نتيجة مفاجئة..توصلت إليها دراسة جديدة للتعرُّف على الآثار النفسيّة والعقليّة لفترة الحجر المنزلى للوقاية من فيروس كورونا القاتل..فقد ثبت من الدراسة التى أجرتها جامعة لندن أن المراهقات يمثلن الفئة الأكثر تضررًا من حالة البقاء فى البيت التى أُجبرت عليها كل الفئات العمرية، لتحاشى الإصابة بالعدوى. وأنهن يعانين من أعراض مرضية وعصبية ومشاكل أكثر من أى فئة عمرية أخرى.
وقامت الجامعة بدراسة مسحية على عينات من كل المجموعات العمرية، تبين من خلالها انتشار واسع للتعقيدات والمشاكل المتعلقة بالصحة النفسية لدى الفتيات الصغيرات والشابات مقارنة بمن هم أكبر سنًا، بما فى ذلك اختلاف ملحوظ وانقسام فى مدى تأثير أجواء العزلة والحجر المنزلى على المراهقات والمراهقين؛ حيث ظهر أن البنات أكثر تضررًا من قيود وإجراءات الوقاية من كورونا. وبينما لم يصل المسح والتحليل إلى أسباب معاناة من هم فى عمر ما بين 19و30 سنة، أكثر من غيرهم خلال تفشى الوباء، بيَّنت دراسة أخرى أن هذه الفئة تضم أكثر من تحملوا الأعباء النفسية والعصبية بجانب المتاعب المالية. المراهقات أولًا وتبين أن ضعف مستويات الصحة النفسية والعقلية خلال الحجر المنزلى، كان شائعًا وسط فئة المراهقات فى عمر ال 19سنة ممن أُجرى عليهن المسح، فى شهر مايو الماضى تلتها فئة متوسط العمر (30 سنة) وأن ما يزيد على ثلث الإناث وما يقل عن ربع الذكور من الفئة العمرية للمراهقة (19سنة) لديهم أعراض اكتئاب، بينما عانت نسبة 45 ٪ من النساء من الشعور بالوحدة، مقابل 42 ٪ من الرجال. وبين من هم فى متوسط عمر 30 سنة كانت نسبة 20 ٪ من النساء و14 ٪ من الرجال ظهرت أعراض الاكتئاب، وعانت نسبة تزيد قليلا على ثلث النساء من مشاعر الوحدة، مقابل ربع مجموع الرجال. وتقول الدكتورة «برافيثا باتالاى» التى شاركت فى الدراسة: لقد وضعت نتائج دراستنا أن هناك درجة عالية من المتاعب عانت منها المراهقات والشابات بين سن 19 و30 سنة بأكثر مم عاناه الذكور، وهناك الكثير الذى يجب عمله لمساندة هذه المجموعات العمرية، خاصة الفتيات والشابات حتى نضعف تأثير الوباء وظروفه وقواعد تجنبه ومكافحته، على صحتهن فى المستقبل. عزلة وقلق وتوتر مشرفة أخرى على الدراسة هى البروفيسورة «املا فيتزسيمونس» تقول: هذا جيل عانى بشدة خلال فترة الحجر المنزلى، وسوف يشعرون بتأثير كورونا لسنوات طويلة. لقد بيَّنت الدراسة الحجم المتزايد لمعاناة المراهقات والشابات من المتاعب المتعلقة بالصحة النفسية والعقلية الناتجة عن المخاوف من فيروس كورونا، وتبعات الوقاية منه التى ترتبت عليها حالة العزلة والقلق والتوتر والاكتئاب. ويبدو أن الفارق النسبى بين تأثير الحجر المنزلى الكبير على المراهقات والشابات، وتأثيره الأخف على المراهقين والشبان، يعود إلى ميل الفتيات إلى التواصل وجهًا لوجه مع الزميلات والصديقات، وأفراد العائلة، وهو ما حُرِمن منه، بينما يختلف الأمر لدى الشبان، وهناك عامل آخر هو فقدان الكثيرات لأعمالهن أو ارتباك مواردهن المالية وانخفاضها. ولمواجهة هذه المتاعب يرى الدكتور «جون ريد» أستاذ العلاج النفسى فى جامعة شرق لندن: مع أن الإصابة بالاكتئاب الخفيف يمكنه أن يؤثر فى قدرة هؤلاء الشباب على الاستمتاع بالحياة، لكن من الضرورى ألا يسارعوا بالتعامل معه كمشكلة تحتاج إلى علاج طبى، فالإحساس بالتعاسة والحزن شعور طبيعى، ومن الضرورى أن يتجاوب الإنسان مع الوقائع الحزينة.. هناك عائلات تكافح فى ظروف معيشية صعبة، وهناك من يعانون الوحدة.. ومن فقدوا أعمالهم. والطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الظروف التعيسة، هى أن ننظر إليها باعتبارها أمورًا عابرة ولن تدوم طويلًا. ويضيف: نحن كأطباء نفس نرى أن مواجهة مثل هذه الأمور تكون من خلال ما نسميه النشاطات السلوكية.. وهى ببساطة القيام بالأعمال التى تبعث لدى الإنسان المشاعر الطيبة..ومع أنها عبارة تشبه الكليشيهات، لكنها حقيقة تبدو بسيطة، أقول أن السعادة يمكن أن تتحقق دائمًا من خلال المزيد من التصرفات التى تجعلنا سعداء!