أزعم أن نتيجة انتخابات اللجان النوعية لمجلس النواب طبيعية ومتوقعة ولم تأت بأي مفاجئة.. فالأغلبية هي التي حصدت مقاعد الرئاسة والوكالة وأمانة السر، وحصل ائتلاف دعم مصر علي نصيب الأسد بعد التربيطات التي تمت بين النواب حتي تنتهي الانتخابات وفق ما أرادوا. لكن هذا لا يمنع أنني أشم رائحة المهندس أحمد عز أمين التنظيم للحزب الوطني المنحل في هذه الانتخابات. فحسب معلوماتي أن »عز« كان يعقد اجتماعات سرية كثيرة ومتعددة في أحد الفنادق لعدد كبير من نواب الوطني المنحل من أجل التربيطات والاتفاقات لاختيار أعضاء بأعينهم ليترأسوا هذه اللجان وهو ما تم بالفعل، حيث نجح »عز« في تكليفاته للنواب وكانت النتيجة طبيعية، وهو أن عاد نواب الوطني بكل قوتهم مرة أخري للسيطرة علي لجان المجلس، بل والسيطرة علي الأمور داخله وتنفيذ مخطط عز في عودة الحزب الوطني إلي الحياة السياسية مرة أخري تحت أي مسمي آخر، بل وربما تحت نفس الاسم، فكل شيء متوقع في الحياة السياسية. لذلك كانت النتيجة الطبيعية وهي مشاحنات واحتجاجات واستقالات من ائتلاف دعم مصر، احتجاجا علي التربيطات التي تمت للإطاحة ببعض النواب والمؤامرة عليهم قبل اجراء عملية الانتخابات وقيام بعض النواب بتغيير انضمامهم لبعض اللجان في اللحظات الأخيرة. والملفت للنظر أيضا في انتخابات اللجان النوعية هي سيطرة الأقلية علي الأغلبية، فالمعروف أن نظام الانتخابات كان بنظام الثلث للقوائم والثلثين للفردي، ومع ذلك فاز وحصد معظم رئاسة اللجان نواب من الذين نجحوا بنظام القوائم باستثناء نواب قليلين من الفردي. وبصرف النظر عن النتيجة التي أسفرت عنها انتخابات اللجان النوعية التي هي عملية طبيعية لما كانت عليه انتخابات النواب نفسه. فلم يتبق إلا أن يتكاتف الجميع من أجل مصر.