الدولار خلال إجازة شم النسيم.. أسعار العملات في البنك الأهلي والمركزي وموقف السوق السوداء    أسعار اللحوم اليوم الأحد 5 مايو 2024.. كم سعر كيلو اللحمة في مصر    الأرصاد تحذر من انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار على هذه المناطق (تفاصيل)    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    حملة ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري تجمعان تبرعات تزيد عن 76 مليون دولار في أبريل    مصر على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة خلال ساعات.. تعرف عليها    روسيا تصدر مذكرة اعتقال للرئيس الأوكراني زيلينسكي    أول تعليق من مدرب سيدات طائرة الزمالك بعد التتويج ببطولة إفريقيا أمام الأهلي    نجم الأهلي السابق يوجه طلبًا إلى كولر قبل مواجهة الترجي    قصواء الخلالي: العرجاني رجل يخدم بلده.. وقرار العفو عنه صدر في عهد مبارك    بورصة الدواجن اليوم.. أسعار الفراخ والبيض اليوم الأحد 5 مايو 2024 بعد الارتفاع    هل ينخفض الدولار إلى 40 جنيها الفترة المقبلة؟    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    علي معلول: تشرفت بارتداء شارة قيادة أعظم نادي في الكون    العمايرة: لا توجد حالات مماثلة لحالة الشيبي والشحات.. والقضية هطول    بعد معركة قضائية، والد جيجي وبيلا حديد يعلن إفلاسه    تشييع جثمان شاب سقط من أعلي سقالة أثناء عمله (صور)    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    كريم فهمي: لم نتدخل أنا وزوجتي في طلاق أحمد فهمي وهنا الزاهد    تامر عاشور يغني "قلبك يا حول الله" لبهاء سلطان وتفاعل كبير من الجمهور الكويتي (صور)    حسام عاشور: رفضت عرض الزمالك خوفا من جمهور الأهلي    ضياء رشوان: بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها لا يتبقى أمام نتنياهو إلا العودة بالأسرى    عمرو أديب ل التجار: يا تبيع النهاردة وتنزل السعر يا تقعد وتستنى لما ينزل لوحده    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    حسب نتائج الدور الأول.. حتحوت يكشف سيناريوهات التأهل للبطولات الأفريقية    كاتب صحفي: نتوقع هجرة إجبارية للفلسطينيين بعد انتهاء حرب غزة    احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيجان الأمريكية    مصرع شاب غرقا أثناء الاستحمام بترعة في الغربية    إصابة 8 مواطنين في حريق منزل بسوهاج    رئيس قضايا الدولة من الكاتدرائية: مصر تظل رمزا للنسيج الواحد بمسلميها ومسيحييها    اليوم.. قطع المياه عن 5 مناطق في أسوان    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    محافظ الغربية يشهد قداس عيد القيامة بكنيسة مار جرجس في طنطا    البابا تواضروس يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    مكياج هادئ.. زوجة ميسي تخطف الأنظار بإطلالة كلاسيكية أنيقة    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    عاجل.. مفاجأة كبرى عن هروب نجم الأهلي    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    شديد الحرارة ورياح وأمطار .. "الأرصاد" تعلن تفاصيل طقس شم النسيم وعيد القيامة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التسجيلات المفبركة.. لعبة المخابرات الأجنبية لإسقاط رؤساء مصر

كشفت التسجيلات الصوتية المفبركة، للواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكرى السابق، مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، خطورة استخدام هذه التقنية فى تزييف الحقائق، وإثارة الرأى العام، وهو ما واجهه المستشار هشام بركات النائب العام فورًا، وأمر بالتحقيق فى هذه الواقعة.
وفى مصر تعددت قضايا تزييف الأصوات، ونشر مقاطع تسجيلات لحوارات صوتية مزورة على شبكات التواصل الاجتماعى بشكل يخدم فصيل جماعة الإخوان الإرهابية، مما أثار الشعب المصرى مؤخرًا.
وانتشرت فى مصر حاليًا برامج عالية التقنية متطورة متخصصة فى تعديل الأصوات يطلق عليها فى علوم هندسة الصوتيات برامج «التوليف الصوتى»، تساهم الآن فى تأجيج شكوك العامة فى تسجيلات بعينها استغلتها جهات داخلية وخارجية لاستهداف وحدة المصريين وللتمويه على جرائم تعدت حدود الدولة.
