في قلب المجهول ، ومع إحتدام الصراع على البقاء أو الفناء وسط إعصار الغدر والخيانة ، تلوح لنا في الأفق طاقة أمل يتسرب منها بصيص من النور. هذا البصيص الذي نتحسس به مسار سفينتنا التي تتلاطمها أمواج الفساد والإستبداد ورياح التخلف والرجعية وخطافات الفقر والهمجية حين كان انعدام الراى فطنة وحنكة وإتساع أفق ، والأهواء والمصالح عدالة إجتماعية ، والخيانة والعمالة رأسمالية وتقدم ، والبغاء والقتل والفجور رسالة سماوية من وجهة نظر الخوارج (الإخوان والسلفيين ) نتيجة سنوات من الإهمال والأمية ، والسرقة والنهب والإستباحية. فوقعنا في هاويس المجهول وأصبحنا تائهين في دروب الضمير نبحث عن النفس البشرية الإنسانية ، نبحث عن دليل يرشدنا لنعبر من متاهات الخوف وأعاصير الشعارات الدينية التي تركت على وجوهنا خيوط الزمان وتعاريج الهموم الإنسانية. فتترأى حينها علامات إقتراب الساعة الربانية .. لنتساءل : هل لنا أمل في النجاة أم هو الهلاك ؟ .. هل هو البقاء أم هوالفناء ؟. هكذا يجب أن نواجه مصيرنا المجهول ، فربان سفينتنا قائد حكيم وبحارتها لسلامتها يعملون ، يعرفون ماذا يفعلون ، وللبوصلة هم متجهون. سيدي القبطان الجسور : خفف الحمل الثقيل من على متن قاربنا الصبور لنعبر معآ هذا التحدي الكبير ، ولا تخف فركاب السفينة مدركون لإتخاذك الرأي السديد لصالح الوطن العريق.