ‬يصدر في‮ ‬أي‮ ‬وقت لخلخلة المؤسسة العسكرية ومعاقبة رجلها القوي،‮ ‬الذي‮ ‬أعلن منذ اليوم الأول أنه مع الشعب،‮ ‬ولن‮ ‬يسمح أبدًا بسقوط الدولة في‮ ‬قبضة المتربصين بها‮.‬
لقد جاء موقف الجيش قويًا ومحذرًا،‮ ‬لن نكرر سيناريو المشير وسامي‮ ‬عنان،‮ ‬لن نسمح باختراق الجيش وأخونته،‮ ‬كانت كلمات رئيس الأركان الفريق صدقي‮ ‬صبحي‮ ‬الأشد قوة،‮ ‬إذا احتاجنا الشعب سيجدنا بعد‮ '‬ثانية واحدة‮' ‬إلي‮ ‬جواره،‮ ‬كلمة لا تخلو من معني،‮ ‬تأكيد علي‮ ‬وطنية الجيش المصري،‮ ‬وانحيازه للشرعية‮.. ‬وقادته وأركانه‮.‬
سعد الناس كثيرًا بموقف الجيش،‮ ‬ربما كانت هي‮ ‬المرة الأولي‮ ‬التي‮ ‬يشعرون فيها بالأمان،‮ ‬وأن هناك من‮ ‬يرقب الموقف جيدًا،‮ ‬يمنح الأمل للناس،‮ ‬ويعطيهم الثقة،‮ ‬في‮ ‬الذات ويؤكد لهم أن الجيش لن‮ ‬يترك الساحة للميليشيات وللبلطجة السائدة لحساب الجماعة وامتداداتها وليس لحساب الوطن ومصلحة الناس‮.‬،
أدرك الناس الآن،‮ ‬أن الجيش،‮ ‬كان أكثر حرصًا علي‮ ‬الديمقراطية والحرية من هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن النظام السابق واستبداده،‮ ‬وعن إنجازهم التاريخي‮ ‬باسقاط الحكم العسكري‮.‬
عرف الناس أن‮ '‬العقيدة الوطنية‮' ‬لجيش مصر العظيم ستظل نهجًا ودستورًا تتوارثه الأجيال،‮ ‬وان جيش مصر لن‮ ‬يكون أبدًا أداة في‮ ‬يد أي‮ ‬نظام أو فصيل سياسي،‮ ‬بل هو امتداد لهذا الشعب العظيم،‮ ‬يحمي‮ ‬البلاد ويحافظ علي‮ ‬مصالحها وأمنها القومي،‮ ‬إنه الحارس الأمين علي‮ ‬مستقبل هذا الوطن،‮ ‬قطعًا الحرب لم تنته،‮ ‬والاشادات والاستقبالات والكلمات التي‮ ‬انطلقت تثني‮ ‬علي‮ ‬الجيش،‮ ‬وتتذكر بعد خمسة عشر‮ ‬يومًا أنه قام بتأمين إجراءات عقد القمة الإسلامية علي‮ ‬خير وجه،‮ ‬فيجب توجيه الشكر إليه،‮ ‬كل ذلك لا‮ ‬يعني‮ ‬أن الأمور عادت إلي‮ ‬مسارها الطبيعي،‮ ‬حالة التربص تبقي‮ ‬هي‮ ‬العنوان،‮ ‬إنهم لا‮ ‬يريدون رجلا‮ ‬يرفع رأسه في‮ ‬هذا البلد،‮ ‬كلهم لابد أن‮ ‬يكونوا‮ '‬طيعين‮' ‬ينتظرون التعليمات،‮ ‬يلتزمون بمبدأ السمع والطاعة،‮ ‬مهمتهم خدمة الحاكم،‮ ‬وليس الشعب،‮ ‬تنفيذ الأوامر وليس المشاركة في‮ ‬صنع القرار،‮ ‬إنه زمن العبودية‮ ‬يعود من جديد‮.‬
بالأمس أطلق أحد المراصد القريبة من الجماعة‮ '‬أكذوبة جديدة‮' ‬قال‮ '‬إن الرئيس أدب الفريق السيسي‮ ‬وعنفه‮' ‬أي‮ ‬لغة تلك وأية وقاحة،‮ ‬وأي‮ ‬خروج عن أبجديات الأدب والأخلاق‮ .. ‬عادوا لينكروا ويدعوا أن موقعهم قد اخترق،‮ ‬أصبحنا أمام مهزلة،‮ ‬كان طبيعيًا التصدي‮ ‬لها وتفنيد الهدف من ورائها‮.‬
لم تكتف الجماعة بأخونة مفاصل الدولة،‮ ‬لم‮ ‬يكتفوا بزرع أهل الثقة علي‮ ‬حساب أهل الكفاءة،‮ ‬تعاملوا مع مصر كعزبة ورثوها عن الآباء والأجداد،‮ ‬وجاء الدور علي‮ ‬الجيش بعد الشرطة والقضاء،‮ ‬إنهم‮ ‬يريدون اختراق القوة الصلبة حتي‮ ‬يستطيعوا إخضاع الجميع،‮ ‬ونسوا أن جيش مصر عصي‮ ‬علي‮ ‬السقوط في‮ ‬أيديهم أو أيدي‮ ‬غيرهم‮.‬
أكاد أقول جازمًا إنهم لن‮ ‬يصمتوا،‮ ‬سينتظرون اللحظة المناسبة،‮ ‬وسينقضون بلا رحمة،‮ ‬لكنهم في‮ ‬هذه اللحظة حتمًا سيدفعون الثمن،‮ ‬والثمن سيكون قاسيًا‮.‬
يا أيها الشعب المصري‮ ‬العظيم‮..‬
تماسكوا،‮ ‬التفوا حول الرجال المخلصين،‮ ‬الجيش ليس لقمة سائغة،‮ ‬لكنه في‮ ‬حاجة إلي‮ ‬أن‮ ‬يسمع صوتكم،‮ ‬لا تنجروا إلي‮ ‬مخطط الصدام مع الشرطة،‮ ‬لا تنسوا أن هؤلاء أهلنا،‮ ‬يقدمون الأرواح لأجلنا،‮ ‬البعض‮ ‬يريد الانتقام منهم،‮ ‬يدفعونهم إلي‮ ‬الصدام،‮ ‬ليحققوا الهدف،‮ ‬يثأرون منهم،‮ ‬ويشغلوننا بهم،‮ ‬ويكملون هم حصتهم في‮ ‬بناء كتائب الميليشيات تحت اسم‮ '‬الشرطة الشعبية‮'.‬
كفوا عن الخلافات،‮ ‬توقفوا عن تصنيف الناس،‮ ‬هؤلاء فلول،‮ ‬وهؤلاء ثوار،‮ ‬الخطر‮ ‬يداهمنا جميعًا،‮ ‬الوطن في‮ ‬أزمة،‮ ‬والمخطط الأمريكي‮ ‬للتقسيم‮ ‬يجري‮ ‬تنفيذه بأياد مصرية،‮ ‬فلا تتركوا المؤامرة تمر وتمضي،‮ ‬الجميع سوف‮ ‬يدفع الثمن بلا جدال‮.‬
أنسوا أنفسكم،‮ ‬ومصالحكم،‮ ‬ومرجعياتكم الفكرية والسياسية قليلاً،‮ ‬تذكروا أن هناك وطنًا دون الموت والتشرد والخراب،‮ ‬وطنًا‮ ‬يمد أياديه إليكم لانقاذه من قدر محتوم‮!!‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.