وفى هذا التقرير، نكشف أهم ما اعتمد عليه المزورون من تقنيات حديثة لتزييف الأصوات.
والتمويه سلسلة خطوات مدروسة لتحقيق هدف الاختفاء عن طريق امتزاج الشىء بمحيطه بالمخادعة مما يحقق عنصر الإبهار والإقناع، الأمر الذى يحير الراصد مهما كانت درجة ذكائه وعمق ثقافته.
أول من ذكر مصطلح Camouflage - تمويه الأشياء لتبدو فى صورة على غير عادتها الفيلسوف اليونانى الشهير «أريستوتل» - Aristotle المسمى فى الوثائق اليونانية القديمة أريستوتاليس وبالجهل فى مواضع أخرى أرسطو الذى عاش فى الفترة بين عامى 322 - 384 قبل الميلاد، الثابت أنه كان المعلم الروحى الأول للقائد التاريخى «الإسكندر الأكبر».
والتمويه أنواع منه ما نتعامل معه ونستغله فى حياتنا المدنية اليومية العادية ومنه ما يتم بطرق عسكرية واستخباراتية علمية شديدة السرية والتعقيد، واليوم نبحر فى أسرار علوم «تمويه الأصوات» بأحدث الأساليب الإلكترونية المتطورة وسأركز فيها على ما يستخدم بمعامل أجهزة الاستخبارات الدولية المتقدمة.
والسبب أن التسجيلات التى انتشرت مؤخراً واستهدفت شخصيات مصرية رفيعة لا يمكن إنتاج نوعيتها إلا داخل معامل أجهزة استخبارات محترفة تمتلك من الخبرات البشرية والأدوات ما يمكنها من تحقيق جودة تقترب من الحقيقة فى تقليد وتزييف الأصوات.
ويوجد حالياً على شبكة الإنترنت المتاحة للعامة ولدى محلات أدوات الجواسيس المنتشرة بالولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا المختلفة عدد لمنتجات وأسماء برامج محترفة ومتطورة تحقق لمستخدمها عملية تمويه الأصوات تتراوح أثمانها بين 280 جنيهًا مصريًا حتى عشرة آلاف جنيه للنسخة الواحدة لنوعيات منها تمتاز بجودة الأداء ربما لحد الإعجاز العلمى.
العامل المشترك أن تلك المنتجات والبرامج يباع مع معظمها حزم منفصلة لبرامج مؤثرات صوتية خاصة Special Effects Voices يتراوح ثمن الحزمة الواحدة منها ما بين 35 جنيهًا إلى خمسة آلاف جنيه للمؤثر الصوتى الشخصى المنتج لاستهداف طبيعة صوت شخصية معروفة بعينها.
وتقوم الشركات الدولية المتخصصة فى مجال الصوتيات بتنفيذ مشروعات حزم المؤثرات فى معامل شديدة السرية تابعة لها عن طريق الطلب المباشر للعميل الذى يمكنه طلب مؤثر خاص لأى إنسان معروف فى الدنيا.
بشرط أن يسلم مع طلبه إلى الشركة المنتجة تسجيلات صوتية حديثة للشخصية التى يرغب فى استهدافها تحوى على ما لا يقل عن خمسين ساعة صوتية واضحة، يمكنه غالباً الحصول عليها من تسجيلات حوارية علنية أو خاصة لتلك الشخصية العامة وهى تتحدث بحريتها.
تلك المؤثرات عالية التقنية يمكنها أن تُسمع صوتك وكأنك تصدر الأوامر عبر اللاسلكى العسكرى من ساحة القتال أو كأنك تتحدث من تحت الماء داخل غواصة نووية أو تسير فوق سطح القمر أو داخل كهف أو كأنك تتحدث مثل أجهزة الإنسان الآلى الروبوت.
كما يمكن لتلك البرمجيات أن تجعلك تتحدث كعجوز بينما أنت فى العشرينيات من عمرك أو كسيدة دافئة الصوت جميلة، بينما الأصل دميم أو كفتاة بلهاء بينما هى الأولى على جامعتها أو ربما تمكنك من التحدث كقائد عظيم.
بل ستحولك أصواتها الخاصة إلى شاذ جنسيًا بل لفتاة طائشة وبينما الفتاة الأصلية راهبة لله أو كمجرم عتيد الإجرام بينما أنت فى الحياة قسيس أو شيخ محترم، ويمكنها كذلك مساعدتك على التحدث مثل جدتك بينما أنت ما زلت طفلاً.
