في خطوة غير مسبوقة.. قمنا بزيارة نقطة حدودية جنوب البلاد للوقوف علي مدي استيعاب أهلنا هناك لما يدور في العاصمة ومجلس النواب من مناقشات حول التعديلات الدستورية. وكم جاءت المفاجأة ونحن نتابع تلك الندوة الثقافية التي عقدت هناك علي مدي يومين متتاليين... حيث كان المناقشة والتساؤلات في منتهي الدقة والموضوعية بشكل لم أكن اتوقعه.. وسوف اطرح عليكم جانباً من تلك التساؤلات كي تقفوا بأنفسكم علي مدي الوعي الفطر والثقافة والموضوعية في الحوار وهي: * لماذا رفض حزب النور عبارة "مدنية الدولة" عند مناقشة التعديلات في المجلس؟. * لماذا هذه المواد تحديداً بغض النظر عن قبولها من حيث المبدأ خاصة وإن هناك مواد أخري كان من المفترض أن يتم تعديلها هي الأخري؟ * لماذا لا نختار شخصيات مقبولة شعبياً وجماهيرياً وإعلامياً لتتولي شرح ابعاد وأسباب تلك التعديلات بشكل حيادي وموضوعي؟. الحقيقة.. لقد كنت فخوراً بأبناء وطني من أهل الجنوب وهم يطرحون تلك التساؤلات المحترمة والموضوعية التي تؤكد علي مدي وعيهم وثقافتهم واهتمامهم بشئون وطنهم بالرغم من بعدهم الجغرافي عن مركز صنع واتخاذ القرار.. لقد شعرت بأننا نحن من استفدنا من هذا اللقاء وليس هؤلاء الذين اجتمعنا معهم.. وتعلمنا منهم معاني كثيرة أبرزها انه مهما بعدت المسافات وصعب الاتصال فإن الانتماء والولاء للوطن لا يتأثر بذلك أبداً بل انه علي العكس تماماً فلربما كان ذلك ادعي لكي يهتم أهلنا هناك في تلمس الأخبار والوقوف علي أي أحداث أو تطورات تتعلق بالوطن.. وقد ظهر ذلك جلياً من خلال تلك الأسئلة التي تعرضنا لها والتي لم تكن واردة في اذهاننا في بداية تلك اللقاءات. وسوف ننطلق خلال الأيام المقبلة بإذن الله في معظم ربوع البلاد لنناقش ونعرض الأفكار التي تم طرحها في جلسات مجلس النواب بحيث يتم عرضها علي باقي فئات الشعب بشكل مبسط وموضوعي حتي يتحقق للجميع القناعة الكاملة لمدي أهمية تلك التعديلات وضرورة المشاركة في التصويت عليها وذلك حتي نتمكن من الاستمرار في مسيرة البناء والتنمية التي بدأها السيد الرئيس منذ خمس سنوات. * وتحيا مصر.