دعونا من الشعارات الكاذبة بأن نقابة الصحفيين إحدى مؤسسات الدولة وأنه لا رقيب على الصحفي إلاضميره وأننا نلعب دوراً كبيراً فى الرأى العام . علينا أن نفيق إلى أنفسنا قليلاً، ونعترف بأن علاقة الحكومة بالصحافة أو العكس هى علاقة «سيب وأنا اسيب» أو هى علاقة الحاكم بالمحكوم وقد تأخذ وقت الندية أحياناً لفترة قليلة والمؤكد أيضاً أن الحكومة مازالت تتعامل معنا معاملة السلطة التنفيذية بموظفيها . فمن عهد عبد الناصر كان الصحفى الذى يتم اعتقاله ليس من حق أسرته أن تعرف أسباب أو مكان اعتقاله وإن كان هذا الوضع قد تغير فى السنوات الأخيرة وأصبح من السهل التعرف على أسباب ومكان القبض على أى صحفى . وقد يكون ذلك لعدة عوامل كثيرة سواء كانت خارجية أم داخلية . فى عهد الرئيس السادات ، قال إن الصحافة سلطة رابعة وكان ذلك مجرد شعار انتهى بعدها بسنوات . والآن تحول بعض الصحفيين إلى مندوبين للوزارة أو الجهة التى بتغطيتها فى الجريدة التى يعملون بها، بدليل أن الصحفى يدافع عن ممارسات الوزير وسلبياته. الحكومة أيضاً تعلم تماماً أن مرتبات الصحفيين متدنية ومتواضعة للغاية ولاتكفى لإعاشتهم إعاشة كريمة ومع ذلك كلما طالب الصحفيون بزيادة مرتباتهم ، قامت الحكومة بزيادة بدل نقابة الصحفيين بعدة جنيهات قليلة لا تشبع ولا تسمن من جوع. كذلك الحال بالنسبة للحبس الاحتياطى، قالت الحكومة: إنه لايوجد حبس احتياطى ، وفى نفس الوقت يتم الإفراج عن الصحفى بكفالة مالية وإذا عجز عن دفعها يتم حبسه احتياطياً . وينطبق ذلك على حبس الصحفيين فهناك مواد أيضاً تنص على حبس الصحفيين رغم أن الحكومة قالت «لا لحبس الصحفيين» وهذا نوع من أنواع تكميم الصحفيين . وأيضاً لم تعد الحكومة تهتم كثيراً بما ينشر فى الصحف وكأننا نؤذن فى مالطة وأنها تلاعبنا بالبدل الصحفى . أليست هذه علاقة القط رالفأر؟!