لم تكن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأعضاء منتخب مصر الوطني لكرة القدم مفاجأة لنا.. فقد تعودنا أن يلتقي الرئيس السيسي بأبطال الرياضة المصريين قبل أي بطولة وعقب أي انجاز يتحقق فهو حريص دائماً أن يشد من أزر أولاد مصر ويشجعهم لبذل أقصي الجهد. لم يطلب الرئيس من اللاعبين الفوز ببطولة كأس الأمم الافريقية بل طلب منهم اسعاد الشعب المصري بحُسن الأداء وحُسن الخلق وحُسن التعامل مع المنافسين والتحلي بالخلق الرفيع والروح الرياضية العالية وإن تحققت البطولة فهي تتويج لكل هذا. لم يذهب الرئيس إلي استاد الدفاع الجوي بشكل رسمي وبدلة كاملة.. بل ذهب بالزي العادي لأنه يزور أولاده ويطمئن عليهم ويشجعهم ويعطيهم جرعة من الحماس وركز علي بذل أقصي الجهد لاسعاد المصريين. لقد بدأ العد التنازلي لحفل الافتتاح التاريخي يوم الجمعة باستاد القاهرة وبعد مراسم حفل الافتتاح يلعب المنتخب الوطني أولي مبارياته مع منتخب زيمبابوي التي كانت اسمها قديماً روديسيا الجنوبية وكان اسم عاصمتها سالزبري وأصبح اسمها الأن هراري وكانت المصيف المفضل لملكة انجلترا الملكة فيكتوريا وهناك شلالات مائية شهيرة اسمها شلالات فيكتوريا "فيكتوريا قولتي". لا حديث في مصر إلا عن بطولة كأس الأمم الافريقية.. الكل يستعد.. الكل ينتظر لكي تنظم مصر اعظم بطولة في تاريخها.. الشوارع جميلة.. نظيفة.. الاستادات تحفة. ولعل رجال القوات المسلحة والشرطة هم الأكثر استعداداً ورفعوا حالة الطواريء إلي الدرجة القصوي. رجال الجيش والشرطة يعرفون المسئولية الملقاة علي عاتقهم. اللواء محمود توفيق وزير الداخلية في مكتبه عشرين ساعة يومياً يجتمع برجاله ويعطي التعليمات ببذل أقصي الجهد والحفاظ علي أمن المواطنين والضيوف ولعل التعب الأكبر سيكون علي رجال الأمن المركزي بقيادة اللواء علاء سليم مساعد أول الوزير ورجال قوات العمليات الخاصة بقيادة اللواء طارق الفقي وباقي زملائهم. لكن ما أخشاه أن يحدث هرج ومرج عند دخول الملاعب بسبب نظام تذكرتي الذي يطبق لأول مرة في ملاعبنا وهو موجود في ملاعب أوروبا منذ خمسين عاماً لكنه يطبق لأول مرة في مصر دون عمل بروفة وخبرة في أي مباراة من المباريات. فكل من سيدخل الاستاد سيحمل تذكرة المباراة المكتوب اسمه عليها لابد أن يحملها صاحبها ولا يعطيها لغيره حتي ابنه كما ينبغي لمن يحمل التذكرة أن يحمل معها بطاقة التعارف "أي دي" التي تحمل اسمه ومن لا يحمل البطاقة مع التذكرة لن يسمح له بالدخول ومن سيأخذ معه ابنه أو شقيقه أو قريبه أو صديقه لابد أن يكون معه هو الآخر التذكرة والبطاقة كلاهما عليه اسمه.. ومن هنا يأتي خوفي من الارتجال المتوقع بنسبة ألف في المائة لعدم معرفتنا بهذا النظام من قبل. كما يجب أن يكون المدرج الذي سيجلس فيه المفترج بلون التذكرة التي يحملها لعدم الذهاب إلي مقعده ولا أعرف هل تم تلوين المدرجات بلون التذاكر أولا؟ كما يجب وضع لوحات ضخمة استرشادية تساعد المشاهد إلي المدرج الذي سيدخل إليه وأرقام التذاكر حتي يسهل علي الحضور معرفة أماكنهم. إنني خائف.. خائف جداً من هذه التجربة التي كنا في حاجة إليها من زمان لكنه للأسف يتم تطبيقها في أكبر بطولة دون تجربتها!!