مع تلك البرمجيات المتطورة تحدث بطلاقة وعن طريق مؤثراتها الصوتية الخاصة عالية التقنية ستبدو مثل الحيوانات بالأساطير الخرافية أو ككائنات الظلام من الشياطين والملائكة وستمكنك مثلما حلمت يوماً بالتحدث بأصوات أبطال شخصيات الأساطير الشعبية المحببة وربما مثل شخصيات البلياتشو الشهيرة فى السيرك العالمى أو حتى بصوت ملكة بريطانيا.
كما ستمكنك التقنيات الحديثة حالياً خاصة المحترف بينها العامل بنظام الاستديو المتكامل على شاشة كمبيوتر شخصى واحدة بنظام يعرف باسم Voice Again ، أو تحدث مرة ثانية من ضبط الميكروفونات والقنوات ومسارات الصوت Sound Tracksمع تعديل ظروف الحوار وإضافة أصوات متعددة بشكل جماعى لخلق سيناريو حديث غير موجود أصلاً.
وذلك بالتركيز على استخدام عدد من العوامل الفنية لإنتاج حوار صوتى متكامل عالى التقنية مزيف بالكامل، أهم تلك العوامل الإضافات الإليكترونية والمؤثرات الاصطناعية والاستعانة بتسجيلات حية مطولة للأصوات الحقيقية بالإضافة إلى المحسنات الهندسية الخاصة لتصحيح عوامل الضوضاء وتهذيب مخارج الكلمات المنطوقة على لسان كل شخصية سيشملها الحوار المزيف.
وبالتأكيد عقب إضافة الخلفيات الصوتية المناسبة لبيئة سيناريو الحوار حتى نصل لتحقيق منتج نهائى ذى مواصفات قادرة على إقناع المستمع أن الحوار تم بالفعل باستغلال حرفية الإخراج والتعديل الممكن طالما لم ينشر الحوار بالتسرع وبقى تحت التعديل الوقت الكافى.
وهى عملية معقدة مركبة تستغرق ساعات وربما أسابيع طويلة تتفق مجموعة المؤامرة فى بدايتها على إخراج سيناريو حوار محدد يخدم هدف خطة التسجيل المزور ومن يقف خلفه ويموله بالمال والأدوات- الأصوات الحقيقية للهدف لتقليد مخارج حروفها وأسلوب حديثها-.
مع العلم أنه بدون وجود تسجيلات صوتية حقيقية للشخصية المستهدفة لا تقل عن خمسين ساعة «تحدث»، ربما لا يمكن تزوير وتزييف وإنتاج حوار لتلك الشخصية مدته لا تزيد على ثلاث دقائق.
وعلى هذا طبقاً للمتاح من البرامج المعتمدة على تقنيات علوم هندسة الصوتيات يمكنك ببرنامج ثمنه لا يقل على ثلاثمائة جنيه مصرى ولا يزيد على عشرة آلاف للنوعية عالية التقنية أن تنتج وتذيع حوارات صوتية مزورة بالكامل بشكل لا يمكن الشك بها إلا لدى فحصها داخل المعامل المتخصصة.
للرئيس الراحل جمال عبد الناصر تسجيلات يعترف فيها مثلاً بعشقه لإسرائيل أو تسجيلات صوتية للزعيم السوفيتى خروتشوف وهو يلقى أشعاراً مساندة لسياسة واشنطن، أو ربما للرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش الابن وهو يحيك المؤامرات ضد حليفته إسرائيل.
ذلك التزييف اللامعقول تحققه حالياً عدة برامج بعضها يمكن لكل شخص بيننا الحصول عليه بسهولة بعدة وسائل، أولها الإنترنت لكن تشغيلها بكفاءة كاملة، يتطلب بالنهاية خبيرًا محترفًا ذا خبرات عريضة فى مجال برمجيات هندسة الصوتيات حتى ينجح فى إخراج مقطع صوتى مزور من دقيقة واحدة فيما فوق.
ومن أهم وأشهر تلك البرامج التى تستخدم بعضها أقوى أجهزة الاستخبارات الدولية لتزوير وتزييف الحوارات الصوتية المصطنعة للزعماء والرؤساء والسياسيين والدبلوماسيين حول العالم لتوريطهم وتأليب شعوبهم ضدهم برنامج Flux Package وبرنامجMorpheus المسمى على اسم آلهة الأحلام فى الأساطير الإغريقية.
