في غرفته بالفندق كان اللقاء مع رمز وعلم من أعلام الطب عبر التاريخ.. كان الاستاذ الكبير في زيارة رسمية لدولة الامارات لتكريمه علي ما قدمه للطب من انجازات.. وكانت ترتيبات الزيارة تخضع لاشراف دائرة المراسم في ديوان الرئاسة.. وكان شرط المراسم لاتمام المقابلة هو ألا تزيد مدتها علي 10 دقائق.. ووافقت مراهنا علي تقدير العلماء الأجانب للإعلام.. وكسبت الرهان. هذا هو الدكتور مايكل ديبكي.. العالم الامريكي ذو الاصول اللبنانية الذي اهدي للعالم جراحات القلب المفتوح عندما اخترع في الستينيات ماكينة القلب الصناعي.. اشفقت عليه من المقابلة.. كان مسنا جدا وعلامات الزمن تحتل كامل ملامحه.. كان متعبا مجهدا بالقدر الذي جعلني أقرر اختصار زمن المقابلة لما لا يزيد علي العشر دقائق المسموح بها. طرحت عليه سؤالا واحدا: ما هي أسباب امراض القلب؟.. وكان رد فعله نظرة استنكارية لطبيب الرئاسة الذي حضر المقابلة: هل هذا معقول.. سؤال يوجه إلي اعظم جراح قلب عبر التاريخ يمكن أن يجيب عليه طالب في كلية الطب؟ لم أعبأ بنظرته الاستنكارية وواصلت حديثي.. قلت له إنه خلال الحرب الفيتنامية خضع عدد من الجنود الامريكان الذين ماتوا في الحرب لفحوص تشريحية كشفت عن اصابة عدد منهم بتصلب في شرايين القلب.. قلت له الجنود ماتوا في سن الشباب وهم يمارسون نشاطا بدنيا فائقاً بسبب ظروف الحرب ولا يعانون أي عامل من عوامل الخطورة.. فما هو سبب اعتلال قلوبهم؟.. هل عوامل الخطورة اكذوبة طبية؟ وكانت الاجابة مفاجئة وامتدت المقابلة لأكثر من اربع ساعات وتخلي الاستاذ الكبير عن راحته ليجيب علي السؤال الذي حرك شجونه. وللحديث بقية ان كان في العمر بقية