شهدت الساعات القليلة الماضية نهاية سريعة لما اعتبره البعض «بداية شهر عسل» بين الشعب والشرطة، وذلك فى أعقاب اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين فى مدينتى نبروه والمنصورة فى الدقهلية، ونشر تسجيل فيديو لمدير أمن البحيرة اللواء مجدى أبوقمر يسب فيه المواطنين ويقول إن الضباط «هم أسياد البلد» كما شكا مواطنان فى دمياط والجيزة من تعرضهما لاعتداء غير مبرر من جانب ضباط شرطة. فى البحيرة وقف مدير أمن البحيرة وسط الأهالى يسخر منهم ويهددهم بقطع أيديهم لأنهم اعتدوا على أسيادهم من رجال الشرطة، مما دفع القوى السياسية بالبحيرة إلى تنظيم مؤتمر حاشد أمام مقر أمن الدولة بدمنهور الذى حرقه الأهالى خلال ثورة 25 يناير، للمطالبة بإسقاط باقى نظام مبارك وحل جهاز مباحث أمن الدولة وتحويل ملكية المقر إلى وزارة الثقافة لكونه مبنى أثريا، وإقالة اللواء طارق هيكل مدير الجهاز فى المحافظة واللواء مجدى أبوقمر مدير الأمن. وعرض الأهالى مقطع فيديو لأبوقمر وهو يسب المواطنين بألفاظ نابية ووصف نفسه ورجاله «بالأسياد الذين لهم حق ضرب المواطنين بالأحذية وقطع أيديهم»، مؤكدا أنه سيصل إلى من «حرقوا مراكز الشرطة وأمن الدولة وسينال منهم». من جهتها استدعت وزارة الداخلية أبوقمر مدير أمن البحيرة، واللواء محمد بدراوى، مدير مباحث البحيرة، واللواء طارق هيكل، مدير مباحث أمن الدولة بالبحيرة، وجميع القيادات الأمنية الموجود صورهم فى مقاطع الفيديو لسماع أقوالهم فيما نشر. وكلف اللواء محمود وجدى، وزير الداخلية فريق بحث لإعداد تحريات حول الواقعة، وقال مصدر أمنى ل«الشروق» إن مقاطع الفيديو التى نشرت تم إرسالها إلى قسم المعلومات والإنترنت لفحصها والتأكد من صحتها من عدمه وعما إذا كان تم إدخال بها مونتاج من عدمه لمواجهة أبوقمر بالحقائق. وفى محافظة الدقهلية أصيب 24 شخصا فى مدينتى نبروه والمنصورة خلال مظاهرات جمعة التطهير حيث عادت قوات الأمن إلى الاشتباك مع المتظاهرين باستخدام الرصاص المطاطى والحى وقنابل الغاز المسيلة للدموع. وفى واقعة أخرى تقدم ناصر أبوزيد، مدير دار الملاحظة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى الاجتماعية فى دمياط، ببلاغ للمحامى العام، أمس الأول، متهما الضابط سامح صقر، نائب مأمور بندر دمياط بالاعتداء عليه فى موقع عمله. كما تعدى ضابط شرطة على مذيع فى قناة فضائية بالسب، وكسر هاتفه المحمول، داخل قسم الهرم، حسبما قال أحمد حسن، المذيع، فى بلاغ للنائب العام. وقال حسن فى بلاغه إن الضابط قال له: «انتو فاكرين إننا خفنا منكم؟ لأ.. دا احنا هربنا بمزاجنا. ورجعنا لكم، وهنطلع عينكم وهنوريكم». من ناحيتها، حذرت لجنة حقوق الإنسان بالنقابة العامة للمحامين من «حرب أهلية ثأرية» ستشنها الشرطة على الشعب لأن المؤشرات تقول إن الشرطة عادت لتنتقم بحسب اللجنة. على صعيد متصل، تقدم المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ببلاغين للنائب العام ضد اللواء مجدى أبوقمر. حمل البلاغ الأول رقم 2503 بلاغات النائب العام وأرفق محامو المركز به وكذلك الفيديو، مؤكدين فى بلاغهم أن ما قاله مدير الأمن «يخالف قانون الشرطة، ويعد سبا وقذفا فى حق المتظاهرين وتحريضا على الكراهية واستخدام العنف فى مواجهتهم». وطالب المركز فى بلاغه بتحريك الدعوى الجنائية ضد أبوقمر عما ارتكبه من جرائم. البلاغ الثانى الذى حمل رقم 2501، طالب بإحالة رئيس الجمهورية المخلوع حسنى مبارك، ووزير الداخلية السابق حبيب العادلى، واللواء مجدى أبوقمر، واللواء طارق هيكل للمحاكمة الجنائية ومعاقبتهم لارتكابهم جرائم القتل العمد ضد المتظاهرين فى البحيرة منذ يوم 25 يناير 2011، وإطلاقهم الرصاص الحى على المواطنين مما أودى بحياة العديد من الشهداء. شارك في التغطية: ممدوح حسن وصفاء عصام الدين ومحمد عبدالحميد ورانيا ربيع وغادة الدسونسى وخميس البرعى وأحمد عدلى.