بسبب النتائج الفنية المبهرة التى ينتجها البرنامج لدى استعماله بواسطة خبير مدرب عليه فى عمليات تزوير الأصوات، وتستخدمه مع البرنامج الآخر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA نفسها.
ومع أنهما برنامجان لم ينتجا ويصنعا فى الأساس لتزوير الأصوات لكنهما أساسيان فى عالم أسرار أجهزة الاستخبارات والمعلومات الدولية، ويتكون البرنامجان من أكثر من ثمانية برمجيات محترفة عالية التقنية الصوتية.
تحمل كلها مجتمعة، كل على حدة بنظام خاص على جهاز كمبيوتر واحد يفضل عمله بنظام Apple الأمريكى يكون بحوزة مستخدمها المحترف صاحب الخبرة بهندسة الصوتيات معمل متكامل للصوتيات.
كما توجد برامج أمريكية وأوروبية أخرى تستخدم لذات الأغراض ربما أقل كفاءة من البرنامجين السابقين يعمل بها بعض الخبراء لكنها لا تعطى ذات النتائج المبهرة للمنتج الصوتى النهائى ومنها على سبيل المثال وليس الحصر برامج: Voxal Professional Voice Changer
Voice Changer Pro/Plus
AV Voice Changer
Fake Voice Voice Master
Nick Voice Skype Voice Changer
وكلها برامج تعمل بالنظام الصوتىReal Time Voice Changer ذات القدرة فى مجال الصوتيات على التعامل مع الأصوات المختلفة خاصة البشرية وإمكانية تغييرها فى نفس لحظة نطقها.
مما ينتج أصواتًا مختلفة كلية عن الصوت الحقيقى وعقب إدخال أصوات نموذجية لقوائم اختيارات تلك البرامج يمكنها تحويل أى صوت لكل صوت آخر بدرجات جودة تختلف من برنامج لآخر ومن مستخدم محترف لآخر مبتدئ.
فى ذلك الشأن وثقت سجلات التاريخ عدة وقائع بعينها زورت فيها أصوات وحوارات شديدة الحساسية لشخصيات سياسية تاريخية كانت نافذة فى عصرها حول العالم أبرزها حوار مصطنع أنتجته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA للرئيس الجمهورى السابع والثلاثين «ريتشارد ميلهاوس نيكسون» الثابت شغله المنصب بالفترة من 20 يناير 1969 حتى تقدمه باستقالته بتاريخ 9 أغسطس .1974
طبقاً لملف تلك الواقعة المثيرة الموثقة فى سجلات أرشيف الأمن القومى الأمريكى «منتهى السرية» تأكد «وليام إيجانكولبى» المدير العاشر لجهازCIA الثابت شغله المنصب خلال الفترة من 4 سبتمبر 1973 حتى 30 يناير 1976 أن الرئيس نيكسون المتورط بقضية فضيحة «ووترجيت» للتنصت رفض التقدم باستقالته الرسمية إلى مجلس الشيوخ وقرر بناء على نصيحة مستشاريه المقربين الاستمرار فى مهامه الرئاسية مع تجاهل رغبات الشعب الأمريكى مع دعوات منافسيه للتنحى.
فطلب مجلس الشيوخ لأول وآخر مرة فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية اللجوء إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA للتصرف حيال الرئيس المتعنت مرتكب جريمة التنصت على مقر الحزب الديمقراطى المنافس لحزبه مما هدد بإفساد الممارسة السياسية برمتها.
فى خلفية القضية اعتمد ريتشارد نيكسون على عدم وجود دليل مباشر يربط بينه وبين الجريمة، لكنه أجرى بالفعل اتصالات لم تسجلها أجهزة المعلومات الأمريكية وقد نسى محتواها وأحاطته الشكوك فى ذلك الأمر طيلة الوقت.
وعندما تأكد وليام كولبى من المعلومة كلف خبراء معامل الصوتيات التابعة لوكالته بإعداد سيناريو حوار متكامل ينتج بمهارة شديدة فى شكل تسجيل وهمى بصوت الرئيس يثبت تكليف نيكسون مجموعة جريمة التنصت التى ضبطت للقيام بالجريمة، ومن ثم مواجهته بالتسجيل لإجباره على الاستقالة أو تقديمه للمحاكمة وسجنه مما سيدمر كل تاريخه.
