العطاء يفتح منافذ البهجة.. التفاؤل يغرس جذور الود.. كل التحية والتقدير إلي من يؤمن بالحب والسلام ويمنح الخير للإنسانية. لا تناقشوا الخبيث فيضيع خلقك. وإياك أن تعطي الأمان لثعبان فيخدعك. ولا تسعي وراء الجبان فتخسر عمرك.. أثرك هو من يدافع عنك. أخاطب جميع الأنقياء الذين إذا ضاقت الدنيا بهم توجهوا بأياديهم وقلوبهم إلي السماء لتهبط إليهم أنوار تضيء دروبهم ونفوسهم. وإلي عالم بعيد عن الكره والغيرة والحسد.. تعالوا نتعلم الرحمة من عالم الحيوانات حيث رأيت "ميشو" صديقي الدائم الذي يعيش في بيتنا يصرخ منادياً من شباك البلكونة علي قط يسير بالشارع في يوم شديد البرودة. وكأنه يطلب منه الصعود إليه.. الأغرب بعدها أن حمل طعامه ووضعه قريباً من الباب في رسالة واضحة لعابر السبيل.. علي الفور وجدت المخلوق الشريد يطرقه طرقات خفيفة ففتحت له ووضعت له بعضاً من الأطعمة وماء فالتهمها. لأجد صديقي الطيب يلتف حولي وبذيله يصافح قدمي وكأنه يقول لي: شكراً لقد ساعدتني في صنع الخير بإطعام جائع وانقاذه من الصقيع القاتل. والأجمل بدأ يقلدني ويضع بعضاً من طعامه قريباً من الباب أيضاً أياماً عديدة ليأكل منها القط المسكين وغيره من القطط البائسة. ألا يعني ذلك محطة لقاء طبيعية بين البشر والحيوان.. تؤكد أن الله سبحانه وتعالي غرس الخير في النفوس.. علي الفطرة.. وللأسف فالإنسان وحده الذي يتخلي عن النعمة ليفكر في الثروة والمال وينجذب إلي الاغراءات العاجلة.. ويهدر ما خصه به الله سبحانه وتعالي من نعم دائماً علي أبوابه.. فقط علينا التفكير واتخاذ القرار السليم كما فعل "ميشو" بفطرته. ونبهنا إلي أن الخير ضروري ولازم في يوم قارس البرد لتدفئة النفس والقلب. وما أجمل ذلك لو تفقهون. * * * ننتقل إلي أجمل زهور لابن الرومي: سلاماً علي أولئك الذين رأوا جدار روحك يريد أن ينقض فأقاموه.. ولم يفكروا أن يتخذوا عليه أجراً. وقال الحسن البصري رحمه الله: فساد القلوب متولد في ستة أشياء: * يذنبون برجاء التوبة * ويتعلمون العلم ولا يعملون به * وإذا عملوا لا يخلصون * ويأكلون رزق الله ولا يشكرون * ولا يرضون بقسمة الله * ويدفنون موتاهم ولا يعتبرون.