صدر قبل الوقائع المصرية وجاء بعد صحف الحملة الفرنسية ويعد أول جريدة رسمية وباكورة التجارب الصحفية العربية. نشر أخبار القاهرة والأقاليم ومعها بعض المختارات الأدبية يوافق العام الحالي "2018" ذكري مرور 220 عاماً علي ظهور الصحافة علي أرض مصر "وإن كانت فرنسية". و205 أعوام علي أول تجربة صحفية مصرية. و190 عاماً علي ظهور جريدة مصر الرسمية الحالية. دخلت المطبعة مصر مع الحملة الفرنسية 1798 1801. كان مقرها الأول بالإسكندرية وحملت اسم مطبعة جيش الشرق. وانتقلت إلي القاهرة 1799 تحت اسم المطبعة الأهلية طبعت المنشورات باللغة العربية للتواصل مع أبناء الشعب المصري وطبعت صحيفتين باللغة الفرنسية. لو كوربيد دي ليجبت "البريد المصري" عامة. تخاطب أفراد الحملة من العسكريين والمدنيين. صدرت كل خمسة أيام. وظهر عددها الأول في 29 أغسطس 1798. لاديكاد اجبسيان "العشرية المصرية" صدرت كل 10 أيام. وهي صحيفة المجمع العلمي المصري الذي أسسته الحملة لدراسة أحوال مصر في شتي الميادين. وتم جمع مادتها ضمن كتاب وصف مصر فيما بعد. جريدة التنبيه باللغة العربية أعد لها ثالث قواد الحملة جاك مينو "بعد نابليون وكليبر" واختار لها الشيخ إسماعيل الخشاب من علماء الأزهر لرئاسة تحريرها لكنها لم تصدر بسبب خروج الحملة 1801 أشرف علي المطبعة المستشرق الفرنسي فانتور دي بارادي. مترجم الحملة وفي سنة 1805 تولي محمد علي باشا حكم مصر. وبدأ إصلاحاته ومشروعه لبناء دولة حديثة.. وكان معجباً بالصحف التي تصدر في الدول الأوروبية يطلبها ويتابع ما تنشره بشغف واهتمام. كانت أول تجربة في هذا الميدان هي جورنال الخديوي. تنشر ما يجري في العاصمة والأقاليم. صدرت الصحيفة سنة 1813. وقبل 1822 وقبل 1827 وطبعت بمطبعة القلعة وهي مطبعة نابليون الحديثة التي جاءت مع الحملة. وتم نقلها بعد ذلك من معسكرات الجيش الفرنسي إلي قلعة صلاح الدين مقر الحكم منذ العصر الأيوبي. ظهر الجورنال مرة كل شهر. وبعد ذلك كل اسبوع. ثم كل يوم. طبع منه 100 نسخة كانت توزع علي الوالي وكبار المسئولين في الدولة والقصر أرسل محمد علي باشا أول بعثة لدراسة الطباعة في إيطاليا 1815 برئاسة نيقولا المسابكي. وتم إنشاء مطبعة بولاق 1819 1820 "المطبعة الأميرية فيما بعد". وجورنال كلمة فرنسية معناها صحيفة يومية والخديوي كلمة فارسية معناها الملك أو الأمير أو صاحب المقام الرفيع. والمشهور أن الخديوي إسماعيل 1863 1879 أول من حمل لقب الخديوي في مصر بفرمان من السلطان عبدالعزيز 1867. وقيل إن محمد علي باشا حصل عليه بفرمان من السلطان العثماني وقيل إنه منحه لنفسه استخدم لفظ جورنال في مصر والشرق العربي للدلالة علي الصحيفة. حتي اقترح أحمد فارس الشدياق "صاحب الجوانب" كلمة جريدة والشدياق كاتب من الشام عمل في خدمة الدولة العثمانية وأصدر صحيفته الشهيرة بعاصمتها وقبل ذلك حرر القسم العربي في الوقائع المصرية. ومحمد علي هو محمد المسعود بن إبراهيم القوللي.. من مواليد قوله. شمال اليونان ولاية مقدوينا سنة 1769 من أصول ألبانية عمل في شبابه بتجارة الدخان. ثم انضم إلي الجيش العثماني. وجاء إلي مصر 1899. وحكم مصر في 1805 1848. من ألقابه عزيز مصر. ولي النعم. الوالي الخديوي. الباشا الجناب العالي. كان عمود أفندي هو جورنال ناظري أو ناظر الجورنال أو رئيس التحرير بلغة هذه الأيام مقره في الديوان العام للجورنال بالقاهرة.. وكان للجورنال ديوان في الوجه البحري. وآخر في الوجه القبلي يقومان بجمع الأخبار من المصالح والجهات المختلفة وارسالها إلي الديوان العام بالقاهرة. كما تم تعيين مجموعة من المتخصصين الذين يجيدون اللغتين العربية والتركية للعمل في الجورنال وجمع الأخبار وصياغتها.. ظهرت مادة الجورنال باللغتين العربية والتركية وقدم إلي جانب الأخبار مختارات من قصص ألف ليلة وليلة.. لتشجيع من يقرأه علي مواصلة القراءة. أصدر محمد علي جريدته الأولي جورنال الخديوي. ومن بعدها الوقائع المصرية 1828 والجريدة العسكرية 1833. أصدر ابنه ابراهيم باشا 1848 جريدة التجارة والزراعة. وكان البعض يسخر من جورنال الخديوي لأن بعض العاملين بالقصر يحرصون علي متابعته مثل الطاهي وغيره.. وإن كان هذا الأمر يحسب له. لأنه نجح في استقطابهم لقراءة مادته ومتابعة أخباره وحكاياته وذلك هو عنصر من عناصر نجاح الصحيفة.