وعندما انتهى الخبراء من إعداد التسجيل أذهلت النتيجة الصوتية وليام كولبى مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA لدرجة أنه شك بقوة أن هناك من تحصل على تسجيل حقيقى للرئيس ريتشارد نيكسون بطريقة أو بأخرى ولم يعلن لإدارته عن ذلك.
وعندما فشل خبراء معامل الصوت العاملون لحساب CIA فى إقناع كولبى أن المنتج عبارة عن تسجيل مفبرك بالكامل طلب الخبراء منه زيارة مجموعة إنتاج التسجيل داخل معملهم على أرض الواقع حيث فوجئ وليام كولبى مدير CIA بامتلاك جهازه التقنيات المتطورة والإمكانيات العملاقة القادرة على تزوير وتزييف صوت أى إنسان.
على ذلك طلب كولبى من معمل الأصوات منحه نسخة من الحوار المزيف للرئيس العنيد حيث سُمع خلاله صوت ريتشارد نيكسون يكلف شخصين من المجموعة التى قبض على أفرادها بزرع أجهزة التنصت فى مقر الحزب الديمقراطى الأمريكى المعروف باسم مبنى «ووترجيت».
بعدها ذهب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA مباشرة إلى البيت الأبيض لمقابلة الرئيس نيكسون فى أمر جلل وخلال الجلسة الثنائية التى تمت فجر 9 أغسطس 1974 أسمع كولبى ساكن البيت الأبيض الحوار المسجل المزعوم لحديثه وسط ذهول نيكسون نفسه وتصديقه أن التسجيل بصوته بالفعل.
المثير أن ريتشارد نيكسون المعروف بعادة النسيان اقتنع بشدة أن التسجيل الصوتى خاص به، وأنه لأحد حواراته السرية الخاصة على الهاتف مع تلك المجموعة التى كلفها بالتنصت فسأل مدير استخباراته عن أفضل تصرف ينقذه من الوصول للمحاكمة وربما السجن.
فسأله وليام كولبى فى المقابل وهو يتصنع أمامه التأثر والتوتر هل هو جاد فى تنفيذ ما سيشير عليه به مهما كان من عدمه؟
وعندما أكد له ريتشارد نيكسون أنه لم يكن فى حياته بمثل جديته بتلك الجلسة فتشجع كولبى ونصحه بالتقدم الفورى باستقالته الرسمية من منصبه، كرئيس للولايات المتحدة والانصياع لرغبات الأمة الأمريكية ولجمهور السياسيين.
فطلب ريتشارد نيكسون من مدير استخباراته المخضرم 15 دقيقة يختلى فيها بنفسه ليفكر فى القرار الأخير وأن يتناول كولبى بتلك الأثناء مشروبًا حتى يوافيه وعندما عاد لمكتبه طلب الرئيس نيكسون من مساعديه إعداد نص وثيقة استقالته الرسمية.
فسأله وليام كولبى عن قراره ومدى اقتناعه وتأكده من تصرفه فأعلن له نيكسون استقالته فصافحه كولبى بحرارة ووعده أن التسجيل لن يجد طريقه إلى النشر وسيحفظ إلى الأبد وأن يعتبره نيكسون كأن لم يكن وللتأكيد قام كولبى بتمزيق شريط التسجيل بنفسه ثم ألقى به كاملاً فى صندوق قمامة مكتب الرئيس الأمريكى داخل الغرفة البيضاوية.
بالتأكيد اعتبر ريتشارد نيكسون يومها الموضوع منتهياً خاصة بعدما شكر مدير استخباراته على ولائه وحمايته له من المحاكمة والسجن، وفى طريق عودته إلى منزله أبلغ كولبى من وجده مستيقظاً من أعضاء مجلس الشيوخ قرار الرئيس نيكسون الاستقالة من مهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية وأنه سيعلن القرار صباح 9 أغسطس .1974
وعندما سأل بعضهم كولبى عن الوسيلة السحرية التى استخدمها لإثناء ريتشارد نيكسون العنيد عن تصميمه البقاء فى منصبه، أصر وليام كولبى على عدم كشف السر واكتفى أن كلف أرشيف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بكتابة ملخص عن حقيقة ما حدث بينه وبين نيكسون تم بعدها حفظه كملف «منتهى السرية».
