عمل في بيع الصحف عشرات السنين. وبعد تسع سنوات أصبح متعهداً لمركز ومدينة شربين. واستحق عن جدارة بعد رحيله لقب عميد الموزعين المصريين عاصر الصحافة الورقية في ازدهارها وعزها. وفي ضعفها وانصراف البعض عنها إلي غيرها. وكان وفياً لها ولقرائها في جميع أحوالها. وتمني أن تعود إلي سابق عهدها ومجدها. ودعته مدينته في واحدة من أكبر المناسبات. وقدمت واجب العزاء في السرادق ودار المناسبات. وأيضاً علي مواقع أكبر الشبكات.. فتحي محمد حسب الله 1933 2018 من مواليد شربين دقهلية في 5 مارس. توفي الأربعاء 12 ديسمبر. قضي 73 عاماً في هذا العمل. بدأ رحلته في بيع الصحف وعمره 12 عاماً بائعاً متجولاً من خلال متعهد المدينة الحاج عبيدة المحلاوي. ترك المدرسة لمساعدة والدته واخوته بعد وفاة والده. ترك المحلاوي المهنة. وأصبح حسب الله متعهداً للمدينة. وبدأ عمله في محله بميدان المحطة 1954. وفي سنة 1969 فتح محلاً لبيع الصحف بالسوق الفرعوني بمصيف جمصة. وأتاح الفرصة لعشرات الشباب للعمل في الاجازة الصيفية. وترددوا عليه بعد تخرجهم وعملهم لتبادل التحية والسلامات والذكريات. تردد عليه عدد كبير من الشخصيات العامة ونجوم الصحافة والإعلام والفن. وانتشر اسمه عبر الأجيال من الأجداد إلي الآباء والأحفاد "الحاج حسب الله" منهم د. مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة "الوزير الأسبق" الذي عاش في حياة مع أسرته بقرية بساط كريم الدين خلال عمل والده بمشروع المياه. وأيضاً سعد الشربيني محافظ الدقهلية الأسبق الذي كرمه في عيد الدقهلية والدكتور ابراهيم المهدي عميد تجارة المنصورة الأسبق. ومن أبناء شربين الكاتب أنيس منصور مؤسس مجلة اكتوبر ومحفوظ الأنصاري رئيس تحرير الجمهورية والمذيع التليفزيوني وائل الأبراشي. والفنانون محمد الغندور وعبدالرحمن الشرقاوي. ومحمد حايس. ساعد الحاج حسب الله الطلاب في اعداد أبحاثهم وقدم لهم الكتب أو سعي في الحصول عليها. كان يعد مهنته واجباً ومسئولية. يسارع لتلبية طلبات القراء. جريدة أو مجلة أو كتاباً أو جزءاً من سلسلة. يبادر بالاتصال بشركات التوزيع والمكتبات لتحقيق مطالب أهل المدينة والمركز.. كانت جريدة المساء في البداية توزع في عواصمالمحافظات فقط. سأل القراء عنها. فبادر بالاتصال بشوقي الجميلي مدير مكتب الجمهورية بالمنصورة "سابقاً". الذي ارسلها إليه بالقطار ووجدها القراء "عند" حسب الله. كما ساعد أهالي المركز والمدينة في الحصول علي نسخ الجمهورية لمتابعة خدماتها التعليمية. يقول رأفت الشاذلي مراسل الجمهورية في شربين ان الحاج فتحي حسب الله ضرب المثل للجميع في الالتزام والانضباط والجدية والمسئولية. إذا تعطلت عربة التوزيع سارع إليها. لإحضار الصحف.. لتكون في انتظار القراء في موعدها. يبدأ يومه الساعة 2.30 صباحاً. يستقبل الصحف من القطارات والعربات ويرتبها في المحل. ويجلس علي مقعده يعرف طلب المقبل عليه قبل أن يتكلم. ويعامل الناس بأدب جم وصبر وتواضع تسبقه ابتسامته. عرفه أهل المدينة والمركز ووصل صيته إلي المنصورة والمراكز الأخري وكان مضرب الأمثال في حبه لعمله واخلاصه لمهنته. عرضت عليه مؤسسة صحفية كبري أن يؤدي الحج علي نفقتها. فشكرها وحج من ماله الخاص. كان يدعو دائماً لاجتماعات دورية مع المسئولين في الصحف لتبادل الرأي حول أحوال الصحافة وأيضاً توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للموزعين. جنود الصحافة المجهولين. لم يتوقف عن العمل إلا في أيامه الأخيرة. يعمل في المحل حتي يأتي ابنه لمساعدته بعد انتهاء عمله. انجب الحاج حسب الله أربعة أولاد مصطفي مأمور جمرك في بورسعيد. وشريف مدرس بالثانوية الصناعية وياسر موجه بالتربية والتعليم وهاني "أعمال حرة" ورثوا عن أبيهم حب الصحف والعمل في توزيعها. وصفه أبناء شربين بأنه نجم الصحافة وهرم شربين. وغيرها وتحدثوا عن ذكرياتهم معه منذ أيام الطفولة. بدأ عمله في توزيع الصحف في العام الأخير من الحرب العالمية الثانية بدأت أول سبتمبر 1939. وانتهت في 2 سبتمبر 1945. وامتدت معاركها إلي جميع قارات العالم وكانت مع الحرب الأولي 14 1918 سبباً في زيادة الاهتمام بالأخبار والصور. ووزعت الصحف الملايين واقبل عليها الجميع لمعرفة الأحداث الداخلية والخارجية. رحم الله الحاج فتحي حسب الله عميد الموزعين المصريين.