استخدم فيها الفصحى والعامية والإيطالية.. المؤلف: أنا بطل الرواية ونقلت من خلالها آلامي ومعاناتى فى مجتمع الغربة كتبت: يارا اليمانى محملًا بعادات الشرق وتقاليده المحافظة ذهب إلى أوروبا، المجتمع المنفتح بلا حدود، ليعيش صراعًا لا نهاية له ومعاناة نفسية ومجتمعية، ليقع فى إشكالية تحديد هويته بين الجذور القديمة المحافظة، وبين المجتمع الجديد الذي ارتضى أن يعمل فيه كأحد مواطنيه. هذا ما تناولته رواية "حرب الهوية" للروائي خالد موافي، والذي قدمها الشرقاوي حافظ، بمشاركة عبد السلام فاروق مدير تحرير الأهرام المسائي، دكتور محمد التداوي، والناقد الأدبي الدكتور مدحت الجيار، إلى جانب خالد موافي مؤلف القصة، وأحمد جلبي ، محمد شلبي. في بداية الندوة أكد خالد موافي، مؤلف الرواية أن الرواية ما هي إلا صورة مصغرة لحياة مصري في الغربة، قائلا: "عشت ثلاثون عاما في السويد، وتعد الرواية صرخة ضد العنصرية بكافة أشكالها مما رأيته وعشته وعانيت منه، فأنا بطل الرواية الذي دفع ثمن هذه الغربة". ومن جانبه علّق الكاتب أحمد جلبي قائلًا: " لم تحدد الرواية ما المقصود بالهوية، هل هي عن الهوية القومية للعرب والمسلمين أم هى عن حرمانهم من حقوقهم الإنسانية، مشيرا إلى أن الغرب لم يتخلص من العنصرية تجاه الأقليات، وأنه ينظر لكل وافد لمجتمعه بنظرة فوقية متعالية من باب الأفضلية، قائلا: "خالد عرض عددا من هذه القضايا بسلاسة، من خلال بطل الرواية الذي عانى من هذه الظروف، وتجلى ذلك في مقولته "أنا شوكة في العين من الأفضل أن تتعامل معها لأن نزعها سيكون سبباً في وفاتك أو إصابتك بالعمى". بينما علق الشرقاوي حافظ، على الرواية قائلا: "مررت بنفس تجربة بطل الرواية، والتي امتازت بدقة التفاصيل وكم المعلومات المكتوبة بشكل شيق ". على صعيد آخر علق دكتور محمد التداوي على ازدواجية لغة الكتابة في الحوار بين شخصيات الرواية بين الفصحى والعامية قائلا: " الرواية كتبت بلغة مزدوجة حيث بدأت بالفصحى التي امتازت بالسلاسة" وانتقد التداوي استخدام المؤلف للغة الإيطالية في بعض أجزاء من الرواية قائلا: لا أعلم لماذا استخدم بطل الرواية اللغة الإيطالية على الرغم من أنه يعيش في كوبنهاجن؟!". فيما اعتبر الكاتب محمد شلبي أن المؤلف استطاع في روايته الربط بين بطل الرواية والسارد بشكل موفق، وأنه اعتمد على القيمة الأدبية والفكرية للرواية وهي الأخلاق، من خلال طرحه للعديد من السلبيات الموجودة في الريف المصري مثل حق البنت المهدر فى الميراث والتعليم فى الريف. من جانبه عبّر الناقد الأدبي الدكتور مدحت الجيار على لغة السرد في الرواية قائلا: "لغة الكتابة التي اعتمد عليها الكاتب وهي لغة الجمع والتي تعبر عن أن السارد في الرواية هو بطلها، فالرواية ما هي إلا سيرة ذاتية وتوثيق سياسي لفترة محددة". وأشار إلى أن السرد الحالي الآني الذي اعتمد عليه موافي في العمل،فن يستطيع أن يجتذب إليه كل الأشكال الأخرى من الحكي وصهرها بداخله ومزجها بشكل سلس دون أن يعوق فهم الرواية، معتبراً أن الرواية تندرج تحت أدب رحلة، وهو ما نكتشفه من متابعة السرد والإشارات الذاتية للراوي، وأن المؤلف عرض تفاصيل الحياة، التي تضمنت كم معلوماتي تميز بالكثافة، مشيدا بطريقة تعامل بطل الرواية مع الدين بالعقل في مناحي الحياة المختلفة". أما عبد السلام فاروق مدير تحرير الأهرام المسائي فأوضح أن الرواية تميزت بالدقة في عكس مشاعر الراوي وهو بطل الرواية، حيث امتازت بدفقات شعرية ولغوية في الكتابة وفقا لحالة الكاتب، وأن أسلوب السرد بها كان ناعما وبسيطا تعكس امتلاك الكاتب لناصية اللغة على المستوى الفني واللغوي".