ومن وقتها اعتمد وليام كولبى خلال فترة إدارته على تلك التقنيات التى حققت لعمله واسمه نجاحات غير مسبوقة بلغت حد الإبهار فى عشرات العمليات السرية للغاية التى قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA على مستوى العالم.
وتأتى واقعة التسجيل المزيف التالية كتوثيق لعمليات تزوير حوارات وأحداث بالصوت لشخصيات عالمية اتضح بعدها عدم صحتها وهى خاصة بالرئيس الأمريكى الديمقراطى الثانى والأربعين «وليام جيفرسون كلينتون» الشهير باسم «بيل كلينتون» الثابت شغله مهام منصبه الرئاسى خلال الفترة من 20 يناير 1993 حتى 20 يناير .2001
ففى الفترة من شهر نوفمبر عام 1995 حتى شهر مارس 1997 اعترفت المتدربة السابقة بالبيت الأبيض «مونيكا لوينسكى» بممارسة الجنس الشفوى تسع مرات مع الرئيس كلينتون أثناء ممارسته لعمله الرسمى داخل مكتبه البيضاوى فى البيت الأبيض.
وخلال الفضيحة التى اشتهرت باسم «فضيحة لوينسكى» قدم بعضهم تسجيلات صوتية خاصة تعود إلى كلينتون والموظفة لوينسكى وهما يمارسان الجنس فى مكتب الرئيس الأمريكى.
فى البداية اعتبر المحققون أنها تسجيلات سرية تم ضمها كدليل قاطع غير أن كلينتون أنكر صحتها جملة وتفصيلاً، وبرر إنكاره لأنه كان يتعمد عدم إصدار الأصوات خلال استمتاعه بالخضوع لجلسات الجنس الشفوى من موظفته مونيكا لوينسكى بل إنه حرص على ألا تصدر هى الأخرى مثل تلك الأصوات المتوقعة بين عاشقين يمارسان الجنس.
وبسبب حقه القانونى فى الدفاع عن نفسه حتى لو كان متورطاً أصر طاقم دفاعه على تقديم التسجيلات المزعومة المنسوبة إليه، ولعشيقته للجنة فنية محايدة لفحص مصداقيتها خاصة أن لوينسكى أكدت التسجيلات خلال جلسات التحقيق معها أمام لجنة خاصة شكلها مجلس الشيوخ الأمريكى للتحقيق فى الفضيحة.
وربما كانت نتيجة لجنة فحص الأصوات الفنية هى القشة التى تعلق بها بيل كلينتون بعدما أكد الخبراء أن التسجيلات ليست حقيقية، بل زورت بأسلوب محترف باستخدام تقنيات حديثة عالية الجودة كادت أن تصل لدرجة الكمال لولا سقطة فنية واحدة كشفت تزييف التسجيلات الصوتية لخدمة الإفادة الرسمية التى أدلت بها لوينسكى أمام لجنة مجلس الشيوخ لتوريط بيل كلينتون تمهيداً لعزله من الرئاسة الأمريكية.
الواقعة الثالثة التى شهدت تزويراً فجاً لأصوات مشاهير السياسة الدولية جاءت من نصيب المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» عندما زيف شاب ألمانى محترف برامج صوت مهووس بحب شخصية ميركل تسجيلاً بصوتها وكأنها تمارس الجنس مع أحد الأشخاص.
وتسببت عملية تبادل ملف صوت الفضيحة المفتعلة على شبكات التواصل الألمانية ثم الأوروبية والعالمية فى الإحراج الشديد للسياسية الخلوقة التى تشغل منصبها منذ 22 نوفمبر عام 2005 حتى حسمت الأجهزة الأمنية الألمانية الجدال حول الموضوع، عندما نشرت تقرير الفحص الفنى لمحتوى التسجيل الذى تعمدت الحكومة إسناده لخبراء محايدين أكدوا بالأدلة الفنية الواضحة تزييف التسجيل بتقنيات متطورة يصعب على الشخص العادى كشف عملية التوليف الصوتية داخله.
أما ألطف وأغرب حالة تزييف لتسجيلات صوتية فقد تعرض لها الممثل الأمريكى العالمى «جورج تيموثى كلونى» المولود فى 6 مايو عام 1961 عندما زورت شابة أمريكية خرساء تسجيلاً عن طريق برنامج حديث استخدمت به صوتاً دافئاً ومثيراً لفتاة لبقة ومتحدثة.
