تمكنت كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، بالتعاون مع معهد هاربن للأبحاث البيطرية التابع لأكاديمية العلوم الزراعية بالصين، من إنتاج أول لقاح مصري فعال ضد إنفلونزا الطيور، لحماية الثروة الداجنية في مصر. وأوضح الدكتور أحمد السنوسي، أستاذ علم الفيروسات بطب بيطري القاهرة، أن فريقا من علماء الجامعة توصل بعد أبحاث دقيقة إلى السلالة المحلية المسببة للوباء، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وبعد تحليل المادة الوراثية لهذه السلالات، باستخدام أحدث التقنيات الموجودة بمعهد هاربن للأبحاث البيطرية بالصين، تم تحديد السلالة الضارية وإضعافها، وتحضير دفعة تجريبية للقاح إنفلونزا الطيور منها. وأضاف، أن اللقاح تم تجربته على الدواجن لتحديد مستوى المناعة، ودرجة الحماية الناتجة عن التحصين، باستخدام ما يسمى اختيار التحدي، وأكدت النتائج الأولية للاختبارات التي أجريت بالصين فاعلية اللقاح المحضر من هذه السلالات بنسبة 100%، وعند اختبار اللقاح على قطعان الدواجن المصرية تحت الظروف المحلية، أثبتت النتائج فاعلية اللقاح في تحقيق الحماية اللازمة ضد المرض بنسبة93%. وتابع أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية نصحت بتسجيل اللقاح، وسرعة استخدامه في تحصين الدواجن المصرية ضد الفيروس، خاصة مع نشاط الفيروس في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن اللقاح تم طرحه بالأسواق، وتظهر فاعليته بعد شهر ونصف الشهر من تحصين الطيور به. وأشار السنوسي إلى أن إنتاج اللقاح بالصين يعود إلى عدم وجود خط إنتاجي في مصر، حيث تبلغ تكلفته 150 مليون جنيه، كما أن معهد هاربن للأبحاث البيطرية لديه الإمكانيات اللازمة لإنتاجه، وسوف يصل إلى القاهرة عن طريق مستورد له، مشيرا إلى أن التعاون مع الصين يأتي بعد توصيات من وزير الزراعة، الدكتور أمين أباظة، لجامعة القاهرة بالتعاون مع الجهات البحثية العالمية، للتمكن من استنباط سلالة مضعفة من السلالة المصرية الضارية لفيروس إنفلونزا الطيور، المعروف باسم "إتش 5 إن 1" لكي يصلح إعطاؤها لقاحا لقطعان الطيور في مصر، لتكوين المناعة اللازمة لديها، وحمايتها من الإصابة بالمرض.