وقامت بمساعدة صديق لها متخصص فى مجال برامج الصوت الحديثة بعدة اتصالات على الهاتف الجوال للمثل الأمريكى الشهير ''«جورج كلونى» حتى جذبت انتباهه بأسلوب حديثها الراقى - المزيف - فضرب لها كلونى موعداً لتقابله بشكل شخصى، بل أعلن أنه معجب بها وعندما أصر على مقابلتها وذهبت لتقابله فوجئ أنها خرساء لا تتحدث أصلاً ولديها عيب خلقى يمنعها من الكلام.
أما المعاهد والمدارس والجامعات الأمريكية والأوروبية فيومياً يرتكب طلابها الحماقات المتكررة بحق زملاء وزميلات ومعلمين ومعلمات لهم عن طريق تزييف تسجيلات صوتية منحرفة أحياناً، تبدو على الهاتف وكأنها أصوات بين الضحايا وهم يمارسون الجنس العنيف أو معلمات ومعلمين يتصلون على هواتف الطلبة حتى يطلبوا ممارسة الجنس مما تسبب لبعضهم فى مئات المشاكل التى وصل بعضها إلى ملفات الشرطة بل وجد بعضها الآخر طريقه إلى قاعات المحاكم المختلفة.
اللافت أن عددًا كبيرًا من أجهزة الاستخبارات الدولية تستغل معاملها الصوتية المتقدمة حالياً بكثافة لتزييف اتصالات وأحداث ووقائع تبدو حقيقية بنسبة مائة بالمائة لإسماعها للمتهمين والمعتقلين والجواسيس لإجبارهم على بلوغ حالة الانهيار والاعتراف بالجرم.
وهى طريقة نفسية قاسية للغاية يتم إخضاع المتهم لها خلال التحقيق معه جرمتها القوانين الأمريكية والأوروبية وتعارضها وتحاربها جمعيات حقوق الإنسان المختلفة ومع ذلك ما زالت بعض الأجهزة العنيفة بالعالم تستعملها كوسيلة تعذيب نفسية للمتهمين أمامها.
الجدير بالذكر أن تلك التقنيات الصوتية الخبيثة استخدمت ربما مئات المرات خلال الأعوام القليلة الماضية فى التحقيقات التى أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA مع بعض الإرهابيين الخطرين المعتقلين فى معتقل جوانتانامو المثير للجدال.
كما ثبت جنائياً بالعديد من الدول أن تقنية التسجيلات الصوتية المزيفة تستخدم بكثافة فى عمليات الابتزاز بأنواعها وفى نشر رسائل العمليات الإرهابية ومن أبرز المنظمات التى استخدمت ذلك الأسلوب علانية تنظيم القاعدة وحزب الله وأنصار بيت المقدس من شبه جزيرة سيناء المصرية مؤخراً.
كما تستخدم نفس التقنيات الصوتية العالية حالياً فى تنفيذ عمليات تهديد الشخصيات العامة والعادية، كما رصد استعمالها فى عدد من عمليات اختطاف الشخصيات المهمة عند طلب الفدية والتفاوض، كما استخدمت تلك التقنيات فى حالات أخرى أقل خطورة حتى لمجرد الإزعاج والمعاكسة على الهاتف.
وفى جميع الأحوال مثلما أكدت معلومات كل المصادر الأمنية والفنية المتخصصة بما فيها مصادر رفيعة بأجهزة سيادية تمتلك المعامل المتخصصة والمتقدمة للصوتيات لا يمكن تزييف وتوليف وإنتاج تسجيلات صوتية لشخصيات حية من النوعية المنتشرة بمصر مؤخراً، إلا بمعامل دول لها سيادة تمتلك الخبرات البشرية القادرة والمدربة على أعلى مستوى للتعامل مع البرمجيات الأكثر تطوراً وتعقيداً.
كما لا يمكن كشف تزييف التسجيلات الصوتية المنتجة بتلك البرمجيات بشكل عام إلا لدى المعامل المتخصصة وعليه سنصطدم طيلة الوقت بإمكانية أن يكون المؤكد فى آذاننا من الأصوات وكما يبدو للعامة مجرد عملية تزييف دقيقة قام بها خبير أصوات محترف.∎


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.